تكاثر الكيوي

يمكن إكثار شجيرات الكيوي فروت بعدة طرق سنتناولها بإيجاز في الجزء التالي:

1- الاكثار الجنسي (البذور)

طالما أن الشتلات الجنسية (الناتجة عن الأجنة الجنسية بالبذور) تظهر اختلافات بينة فيما بينها في الكثير من الصفات، وذلك نظراً لحدوث الانعزالات الوراثية أثناء تكوين الجاميطات المذكرة، والمؤنثة فإنه لا ينصح باستخدام البذور كوسيلة إكثار إلا في الحالات التجريبية ومن خلال برامج التربية والتحسين عند إنتاج أصناف جديدة بإتباع طرق التربية المختلفة والانتخاب، أو عند إنتاج أصول للتطعيم عليها بطعوم الأصناف المرغوب اكثارها.

وللحصول على البذور الصغيرة الحجم، تقطع الثمار الناضجة وتوضع في خلاط كهربائي مع القليل من الماء، يدار الخلاط لبضع ثوان، ثم يصب المزيج على قطعة من الشاش، أو منخل دقيق لفصل البذور. بعدئذ تخلط البذور مع رمل مندى وتوضع في كيس من البلاستيك، أو صندوق من البلاستيك أو أي وعاء مناسب، ثم تحفظ في مبرد (ثلاجة) على درجة أقل من درجة التجمد لمدة أسبوعين. بعد ذلك يمكن زراعة البذور أو خليط الرمل والبذور في صواني المشتل المحتوية على بيئة أو تربة معقمة أو مباشرة بأرض المشتل، وبحيث لا يزيد عمق البذور عن 3 مم ، وبشرط الحفاظ على رطوبتها. تنبت البذور بعد 2 - 3 أسابيع. ويجب ملاحظة أواني أو مهاد الزراعة، حيث أنه يجب خف الشتلات النامية منعاً لتزاحمها، وحتى يمكن نقلها بنجاح عندما يصل ارتفاع الشتلة إلى طول 7,5 سم؛ وفي هذه الحالة يفضل نقل الشتلة مع جزء من التربة يحيط بمجموعها الجذري وإذا كانت هذه الشتلات زرعت بهدف الحصول على أصول، فإنه يجب غرسها بخطوط المشتل على مسافة 30 - 45 سم بين كل شتلة وأخرى. وبعد مضى عام على وجودها بأرض المشتل، فإنها تصبح صالحة لعمليات التطعيم والتركيب.

ويذكر كل من لويس وأندرسون Lawes & Anderson (1980) وسميث وتوي Smith & Toy (1967) إن بذور النوع A. chinensis قليلة الإنبات وتمثل مشكلة للزراع، ولو أن هناك بعض التقارير الأخرى تؤكد أن البذور تنبت دون صعوبة بيلي Bailey (1961) وريفالس Rivals (1964)]. كما يذكر سميث وتوي (1967) أن فترة ما بعد حدوث تغيرات النضج للبذور لم تفلح في حدوث إنبات للبذور على درجات حرارة ثابتة.

وفى نظم إنبات البذور غير الساكنة، وجد أنه يمكن تشجيع بذور هذا النوع بدرجة كبيرة بتعريضها لدرجات حرارة متبادلة، ويبدو أن طول فترة التعرض لدرجة حرارة ما ليس من الأهمية بمكان. ويشير لويس وسيم Lawes & Sim (1980) أن درجات الحرارة المتبادلة التي تعرضت لها البذور 21 م (لمدة 16 ساعة/ 8 ساعات) أعطت درجة من تحفيز الإنبات مساوية في حالة (8 ساعات/ 16 ساعة)، في حين يذكر سميث وتوي Smith & Toy (1967) ، أن نظام تعريض البذور لدرجات حرارة متبادلة 4,5/21 م (16 ساعة/ 8 ساعات) كان أفضل من تعريضها لنظام 10 / 21 م (16 ساعة/ 8 ساعات). ويؤكد كل من لويس وأندرسون (1980)، لويس وسيم (1980) وسميث وتوى (1967) أن تعريض البذور لدرجات الحرارة المتبادلة فقط كان غير كافياً لتنشيط إنبات جميع البذور الساكنة، وقد وجدوا أن التبريد الأولى للبذور ومعاملات الجيريلين نشطت أيضاً من إنبات البذور، ومن ثم فقد قدموا حزمة المعاملات التالية : تبريد أولى للبذور على درجة 3-5 م لمدة 37 ساعة، ثم معاملة البذور بمحلول حمض الجيريليك بتركيز 2500 جزء في المليون لمدة 24 ساعة (على ورق ترشيح في أطباق بترى)، ثم إجراء اختبار الإنبات على درجة 1م/ 10م (18 ساعة/ 8 ساعات).

ويذكر إبراهيم (1996) ، أن عيب الإكثار الجنسي كطريقة لإكثار الكيوي فروت، يكمن في عدم المقدرة على التفرقة بين النباتات المذكرة والنباتات المؤنثة، إلا بعد وصولها إلى مرحلة التزهير، لذلك تفضل طرق الاكثار الخضري.

2- الإكثار الخضري

أ- العقل الساقية

يذكر بويل Powell (1998) أنه يسهل إكثار نباتات الكيوي فروت بسهولة بواسطة العقل الساقية الغضة تجهز العقلة بطول 2 - 3 عقد (2 - 3 أوراق) من أفرخ فصل النمو الحالي التي يبلغ طول أي منها (7,5 - 15 سم). وهنا تجدر ملاحظة أن الأوراق على العقلة المجهزة لابد أن تكون قد وصلت إلى اكتمال حجمها وأن البراعم واضحة في قواعد (أباط الأوراق) أعناقها. ويجب تجنب نهايات الأفرخ ذات الخشب الأقل اكتمالا في النمو، حيث أنها تفشل في إعطاء نباتات جديدة.

وعند تجهيز العقلة ؛ يقطع أسفل أول برعم مباشرة عند قاعدة العقلة، وتزال جميع الأوراق من عليها باستثناء أعلى ورقة موجودة عليها ثم يقطع نصل الأوراق وبحيث يبقى فقط على النصف المتصل بالعنق، يزال الجزء القمي من العقلة، ويترك فقط جزء بطول حوالى 1,25 سم أعلى منطقة الاتصال بالورقة المتروكة.

تزال أنسجة القلف (باستخدام سكين حاد) على جانبي قاعدة العقلة، لمسافة 1,25 - 2 سم، هذه المعاملة يجب أن تكون بجانب البرعم القاعدي بالكاد، وهذا ما يطلق عليه التجريح. بعد ذلك يغمر النصف القاعدي للعقلة في محلول أحد هرمونات تشجيع تكوين الجذور على العقل لمدة 5 ثواني، ثم تغرس العقلة في بيئة التجذير المناسبة الموجودة بأواني الزراعة الصغيرة (أصص صغيرة) لمدة 60 أو أكثر وخلال الفترة الأولية من تكوين نسيج الكالس والجذور، يجب وضع العقل (المنزرعة في الأواني الخاصة) في صوبة أو مكان مظلل تسمح بمرور 50٪ من الضوء. كما يمكن تجهيز تعريشة وتغطيتها بنسيج من القماش في حالة عدم توافر الصوب. كما يجب الإبقاء على العقل تحت نظام الرزاز المتقطع (عادة خمسة ثوان رزاز كل خمسة دقائق خلال ساعات النهار). وفي حالة تلوث التربة أو أية بيئة زراعة مقترحة بفطريات التربة، فإنه لابد من تعقيمها قبل استخدامها كمهاد لتجذير العقل.

وقد دلت نتائج الأبحاث التي أجريت على تأثير استخدام هرمونات التجذير على تنشيط تكوين الجذور على عقل الكيوي فروت، أن إندول حمض البيوتريك "IBA" بتركيز 6000 جزء في المليون كان أفضلها على الإطلاق. وهنا يجب ألا نغفل أن هناك بعض المحاليل الهرمونية المستخدمة في هذا الغرض تحوى بجانب إندول حمض البيوتريك "IBA" نفثالين حمض الخليك "NAA" أو إندول حمض الخليك "IAA" . هذه الهرمونات النباتية تستخدم إما في صورة محاليل أو على هيئة بودرة ناعمة خاصة في حالة الإكثار على نطاق محدود.

ويذكر بيوتل Beutel (1981)، أن العقل الساكنة يمكن أن تكون جذوراً في الشتاء، إذا غمرت لمدة 24 ساعة في محلول إندول حمض البيوتريك "IBA" بتركيز 200 جزء في المليون، أو تغمر سريعاً في محلول تركيزه 4000 - 8000 جزء في المليون، أو تغمس قواعدها في مسحوق هذه المادة (بودرة) ، ثم تغرس في بيئة خشنة مدفأة القاع، مع ترك قمم العقل على درجة حرارة الهواء 30 - 40 ف (-1.11 إلى 4.44 م). حيث أن انخفاض درجة حرارة قمة العقلة يمنع نموها حتى تتكون الجذور على قاعدتها في البيئة المدفأة.

وتكون عقل أصناف هاي وارد ومعظم النباتات المؤنثة للأصناف الأخرى جذور بسهولة، كذلك النباتات المذكرة في نيوزيلاند لأصناف ناموري وماتيوي.

وأحد المشاكل الهامة التي قد تواجه القائمين على عملية إكثار نباتات الكيوي فروت بواسطة العقل الساقية الغضة خلال التجذير ونمو النباتات هي الموت الخلفي للنباتات الصغيرة الموجودة بالمشتل؛ ويتسبب في ذلك فطريات التربة بصفة أساسية، وقد يعمل التعقيم على المساعدة في درء هذا الخطر، غير أنه من المفضل إضافة لذلك معاملة التربة ببعض مبيدات الفطريات المقترحة.

وعندما تبدأ العقلة في تكوين بعض الجذور، وإعطاء فرخ خضري، لابد من، نقل كل نبات جديد في إناء سعة 4,5 لتر، تحسباً لبلوغ ارتفاع النبات إلى 90 - 150 سم، حيث يصبح جاهزاً للنقل لأرض البستان. ويحتاج كل إناء إلى دعامة من البامبو أو الخشب بطول 150 - 180 سم لجعل ساق النبات قائما إلى أعلى.

وباستمرار نمو النباتات خلال أشهر الصيف. لابد من إزالة أطراف الأفرخ عندما تبدأ في الالتفاف حول نفسها. يختار فرخ جديد بالقرب من نقطة إزالة القمة، وإزالة جميع النموات الأخرى. يسمح للفرخ المختار أن يستمر في النمو إلى أعلى ويربط إلى الدعامة لجعل الساق قائماً لأعلى (يجب عدم السماح للجذع أو الساق بالالتفاف حول الدعامة). نستمر في إزالة طرف الفرخ عندما يبدأ في الالتفاف حول نفسه، ونكرر هذه المعاملة.

عند نقل العقلة المجذرة إلى إناء سعة 4,5 لتر، يفضل إضافة القليل من السماد البطيء التحرر (الانطلاق) مثل سماد أوسموكوت "osmocote" بالمعدلات الموصى بها مرتين خلال موسم النمو (مارس ويوليو)، وعادة ما يكفي إضافة ملعقة شاي من السماد البطيء الانطلاق لكل إناء سعة جالون حيث أنها كافية. ومعظم الأسمدة البطيئة الانطلاق المستخدمة لهذا الغرض تحوى نيتروجين: فوسفور : بوتاسيوم كنسبة 18-6-12، 17-7-12، أو بنسب متساوية.

ونباتات الكيوي فروت ذات متطلبات مائية مرتفعة؛ ومن ثم فإنه يجب ري هذه النباتات يومياً، ويتوقف ذلك على بيئة التجذير المستخدمة. أما عن بيئة التجذير فإن معظم المشاتل تستخدم خليط من البيت موس، التربة والرمل أو البيرليت بنسبة 1/3 بيت موس، 1/3 تربة و 1/3 رمل أو بيرليت. وتتحمل نباتات الكيوي فروت حموضة التربة نوعاً (قيم pH منخفضة) إلا أن إضافة الجير مع خليط البيئة يكون من الأفضل، وعادة ما يضاف الجير بمعدل 2,7 - 4,5 كيلوجرام لكل 30,48 سم3 من مخلوط البيئة. وبصفة عامة يجب الإبقاء على قيمة pH بيئة التجذير في حدود 6- 6,5 .

وتجدر الإشارة إلى أن قدرة العقلة على تكوين الجذور تتوقف على العديد من العوامل التي من أهمها الصنف، الهرمون المستخدم وبيئة التجذير، حيث قام كيشوري وآخرون Kishore et al., 1992)) ، بتجهيز عقل بطول 20- 30 سم لأصناف الكيوي فروت های وارد، مونتی، تیموری، أبوت، برونو واليسون، ثم غمرت هذه العقل في محلول إندول حمض البيوتريك "IBA" بتركيزات صفر، 2500 ، 3000 ، 3500 و 4000 جزء في المليون لمدة 15 ثانية، ثم غرست العقل في بيئة تجذير تحتوى على رمل أو نشارة خشب، وقد أوضحت النتائج أن هناك اختلافات كثيرة بين معاملات إندول حمض البيوتريك، الأصناف وبيئة التجذير، ومن بين الأصناف التي أعطت عقل الصنف أليسون أعلى نسبة تجذير (59,38٪) ، ومن بين معدلات إندول حمض البيوتريك أعطى تركيز 3000 جزء في المليون أعلى نسبة تجذير مع كل من الرمل (59,55٪) ونشارة الخشب (77,53%). كما حدثت أعلى نسبة تجذير مع نشارة الخشب (45.64 %) و (%37.09) في حالة الرمل. كما أعطت العقل المجذرة في بيئة الرمل أكبر عدد من الجذور الليفية (19,75) والجذور الثانوية (18,48) ونمو للفرخ الجديد (12,47 سم)، تليها العقل المجذرة في بيئة نشارة الخشب بقيم 27 .4، 3,20 و 4,73 سم على التوالي. كما بينت النتائج أن بيئة نشارة الخشب كانت أنسب لتكشف الجذور، في حين أن بيئة الرمل كانت أكثر كفاءة لنمو وتطور الجذر والفرخ.

ب- التطعيم

يمكن تطعيم طعوم الأصناف المرغوب إكثارها على الأصول المختارة بعدة طرق مثل التركيب السوطي، التركيب اللساني، البرعمة الدرعية، أو البرعمة الدرعية المقلوبة (حرف T المقلوب). يؤخذ خشب الطعوم من نموات الفصل الحالي، مع إزالة الأوراق من على خشب الطعم وترك جزء من عنق الورقة بطول 1,25 سم، ثم يثبت الطعم على الأصل بأية من الطرق السابقة الدرعية بصفة خاصة – وبحيث تبعد منطقة التطعيم بحوالي 10 سم عن سطح الأرض، وبعد نمو براعم الطعم، تقطع ساق الأصل أعلى منطقة الالتحام مباشرة. وعادة ما تؤخذ الطعوم - لإجراء التراكيب - من شجيرات ساكنة، ثم يقلم خشب الطعم من طرفيه وترك 2-3 براعم فقط عليه.

ويسمح لشتلات الأصول أن تنمو موسماً كاملاً بالمشتل قبل إجراء عمليات التطعيم أو التركيب، وفى هذه الحالة يكون سمك ساق الأصل في حدود 1,25 سم. وعند أخذ خشب الطعوم مبكراً من الشجيرات الأبوية الساكنة، فإنه يمكن وضعه في كيس من البلاستيك وتخزينه على درجة حرارة 32 - 34 ف (صفر - 1,11 م)،

وعادة ما تستخدم البرعمة الدرعية (حرف T) في إبريل ومايو إذا كانت البراعم مأخوذة من خشب ساكن، وتعطى نتائج مرضية، ويفضل العاملون بالمشاتل إجراء التركيب السوطي في إبريل ومايو. وبعد عملية التطعيم، تترك الشتلات المطعومة تنمو بالمشتل حتى شهر ديسمبر - يناير، بعدها تنقل عارية الجذور لزراعتها بالأرض المستديمة.

أما بالنسبة لشتلات الأصول المنزرعة في أواني خاصة، فعند وصول سمك الساق إلى سمك القلم الرصاص، فتطعم بخشب الطعوم المرغوبة باستخدام طريقة التركيب السوطي. وعندما يبلغ ارتفاع النبات المطعوم حوالي 90 - 180 سم، فإنه تصبح جاهزة للتوزيع على مناطق زراعة الكيوي.

اخر الاخبار

اخبار العتبة العباسية المقدسة

يجسد قيم النهضة الحسينية.. قسم الشؤون الفكرية يصدر العدد 120 من مجلة (حيدرة) الثقافية

ضمن حملة الكفيل العتبة العباسية المقدسة تحيي مراسم ليلة الحادي عشر من المحرم في سامراء

المجمع العلمي يحيي عاشوراء بخدمة الزائرين وإقامة مجالس العزاء ببغداد والحمزة الشرقي

المؤمنون يحيون ليلة الحادي عشر من المحرّم عند مرقدي الإمام الحسين وأخيه العباس (عليهما السلام)

المزيد

الآخبار الصحية

تناول الجبن.. مفيد للجسم أم خطر يهدد صحتك؟

طبيبة أسنان تحذر.. لا تتجاهل هذه العلامة بعد التنظيف

يجب أن تأكل المزيد من الشمام هذا الصيف.. إليك السبب ؟

تأثير صحي كبير.. كم بيضة يجب أن تتناول يوميا؟

المزيد

الآخبار التكنلوجية

أداء خلايا البيروفسكايت الشمسية تحت الماء قد يزيد كفاءة تحويل الكهرباء

مسافة الأمان: أساس القيادة الآمنة وتجنب الحوادث

هل القيادة السريعة تعني استهلاك اكثر للوقود؟

لماذا يعتبر كوكب المريخ غير صالح للحياة؟

المزيد

مواضيع ذات صلة

جمع وتداول وتخزين ثمار الكيوي

تربية وتحسين أشجار الكيوي

إنشاء بستان الكيوي

الوصف النباتي (الخضري) للكيوي

المعاملات الزراعية التي تجري على شجيرات الكيوي الصغيرة

العناية ببساتين الكيوي فروت

الظروف البيئية المناسبة لزراعة الكيوي

الأهمية الاقتصادية والقيمة الغذائية للكيوي

الانتاج العالمي للكيوي فروت

الأمراض التي تصيب الكيوي

الآفات الحيوانية الحشرية وغير الحشرية التي تصيب الكيوي

الاضطرابات الفسيولوجية التي تصيب الكيوي