لا بدَّ من استئصال الغُدد السرطانية
بالنظرة الأولى يبدو أن تطهير الأرض من الظلم والظالمين أمرٌغير ممكن ، فقد تجذَّرهؤلاء حتى تعودت الأرض وأهلها على طغيانهم ، وتعودت على أنين المظلومين وآهاتهم ، فكأن وجود الظالمين جزءٌ ضروري في المجتمع .
غيرأن الله العليم الحكيم جعل لكل شئ حداً ، وجعل للظلم نهاية . فقد جاء في تفسير قوله تعالى : يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالأَقْدَامِ . عن الإمام الصادق عليه السلام قال : « الله يعرفهم ، ولكن نزلت في القائم يعرفهم بسيماهم فيخبطهم بالسيف هو وأصحابه خبطاً » . « غيبة النعماني / 127 » .
وقد يرى البعض أن قتل الإمام المهدي عليه السلام للظالمين قسوةٌ وإفراط ، لكنه عملية جراحية ضرورية لتطهير المجتمعات منهم ، فلو استعمل معهم اللين والعفو لما انتهت مؤامراتهم ! ولذا أمر النبي صلى الله عليه وآله ولده المهدي عليه السلام في عهده اليه بالشدة معهم . ولا يُخاف من المهدي عليه السلام أن يقتل أحداً من الذين يؤمل اهتداؤهم وصلاحهم ، لأنه مهديٌّ من ربه ينظر بنور الله تعالى ، فهو كالخضرالذي قال الله فيه : آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً . بل الخضر عليه السلام وزيره ، وهو أميره .
في النعماني / 284 : « عن المفضل بن عمر قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام وقد ذكر القائم فقلت : إني لأرجو أن يكون أمره في سهولة ، فقال : لا يكون ذلك حتى تمسحوا العلق والعرق » . ونحوه / 285 ، وفيه : أنتم اليوم أرخى بالاً منكم يومئذ ، قالوا : وكيف . . . وفي البحار : 52 / 358 و 284 : « كلا والذي نفسي بيده لو استقامت لأحد عفواً لاستقامت لرسول الله صلى الله عليه وآله حين أدميت رباعيته وشُجَّ في وجهه ! كلا والذي نفسي بيده حتى نمسح نحن وأنتم العرق والعلق ، ثم مسح جبهته » .
وقال الصادق عليه السلام : « يلقى في حربه ما لم يلق رسول الله صلى الله عليه وآله ، إن رسول الله أتاهم وهم يعبدون حجارة منقورة وخشباً منحوتة ، وإن القائم عليه السلام يخرجون عليه فيتأولون عليه كتاب الله ويقاتلونه عليه » . « أما والله ليدخلن عليهم عدله جوف بيوتهم كما يدخل الحر والقَرّ » . « النعماني / 296 » .
وأمام هذا التكذيب والعناد ، لابد للإمام عليه السلام من اجتثاث الفاسدين .
شدة الإمام عليه السلام على الظالمين
في غيبة النعماني / 231 : « عن أبي خديجة ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إن علياً عليه السلام قال : كان لي أن أقتل المولي وأجهز على الجريح ، ولكني تركت ذلك للعاقبة من أصحابي ، إن جُرحوا لم يُقتلوا ، والقائم له أن يقتل المولي ويجهز على الجريح » .
وفي الكافي : 8 / 233 : « عن معاوية بن عمار ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إذا تمنى أحدكم القائم فليتمنه في عافية ، فإن الله بعث محمداً صلى الله عليه وآله رحمة ويبعث القائم نقمة » .
وفي غيبة الطوسي / 115 : « عن يحيى بن العلاء الرازي قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : يُنتج الله تعالى في هذه الأمة رجلاً مني وأنا منه ، يسوق الله تعالى به بركات السماوات والأرض ، فتنزل السماء قطرها ، وتخرج الأرض بذرها ، وتأمن وحوشها وسباعها ، ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً ، ويَقتل حتى يقول الجاهل لو كان هذا من ذرية محمد لرحم » .
وروى ابن حماد : 1 / 350 : عن علي عليه السلام قال : « يفرج الله الفتن برجل منا ، يسومهم خسفاً ، لا يعطيهم إلا السيف ، يضع السيف على عاتقه ثمانية أشهر هرجاً ، حتى يقولوا والله ما هذا من ولد فاطمة ، لو كان من ولدها لرحمنا . يغريه الله ببني العباس وبني أمية » .
وقال ابن أبي الحديد في شرح النهج : 7 / 58 : « وهذه الخطبة ذكرها جماعة من أصحاب السير وهي متداولة منقولة مستفيضة ، خطب بها علي عليه السلام بعد انقضاء أمر النهروان ، وفيها ألفاظ لم يوردها الرضي رحمه الله ، منها : فانظروا أهل بيت نبيكم فإن لبدوا فالبدوا ، وإن استنصروكم فانصروهم ، فليفرجن الله الفتنة برجل منا أهل البيت ، بأبي ابن خيرة الإماء ، لا يعطيهم إلا السيف هرجاً هرجاً ، موضوعاً على عاتقه ثمانية أشهر حتى تقول قريش : لو كان هذا من ولد فاطمة لرحمنا ، يغريه الله ببني أمية حتى يجعلهم حطاماً ورفاتاً ، مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً ، سُنَّةَ اللهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلاً » .
وفي الكافي : 1 / 431 : « عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل : حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكَاناً وَأَضْعَفُ جُنْداً : ما يوعدون فهو خروج القائم عليه السلام وهو الساعة . فَسَيَعْلَمُونَ : ذلك اليوم وما نزل بهم من عذاب الله على يدي قائمه فذلك قوله : مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكَاناً : يعني عند القائم ، وَأَضْعَفُ جُنْداً . قلت : قوله : وَيَزِيدُ اللهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدىً ؟ قال : يزيدهم ذلك اليوم هدى على هدى باتباعهم القائم حيث لا يجحدونه ولا ينكرونه » .
وفي النعماني / 233 : « عن محمد بن مسلم قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : لو يعلم الناس ما يصنع القائم إذا خرج لأحب أكثرهم ألا يروه ، مما يقتل من الناس ! أما إنه لا يبدأ إلا بقريش فلا يأخذ منها إلا السيف ، ولا يعطيها إلا السيف ، حتى يقول كثير من الناس : ليس هذا من آل محمد ولو كان من آل محمد لرحم » .
وفي النعماني / 283 : « عن بشير بن أبي أراكة النبال ، ولفظ الحديث على رواية ابن عقدة قال : لما قدمت المدينة انتهيت إلى منزل أبي جعفر الباقر عليه السلام فإذا أنا ببغلته مسرجة بالباب ، فجلست حيال الدار ، فخرج فسلمت عليه فنزل عن البغلة وأقبل نحوي فقال : ممن الرجل ؟ فقلت : من أهل العراق ، قال : من أيها ؟ قلت : من أهل الكوفة ، فقال : من صحبك في هذا الطريق ؟ قلت : قوم من المحدثة ، فقال : وما المحدثة ؟ قلت : المُرْجِئة ، فقال : ويحُ هذه المرجئة إلى من يلجؤون غداً إذا قام قائمنا ؟ قلت : إنهم يقولون : لو قد كان ذلك كنا وأنتم في العدل سواء ، فقال : من تاب تاب الله عليه ، ومن أسرَّ نفاقاً فلا يبعد الله غيره ، ومن أظهر شيئاً أهرق الله دمه . ثم قال : يذبحهم والذي نفسي بيده كما يذبح القصاب شاته ، وأومأ بيده إلى حلقه . قلت : إنهم يقولون : إنه إذا كان ذلك استقامت له الأمور فلا يهريق محجمة دم ، فقال : كلا والذي نفسي بيده حتى نمسح وأنتم العرق والعلق وأومأ بيده إلى جبهته » .
وفي الكافي : 1 / 432 : « عن أبي الحسن الماضي عليه السلام قال : سألته . . في حديث : قلت : حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكَاناً وَأَضْعَفُ جُنْداً ؟ قال : يعني بذلك القائم وأنصاره » .
وفي حلية الأبرار : 2 / 597 : « محمد بن الحسن الشيباني في كشف البيان قال : روي في أخبارنا عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليه السلام ، أن هذه مخصوصة بصاحب الأمر الذي يظهر في آخر الزمان ، ويبيد الجبابرة والفراعنة ، ويملك الأرض شرقاً وغرباً ، فيملؤها عدلاً كما ملئت جوراً » .
يبدأ الإمام عليه السلام بقتل كذَّابي الشيعة !
رجال الكشي / 299 : « عن المفضل بن عمر قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : لو قام قائمنا لبدأ بكذابي الشيعة فقتلهم » .
وفي الايضاح / 208 : « عن الإمام الباقر عليه السلام قال : « لو قد قام قائمنا بدأ بالذين ينتحلون حبنا فيضرب أعناقهم » .
وفي النعماني / 206 : « عن مالك بن ضمرة : قال أمير المؤمنين عليه السلام : يا مالك بن ضمرة كيف أنت إذا اختلفت الشيعة هكذا ؟ وشبَّك أصابعه وأدخل بعضها في بعض . فقلت : يا أمير المؤمنين ما عند ذلك من خير ! قال : الخير كله عند ذلك ، يا مالك عند ذلك يقوم قائمنا فيقدم سبعين رجلاً يكذبون على الله ورسوله صلى الله عليه وآله فيقتلهم ، ثم يجمعهم الله على أمر واحد » .
وفي غيبة الطوسي / 273 : « قال أبو عبد الله عليه السلام : لينصرن الله هذا الأمر بمن لا خلاق له ، ولو قد جاء أمرنا لقد خرج منه من هو اليوم مقيم على عبادة الأوثان » .
أقول : يظهر أن هؤلاء أصل الفتنة والاختلاف داخل الشيعة ، ولا يبعد أن يكونوا من علماء السوء المضلين والسياسيين المنحرفين ! والسبعون عددٌ حقيقي ، ويحتمل أن يكون تقريبياً .
هيبة الإمام عليه السلام ورعب أعدائه منه
روى النعماني / 239 : « عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : بينا الرجل على رأس القائم يأمره وينهاه إذ قال : أديروه ، فيديرونه إلى قدامه فيأمر بضرب عنقه ، فلا يبقى في الخافقين شئ إلا خافه » .
ومعناه : أن عقوبة الإمام عليه السلام تشمل المنافقين المتسترين ، الذين قد يكون بعضهم قريبين منه فيخونونه ، فيعرفهم بالنور الذي في قلبه ، وينفذ فيهم حكم الله تعالى .
وعن الإمام الباقر عليه السلام : « يقوم القائم بأمر جديد وقضاء جديد ، على العرب شديد . ليس شأنه إلا السيف ، ولايستتيب أحداً ، ولا تأخذه في الله لومة لائم » « البحار : 52 / 354 » .
والأمر الجديد : الإسلام الذي ابتعد عنه المسلمون ، يحييه المهدي عليه السلام فيكون شديداً على الذين يطيعون حكامهم .
وفي النعماني / 236 : « عن سدير الصيرفي ، عن رجل من أهل الجزيرة كان قد جعل على نفسه نذراً في جارية وجاء بها إلى مكة ، قال : فلقيت الحجبة فأخبرتهم بخبرها ، وجعلت لا أذكر لأحد منهم أمرها إلا قال : جئني بها وقد وفى الله نذرك . فدخلني من ذلك وحشة شديدة ، فذكرت ذلك لرجل من أصحابنا من أهل مكة فقال لي : تأخذ عني ؟ فقلت : نعم ، فقال : أنظر الرجل الذي يجلس بحذاء الحجر الأسود وحوله الناس ، وهو أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين عليهم السلام فأته فأخبره بهذا الأمر ، فانظر ما يقول لك فاعمل به ، قال : فأتيته فقلت : رحمك الله إني رجل من أهل الجزيرة ومعي جارية جعلتها عليَّ نذراً لبيت الله في يمين كانت علي ، وقد أتيت بها وذكرت ذلك للحجبة وأقبلت لا ألقى منهم أحداً إلا قال : جئني بها وقد وفى الله نذرك ، فدخلني من ذلك وحشة شديدة ! فقال : يا عبد الله إن البيت لا يأكل ولا يشرب ، فبع جاريتك واستقص وانظر أهل بلادك ممن حج هذا البيت ، فمن عجز منهم عن نفقته فأعطه حتى يقوى على العود إلى بلادهم ، ففعلت ذلك ثم أقبلت لا ألقى أحداً من الحجبة إلا قال : ما فعلت بالجارية ؟ فأخبرتهم بالذي قال أبو جعفر فيقولون : هو كذاب جاهل لا يدري ما يقول ، فذكرت مقالتهم لأبي جعفر عليه السلام فقال : قد بلغتني ، تبلغ عني ؟ فقلت : نعم ، فقال : قل لهم : قال لكم أبو جعفر : كيف بكم لو قد قطعت أيديكم وأرجلكم وعلقت في الكعبة ، ثم يقال لكم نادوا نحن سراق الكعبة ! فلما ذهبت لأقوم قال : إنني لست أنا أفعل ذلك ، وإنما يفعله رجل مني » .
وفي البحار : 52 / 387 : « عن أبي عبد الله عليه السلام قال : يقتل القائم عليه السلام حتى يبلغ السوق قال : فيقول له رجل من ولد أبيه : إنك لتجفل الناس إجفال النعم ، فبعهد من رسول الله صلى الله عليه وآله أو بماذا ؟ قال : وليس في الناس رجل أشد منه بأساً ، فيقوم إليه رجل من الموالي فيقول له : لتسكتنَّ أو لأضربنَّ عنقك ! فعند ذلك يخرج القائم عليه السلام عهداً من رسول الله صلى الله عليه وآله » .
ومعنى من وُلد أبيه : علوي النسب . إجفال النعم : تخويف الغنم . حتى يبلغ السوق : سوق المدينة ، أو مكاناً اسمه السوق .
وفي رواية أن الذي يأمر المعترض بالسكوت هو « المولى الذي يتولى البيعة » أي المسؤول عن أخذ البيعة من الناس للإمام المهدي عليه السلام . فعن الإمام الباقر عليه السلام قال : « حتى إذا بلغ الثعلبية قام إليه رجل من صلب أبيه ، وهو من أشد الناس ببدنه وأشجعهم بقلبه ما خلا صاحب هذا الأمر ، فيقول : يا هذا ما تصنع ؟ فوالله إنك لتجفل الناس إجفال النعم أفبعهد من رسول الله صلى الله عليه وآله أم بماذا ؟ فيقول المولى الذي ولي البيعة : والله لتسكتن أو لأضربن الذي فيه عيناك . فيقول له القائم : اسكت يا فلان . إي والله إن معي عهداً من رسول الله صلى الله عليه وآله هات يا فلان العَيْبة أو الزنفيلجة ، فيأتيه بها فيقرؤه العهد من رسول الله صلى الله عليه وآله فيقول : جعلني الله فداك أعطني رأسك أقبله فيعطيه رأسه فيقبل بين عينيه ثم يقول : جعلني الله فداك جدد لنا بيعة ، فيجدد لهم بيعة » . « البحار : 52 / 343 » .
والعيْبة والزنفيلجة : الصندوق الصغير . الثعلبية : مكان بالعراق من جهة الحجاز .
البصائر / 78 : « عن أبي حمزة قال : سألت أبا جعفر عليه السلام في حديث في تفسير عدة آيات إلى أن قال : وأما قوله : حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ يعني قيام القائم » .
ذل أعداء الإمام المهدي عليه السلام
تفسير التبيان : 1 / 420 : « عن السدي في قوله تعالى : وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ : خزيهم في الدنيا أنهم إذا قام المهدي وفتحت قسطنطينية قتلهم » .
وخريدة العجائب / 260 ، وملاحم ابن طاووس / 143 ، وليس فيه : وفتح القسطنطينية .
وفي مختصر البصائر / 200 ، أن أعداء المهدي عليه السلام يفرون منه إلى الروم .
وفي تفسير القمي : 2 / 68 ، في تفسير قوله تعالى : فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ لا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ . قال : « يعني الكنوز التي كنتم تكنزون . قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ . فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيداً خَامِدِينَ . لا يبقى منهم مخبر . . لا تبقى منهم عين تطرف » .
وفي الكافي : 8 / 227 : « عن سلام بن المستنير قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يحدث : إذا قام القائم عرض الإيمان على كل ناصب ، فإن دخل فيه بحقيقة وإلا ضرب عنقه أو يؤدي الجزية ، كما يؤديها اليوم أهل الذمة ، ويشد على وسطه الهميان ، ويخرجهم من الأمصار إلى السواد » .
وفي مختصر البصائر / 212 : « عن أبي حمزة الثمالي قال : سمعت أبا جعفر محمد بن علي يقول : لو قد خرج قائم آل محمد عليهم السلام ، لنصره الله بالملائكة المسومين والمردفين والمنزلين والكروبيين ، ويكون جبرئيل أمامه ، وميكائيل عن يمينه ، وإسرافيل عن يساره ، والرعب مسيرة شهر أمامه وخلفه وعن يمينه وعن شماله . والملائكة المقربون حذائه . أول من يبايعه محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي صلوات الله عليه الثاني . معه سيف مخترط ، يفتح الله له الروم والصين والترك والديلم والسند والهند وكابل شاه والخزر . يا أبا حمزة لا يقوم القائم إلا على خوف شديد وزلازل وفتنة وبلاء يصيب الناس وطاعون قبل ذلك ، وسيف قاطع بين العرب ، واختلاف شديد بين الناس ، وتشتت في دينهم ، وتغير من حالهم ، حتى يتمنى المتمني الموت صباحاً ومساءً من عظم ما يرى من كلب الناس وأكل بعضهم بعضاً .
وخروجه إذا خرج عند الإياس والقنوط ، فيا طوبى لمن أدركه وكان من أنصاره ، والويل كل الويل لمن ناواه وخالف أمره ، وكان من أعدائه . ثم قال : يقوم بأمر جديد وكتاب جديد وسنة جديدة وقضاء جديد ، على العرب شديد ، ليس شأنه إلا القتل ، لايستتيب أحداً ، ولا تأخذه في الله لومة لائم » .
تأويل الآيات : 2 / 550 : « عن جابر بن يزيد ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : قوله عز وجل : وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ : يعني إلى القائم عجل الله فرجه » .
وفي تأويل الآيات : 2 / 726 : « عن أبي جعفر عليه السلام في قوله عز وجل : خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ : قال : يعني يوم خروج القائم عليه السلام » .
تفسير فرات / 194 : « عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله تعالى : وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ : فذلك يوم القائم وهو يوم الدين ، حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ : أيام القائم ، فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ : فما تنفعهم شفاعة لمخلوق ، ولن يشفع فيهم رسول الله صلى الله عليه وآله يوم القيامة » .
خط بني أمية وبني العباس يستمر إلى ظهور المهدي عليه السلام
ينبغي الإلفات إلى أن كل الأحاديث التي تذكر أن الإمام المهدي عليه السلام يقاتل بني أمية أو بني العباس ، فهي تقصد أتباعهم وخطهم في ظلم أهل البيت عليهم السلام . وتوجد قرائن عديدة لفظية ومعنوية على ذلك ، كالذي ما رواه النعماني / 302 : « عن علي بن أبي حمزة قال : زاملت أبا الحسن موسى بن جعفر عليه السلام بين مكة والمدينة فقال لي يوماً : يا علي لو أن أهل السماوات والأرض خرجوا على بني العباس لسقيت الأرض بدمائهم حتى يخرج السفياني ، قلت له : يا سيدي أمره من المحتوم ؟ قال : نعم ، ثم أطرق هنيئة ثم رفع رأسه وقال : ملك بني العباس مكر وخداع ، ويذهب حتى يقال لم يبق منه شئ ، ثم يتجدد حتى يقال ما مرّ به شئ » .
وروى النعماني / 303 ، صريحاً : « عن الحسن بن الجهم قال : قلت للرضا عليه السلام : أصلحك الله إنهم يتحدثون أن السفياني يقوم وقد ذهب سلطان بني العباس فقال : كذبوا إنه ليقوم وإن سلطانهم لقائم » .
وفي الإرشاد / 364 : « عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إذا قام القائم من آل محمد صلوات الله عليهم أقام خمس مائة من قريش فضرب أعناقهم ، ثم أقام خمس مائة فضرب أعناقهم ، ثم خمس مائة أخرى ، حتى يفعل ذلك ست مرات ! قلت : ويبلغ عدد هؤلاء هذا ؟ قال : نعم منهم ، ومن مواليهم » .
وفي غيبة الطوسي / 116 : « عن عبيد الله بن شريك في حديث له اختصرناه ، قال : مرَّ الحسين على حلقة من بني أمية وهم جلوس في مسجد الرسول ، فقال : أما والله لا تذهب الدنيا حتى يبعث الله مني رجلاً يقتل منكم ألفاً ومع الألف ألفاً ومع الألف ألفاً ! فقلت : جعلت فداك إن هؤلاء أولاد كذا وكذا لا يبلغون هذا ! فقال : ويحك في ذلك الزمان يكون الرجل من صلبه كذا وكذا رجلاً ، وإن مولى القوم من أنفسهم » .
فهذه الأحاديث تنص على استمرار حكم بني أمية وبني العباس إلى ظهور المهدي عليه السلام ، مع أن الأئمة عليهم السلام أخبروا بانتهاء ملك بني أمية ، فلا بد أن يكون مقصودهم خطهم المعادي لأهل البيت عليهم السلام وأنه سيستمر إلى ظهور المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف .
ويضاف إلى هذه القرينة المعنوية قرائن لفظية تذكر حكم آل فلان قبل ظهوره عليه السلام ، كما في قرب الإسناد / 164 : عن الإمام الرضا عليه السلام : « إن قدام هذا الأمر علامات ، حدث يكون بين الحرمين ، قلت : ما الحدث ؟ قال : عصبة تكون ، ويَقتل فلان من آل فلان خمسة عشر رجلاً » .
« ألا أخبركم بآخر ملك بني فلان ؟ قلنا : بلى يا أمير المؤمنين . قال : قتل نفس حرام في بلد حرام ، من قوم من قريش . والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما لهم ملك بعده غير خمسة عشر ليلة » .
وفي الكافي : 1 / 337 ، عن الإمام الصادق عليه السلام : « إن للغلام غيبة قبل أن يقوم . . ثم قال : يا زرارة لابد من قتل غلام بالمدينة ، قلت : جعلت فداك أليس يقتله جيش السفياني ؟ قال : لا ، ولكن يقتله جيش آل بني فلان ، يجئ حتى يدخل المدينة فيأخذ الغلام فيقتله ، فإذا قتله بغياً وعدواناً وظلماً لايمهلون فعند ذلك توقع الفرج إن شاء الله » .
يقيم الإمام عليه السلام حدّ الله تعالى على كثير من المنافقين
التهذيب : 6 / 172 : « عن أبي حمزة : قال أبو عبد الله عليه السلام : ولو قد قام القائم عليه السلام ما احتاج إلى مساءلتكم عن ذلك ، ولأقام في كثير منكم من أهل النفاق حد الله » . ومعناه أنه يقيم الحد على منافقين يتخلفون عنه ، وليس على كل عاص !
الاكثر قراءة في الدولة المهدوية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة