علم الحديث
تعريف علم الحديث وتاريخه
أقسام الحديث
الجرح والتعديل
الأصول الأربعمائة
الجوامع الحديثيّة المتقدّمة
الجوامع الحديثيّة المتأخّرة
مقالات متفرقة في علم الحديث
أحاديث وروايات مختارة
علم الرجال
تعريف علم الرجال واصوله
الحاجة إلى علم الرجال
التوثيقات الخاصة
التوثيقات العامة
مقالات متفرقة في علم الرجال
أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)
اصحاب الائمة من التابعين
اصحاب الائمة من علماء القرن الثاني
اصحاب الائمة من علماء القرن الثالث
علماء القرن الرابع الهجري
علماء القرن الخامس الهجري
علماء القرن السادس الهجري
علماء القرن السابع الهجري
علماء القرن الثامن الهجري
علماء القرن التاسع الهجري
علماء القرن العاشر الهجري
علماء القرن الحادي عشر الهجري
علماء القرن الثاني عشر الهجري
علماء القرن الثالث عشر الهجري
علماء القرن الرابع عشر الهجري
علماء القرن الخامس عشر الهجري
شرف العلوم الدينيّة بأسرها وارتفاع قدرها
المؤلف: الشيخ حسين بن عبد الصمد العاملي
المصدر: وصول الأخيار إلى أصول الأخبار
الجزء والصفحة: ص 33 ـ 36
2024-12-08
254
قد تطابق العقل وهو البرهان القاطع والنقل وهو النور الساطع على شرف العلوم بأسرها وعلى جلالة شأنها وارتفاع قدرها، إذ لم يزل العقلاء في جميع الازمان وكل الاديان يعظّمون موقع العلم ويجهدون أنفسهم في استفادته وافادته ويعظّمون أهله على مقدار ما لهم فيه من الخوض ويسقطون الجهّال عن درجة الاعتبار بل يلحقونهم بقسم البهائم. ويكفينا شاهداً على ذلك قوله تعالى: {هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} [الزمر: 9] وقوله تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر: 28] وغير ذلك ممّا يدل على شرفهم.
وأمّا ما يدلّ على شرفه وفضله والحثّ عليه من السنّة المطهرة فهو أكثر من أن يحصى، فقد روينا بأسانيدنا المتّصلة إلى محمد بن يعقوب عن علي بن ابراهيم عن أبيه عن الحسن بن الحسين الفارسي عن عبد الرحمن بن الحسين بن زيد عن أبيه عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة، ألا إنّ الله يحب بغاة العلم (1).
وروينا أيضاً عن محمد بن يعقوب عن علي بن ابراهيم عن أبيه عن حمّاد بن عيسى عن القدّاح عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سلك الله به طريقًا الى الجنّة، وانّ الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضىً به، وانّه ليستغفر لطالب العلم من في السماوات ومن في الأرض حتّى الحوت في البحر، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر النجوم ليلة البدر، وانّ العلماء ورثة الأنبياء، انّ الانبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا وإنّما ورثوا العلم، فمن أخذ منه أخذ بحظ وافر (2).
وروينا عنه عن الحسين بن محمد عن علي بن محمد بن سعيد رفعه عن أبي حمزة عن علي بن الحسين (عليهما السلام) أنّه قال: لو يعلم الناس ما في طلب العلم لطلبوه ولو بسفك المهج وخوض اللجج، انّ الله تبارك وتعالى أوحى الى دانيال (عليه السلام) : إنّ أمقت عبيدي إليّ الجاهل المستخف بحق أهل العلم التارك للاقتداء بهم، وإنّ أحبّ عبيدي إليّ التقيّ الطالب للثواب الجزيل الملازم للعلماء التابع للحكماء القابل عن الحلماء (3).
وروينا عنه عن علي بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير ومحمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن ابن أبي عمير عن سيف بن عميرة عن أبي حمزة عن أبي جعفر(عليه السلام) قال: عالم ينتفع بعلمه أفضل من سبعين ألف عابد (4).
وروينا عنه عن علي بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن جميل عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: يغدو الناس على ثلاثة أصناف عالم ومتعلّم وغثاء، فنحن العلماء وشيعتنا المتعلّمون وسائر الناس غثاء (5).
وأمّا ما روينا من غير طريقه فقد روينا عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال: من طلب باباً من العلم ليعلمه الناس ابتغاء وجه الله أعطاه الله أجر سبعين نبيّاً صدّيقاً.
وروينا عنه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال: فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم(6).
وروينا عنه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال : إنّ من الذنوب ذنوباً لا يغفرها صلاة ولا صيام ولا صدقة ولا حج ولا جهاد إلا الغموم (الجد خ ل) في طلب العلم.
وروينا عنه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال: العالم الواحد أشد على إبليس وجنوده من ألف عابد (7).
وروينا عنه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال: إذا كان يوم القيامة يقول الله تبارك وتعالى للعباد: ادخلوا الجنّة فإنّما كانت منفعتكم لأنفسكم، ويقول للعالم: اشفع تشفع فإنّما كانت منفعتك للناس.
وروينا عنه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال: نظرة في وجه العالم أحبّ الى الله تعالى من عبادة سبعين سنة صائم نهارها وقائم ليلها. ثم قال: لولا العلماء لهلكت أمتي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الكافي 1 / 30 وليس فيه ومسلمة.
(2) الكافي 1 / 34، وقد أخرجه بطريقين ثانيهما ما ذكره المؤلف هنا وأولهما: محمد ابن الحسن وعلي بن محمد عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى عن احمد بن محمد جميعا عن جعفر بن محمد الأشعري عن عبد الله بن ميمون القدّاح.
(3) الكافي 1 / 35 وفيه التابع للحلماء القابل عن الحكماء.
(4) الكافي 1 / 33.
(5) الكافي 1 / 34، بصائر الدرجات 1 / 8.
(6) كنز العمال 10 / 145، منية المريد: 23.
(7) كنز العمّال 10 / 155 وفيه فقيه واحد أشدّ على الشيطان من ألف عابد، البحار 2 / 25، بصائر الدرجات 1 / 7 وفيه متفقّه في الدين أشد على الشيطان من عبادة ألف عابد.