بغداديون غلبت عليهم النزعة البصرية
المؤلف:
محمد الطنطاوي
المصدر:
نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة
الجزء والصفحة:
ص101- 103
15-07-2015
4657
ممن غلبت عليه النزعة البصرية
1- الزجاج:
هو أبو إسحاق إبراهيم بن السري(1)، ولقب بالزجاج لأنه كان يخرط الزجاج، نشأ ببغداد، وتلقى عن ثعلب ثم عن المبرد في مقابل أجر معين دائم، ورفع المبرد من شأنه حتى أدب القاسم بن عبيد الله الذي أخذ يناصره بعد توليه الوزارة للمعتضد، ثم ساعدته الأقدار ونادم الخليفة المعتضد.
دخل يوما دار ثعلب فوجد معه أبا موسى الحامض، واستطرد الحديث إلى ذمهما "المبرد ثم سيبوبه ويونس"، فاغتاظ الزجاج وخطأ ثعلبًا في نصف كتابه "الفصيح" لما عرض ثعلب لتخطئة سيبويه في الكتاب، إذ تعقبه باعتراضات عشرة بينما كتاب الفصيح
ص101
كله عشرون ورقة، وقد ذكرت هذه الاعتراضات في معجم الأدباء ترجمة الزجاج، كما ذكرت أيضا في الأشباه والنظائر، الفن السابع في الجزء الرابع، والمزهر النوع التاسع معرفة الفصيح.
وما من ريب أن العصبية المذهبية هي التي حملت الزجاج على تجبيه1 ثعلب، وشينه كتابه حتى قيل إن ثعلبا كاد ينكر نسبته بعد إليه، كما أنها حملت في مقبل الأيام ابن خالويه -وهو كوفي النزعة- على تخطئة الزجاج في اعتراضاته على ما سترى في ترجمته إن شاء الله.
له مؤلفات منها: مختصر النحو، وما ينصرف وما لا ينصرف، وشرح أبيات سيبويه، وكتاب فعلت وأفعلت، توفي ببغداد سنة 310هـ.
2- ابن السراج:
هو أبو بكر بن السري، نشأ،(2) ببغداد وسمع من المبرد، وكان أحدث تلاميذه وقرأ عليه كتاب سيبويه، ثم انصرف إلى علم الموسيقي، لكن لم ينشب أن رجع إلى الكتاب والبحث في المسائل النحوية وبرز في اللغة العربية وخلف المبرد في بغداد، وله من التصانيف النحوية "كتاب الأصول"، "وهو أحسنها وأكبرها، وإليه المرجع عند اضطراب النقل واختلافه، جمع فيه أصول العربية، وأخذ مسائل سيبويه ورتبها أحسن ترتيب"، وكتاب جمل الأصول، وشرح كتاب سيبويه، والموجز، توفي سنة 316هـ.
3- الزجاجي:
هو أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق من نهاوند قدم بغداد وسمع من ابن السراج والأخفش، ولازم الزجاج فنسب إليه، وسكن دمشق وانتفع الناس بعلمه، وله مؤلفات في النحو منها: "الجمل" ولهذا الكتاب حظوة عند المغاربة، تداني كتاب سيبويه عند المشارقة فتصدى الكثير لشرحه وشرح شواهده، والكافي، وفي النحو والأدب واللغة وغيرها "الأمالي" الصغرى والوسطى والكبرى، توفي بدمشق سنة 337هـ.
4- مبرمان:
هو أبو بكر محمد بن علي العسكري(3)، سمع من المبرد وأكثر من الأخذ عن الزجاج وبعد صيته في النحو، إلا أنه كان غير وقور، ضنينا بالتعليم إلا مع الجزاء المرضي
ص102
له، من مؤلفاته النحوية: شرح شواهد سيبويه، وشرح كتاب سيبويه ولم يتم، وشرح كتاب الأخفش، والتلقين، توفي بدمشق سنة 345هـ.
5- ابن درستويه:
هو أبو محمد عبد الله بن جعفر بن درستويه الفارسي، نشأ بفسا "من بلاد فارس" وأقام ببغداد، عن ابن قتيبة، والمبرد، وثعلب وغيرهم، ثم لازم المذهب البصري مع التعصب الشديد له، وتصانيفه في غاية الجودة، منها في النحو: الإرشاد وأسرار النحو، والرد على ثعلب في اختلاف النحويين، وأخبار النحويين، وتوفي ببغداد سنة 347 هجرية.(4)
ص103
________________________
(1) راجع ترجمته في معجم الأدباء، ج1: ص130-151. وطبقات الزبيدي، ص204. والنجوم الزاهرة، ج3: ص197، وبغية الوعاء، ج1: ص453. وجذوة المقتبس، ص154.
(2) انظر معجم الادباء، ج18: ص197- 201. وطبقات الزبيدي، ص204، والمنتظم، ج6: ص218. والنجوم الزاهرة, ج3: ص222.
(3) انظر ترجمته في معجم الادباء، ج18، ص254- 257.
(4) ترجمته في سائر المصادر، وفي درستوريه ضبط آخر راجعهما في وفيات الأعيان، وفي القاموس ثالث قلت: وطبقات الزبيدي ص205, والمنتظم, ج6، ص388. والنجوم الزاهرة، ج3: ص321.
الاكثر قراءة في أهم نحاة المدرسة البغدادية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة