يعد الصيام المتقطع من الأنظمة الغذائية الأكثر انتشاراً في السنوات الأخيرة ويعتمده الكثير من الأشخاص بهدف تحسين صحتهم أو إنقاص الوزن. يعتمد هذا النظام على الامتناع عن تناول الطعام لفترات محددة خلال اليوم أو الأسبوع مع تناول الوجبات في نافذة زمنية معينة. ورغم أن الفكرة قد تبدو بسيطة إلا أن تأثيراتها على الجسم معقدة ومتنوعة وقد تختلف من شخص لآخر.
عندما يصوم الإنسان لساعات طويلة يبدأ الجسم تدريجياً في استخدام مخزون الطاقة الداخلي بدل الاعتماد على الطعام الخارجي. في الساعات الأولى يعتمد الجسم على الجلوكوز ولكن بعد فترة يبدأ في حرق الدهون المخزنة للحصول على الطاقة وهو ما يفسر فعالية الصيام المتقطع في تقليل الوزن لدى البعض. إضافة إلى ذلك تشير أبحاث عديدة إلى أن الصيام يساعد على تحسين حساسية الخلايا للأنسولين مما قد يساهم في خفض نسبة السكر في الدم ويقلل خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني.
كما يساعد الصيام المتقطع على تقليل الالتهابات في الجسم وهي عامل مهم يرتبط بالعديد من الأمراض المزمنة. وقد وجد أنه يحفز عملية تسمى “الالتهام الذاتي” وهي آلية طبيعية يقوم فيها الجسم بالتخلص من الخلايا التالفة وإعادة تجديدها مما قد يساهم في تحسين الصحة العامة وإبطاء بعض علامات الشيخوخة. ويشعر كثير من الأشخاص كذلك بأن الصيام يحسن مستوى التركيز الذهني ويزيد من الطاقة خلال النهار بفضل استقرار مستويات السكر.
رغم ذلك فإن الصيام المتقطع ليس مناسباً للجميع وقد تظهر بعض الآثار الجانبية خصوصاً في الأسابيع الأولى. من أكثر المشكلات شيوعاً الشعور بالجوع الشديد، الصداع، الدوخة، أو ضعف التركيز، وذلك بسبب تغير نمط الجسم في استقبال الطعام. كما يمكن أن يؤدي الإفراط في تناول الطعام خلال فترة السماح إلى زيادة السعرات بدل تخفيفها مما يلغي الفوائد المتوقعة. وقد يعاني البعض من انخفاض ضغط الدم أو الإرهاق إذا لم يتبعوا النظام بشكل ملائم أو إذا كانت حالتهم الصحية لا تسمح بذلك.
بالنسبة لمن لديهم أمراض مزمنة مثل السكري، أمراض القلب، اضطرابات الأكل، أو للحوامل والمرضعات، فقد يكون الصيام المتقطع غير مناسب أو يحتاج إشرافاً طبياً خاصاً. كذلك يمكن أن يكون غير مناسب للأشخاص الذين يعانون من ضغط نفسي أو بدني مرتفع لأن نقص الطاقة قد يزيد من الإرهاق.
بشكل عام يمكن القول إن الصيام المتقطع يقدم فوائد محتملة كبيرة خاصة في ما يتعلق بالوزن وصحة التمثيل الغذائي لكنه ليس حلاً سحرياً ولا يعمل بالدرجة نفسها مع جميع الأشخاص. نجاحه يعتمد على نمط الحياة، جودة الطعام المتناول، والحالة الصحية للفرد. لذلك من الأفضل دائمًا تجربة النظام بحذر، مراقبة تأثيره على الجسم، واستشارة مختص إذا ظهرت أي أعراض غير مريحة أو في حال وجود حالة صحية تستدعي ذلك.







وائل الوائلي
منذ 3 ايام
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN