زيد علي كريم الكفلي
فاجعة كربلاء لا يقارن بها حدث مهما عظم وقد مر على شيعة أهل البيت عليهم السلام مذابح ومجازر ومآسي بهولها وعظيمها لن تقارن بقطرة دم سفكت من سيد الشهداء وأهل بيته عليهم السلام، وقد بين ذلك إمامنا الحسن عليه السلام (لا يوم كيومك يا أبا عبد الله).
وقد تخلدت تلك التضحية المؤلمة على أقام الدين وحفظ الشريعة، فلولا الحسين لما كانت الصلاة اليوم ولا الصيام ولا حجّ البيت أحد، لأن بني أمية كانوا على وشك القضاء على الدين، ولكن الحسين عليه السلام حفظه وأقامه بدمه وضحى بعياله ونسائه وأهله وأصحابه وبكل شي من أجل رضا الله تعالى.
وتجلت عظمة هذه التضحية أيضا في رفض الانحناء للظروف القائمة والدفاع عن الحق والايمان حتى ٱخر نفس تحت راية الحق والعدالة، فقاتل وكافح ضد الظلم والفساد ووقف بوجه القوى الظالمة التي سعت لتجريم قيم الدين والإنسانية، هذه التضحية المؤلمة غيرت مجرى وتاريخ الشعوب الإسلامية، وفتحت لها آفاقاً مشرقة للوقوف بوجه الظلم والطغيان، وألهبت هذه الملحمة الخالدة عواطف الأحرار ودفعتهم في بعض الأحيان للنضال المسلح في سبيل تحرير المجتمع من نير العبودية والذل واقامة العدل. فقال عليه السلام: ( مثلي لا يبايع مثله).
وتلك الكلمة أصبحت شعارا للمؤمنين الأحرار.
ورغم الحصار، والعطش، وقلة العدد، إلا أنه لم يتراجع، هذا الثبات أعطى درسا خالدا في الالتزام بالمبدأ، وهو ما يجعل ذكراه خالدة في النفوس.
الحسين عليه السلام أمتدادا لخط النبوة، فقد نال شرف مقام سيد الشهداء ووارث الأنبياء، ووقى الدين وحفظ الاسلام الذي هو خلاصة جهد الأنبياء ، بل حمل على كتفيه وجع النبوة، وترك لأمته وصية لا تكتب بالحبر، بل بالدم، فكان خروجه لحفظ دين جده من التحريف والتلاعب.
ولهذا كله، بقي الحسين، وأنتصرت مبادئه العظيمة وظلت مثلا خالدا يحتذا بها، ولم يبقى يزيد،فالخلود لا تصنعه السيوف بل تصنعه المواقف، هذه هي حقيقة التضحية التي رسمها الإمام عليه السلام لكي تبقى خالدة على مرّ الأجيال ولكي يظل صداها إلى قلب كل مؤمن ليبذل في سبيل الحق كل ما يملك ولا يخاف في الله لومة لائم.







زيد علي كريم الكفلي
منذ ساعتين
هل كان الشيخ الوائلي يعلم؟!
تسييس الدراما
المرجعية صرح شاهق
EN