زيد علي كريم الكفلي
يؤدي الرسول صلى الله عليه وآله وسلم دوراً بارزاً وعظيماً في مواجهة الأزمات... فهو رحمة للعالمين، رحمة لأصحاب الأمراض ،رحمة للمخطئيين ، ورحمة للعاصين ...وكان من رحمته أيضا أن يعيش بين الأزمات وينزع فتيلها حتى لا تنفجر وتحرق الجميع ، فكان على يده نجاة المجتمع بأكلمه من حرب واقفة على الأبواب...
فقد ورد في ميزان الحكمة للريشهري - ج ٤ - صفحة ٣٢٢١ : (أن أبا أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ، وكان عائذ أسن قريش كلها ؛ قال : يا معشر قريش ، اجعلوا بينكم فيما تختلفون فيه أول من يدخل من باب هذا المسجد يقضي بينكم فيه ، ففعلوا . فكان أول داخل عليهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؛ فلما رأوه قالوا : هذا الأمين ، رضينا ، هذا محمد ؛ فلما انتهى إليهم وأخبروه الخبر ، قال صلى الله عليه وآله وسلم : هلم إلي ثوبا ، فأُتي به ، فأخذ الركن فوضعه فيه بيده . ثم قال : لتأخذ كل قبيلة بناحية من الثوب ، ثم ارفعوه جميعا ، ففعلوا : حتى إذا بلغوا به موضعه ، وضعه هو بيده ، ثم بنى عليه )، وبهذا التفكير السليم والرأي الصائب حسم صلى الله عليه وآله وسلم الخلاف بين قبائل مكة وأرضاهم جميعا وجنب بلده وقومه حربا ضروسا شحذت كل قبيلة فيها أسنتها ....
لقد ترك نبي الرحمة أثراً كبيراً في نفوس المسلمين، فكثرت مظاهر محبّتهم له باتباعهم سنته و تطبيقها والاهتداء بهديه وطاعته، فهم ينهلون من علمه ويتصفون باخلاقه وأفعاله
، منذ حياته وحتى بعد وفاته... تصديقا لقوله تعالى: {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا}...
فكان رسول الله عنوانا للهداية وخير مثالٍ وقدوة
في تعامله مع الأعداء، فلم يسعى إلى الانتقام والثأر ، بل كان يرجوا لهم الهداية بل كان رفيقا لهم، كما لم يمنعه صلى الله عليه وسلم إيذاء الكافرين له ولاتباعه عن العفو والصفح عنهم يوم فتح مكة، فقد خاطبهم وقال لهم: (اذهبوا فأنتم الطلقاء)، ودعا لهم بالهداية.







زيد علي كريم الكفلي
منذ ساعتين
الحكمة في العناية الإلهية بتغليب العدل في آخر هذه الحياة
الهدي الفطري الداخلي للإنسان
الشعائر الحسينية وتحقيق العدالة الاجتماعية
EN