بقلم زيد علي كريم الكفلي
قال تعالى في كتابه العزيز:{ وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا} (النبأ : ٩).
كلمة السبات في اللغة تعني الانقطاع عن العمل والتمدد على الفراش،والسبات أيضا هو النوم الذى لا يخالطه ازعاج، لذلك سميت الراحة والانقطاع عن العمل سباتا، أي قاطعاً للحركة لراحة الأبدان، فإن الأعضاء والجوارح تكل من كثرة الحركة، فإذا جاء الليل وسكن سكنت الحركات فاستراحت، فحصل النوم الذي فيه راحة البدن والروح معاً. وفي تفسير الطبري إن ربكم أيها الناس الذي استوجب عليكم العبادة هو الذي جعل لكم الليل وفصله من النهار لتسكنوا فيه مما كنتم فيه في نهاركم من التعب والنصب، وتهدأوا من التصرف والحركة للمعاش، جعل الليل لخلقه جنة يجتنون فيها ويسكنون، فصار لهم ستراً يستترون به كما يستترون بالثياب، وجعل النوم راحة تستريح به أبدانكم وتهدأ به جوارحكم.
وفي القرآن الكريم ذكرت سورة باسم الليل وقد أقسم الله سبحانه به في كتابه : (والليل إذا أدبر)، المدثر: الآية 33، (والليل إذا عسعس)، التكوير: الآية 17)، (والليل إذا يغشى)،
وأكدت الدراسات الحديثة أن النوم في الظلام يحسن نشاط جهاز المناعة ويؤدي إلى زيادة مخزون الطاقة ويجدد الخلايا ويساعد على تخلص الدم من السموم وعلى استرخاء البدن وهدوء الأعصاب ويريح العينين، ويقوي البصر ويساعد على تجديد الخلايا التالفة في الجسم ويساعد على الطول .
العجيب أن الله سبحانه وتعالى هو وملائكته ينزل في الثلث الأخير من الليل طيلة العام ومنها ليلة القدر ، لتفضله على عباده بالإجابة والعطاء والمغفرة ، وهذه دعوة صادقة للنهوض لصلاة الفجر وما فيها من ثواب عظيم.
فقد كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم ينام أول الليل بعد العشاء، إذ كان يكره النوم قبل العشاء ، ثم يستيقظ في أول النصف الثاني من الليل فيقوم ثلث الليل....
لذلك جعل الله سبحانه وتعالى الليل للنوم وفيه الراحة إذا تسكن الأشياء ويستريح البدن، وجعل النهار للعمل ، ما نلاحظه اليوم على العكس ما يحصل وبكثرة وخاصة عند الشباب والسهر في المقاهي.. يجب توخي الحذر
الأمهات القديمات يرددن عبارة جميلة : ( نوم النهار لا يعوض نوم الليل ).
وغالب الظن أن معظم الحوادث الانتحار وحوادث السير يكون سببها السهر ، وكذلك السهر يأثر على صحة الجسم والإصابة بالسمنة وعدم الإستفادة باليوم، وإن الإستيقاظ المبكر يتيح للشخص القيام بالعديد من الأنشطة النهارية المفيدة له، سواء ممارسة الرياضة أو تعزيز مواهبه ومهاراته.







زيد علي كريم الكفلي
منذ ساعتين
٦ × ٦ = ٣٢
عراق الحسين (ع) - من وحي الأربعينية
حوار من عالم آخر مع احد الناجين من "فيروس كورونا"
EN