بقلم زيد علي كريم الكفلي
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته... والبيت يعرفه والحل والحرمُ.....هذا ابن خير عباد الله كلهم.....هذا التقي النقي الطاهر العلمُ........إذا رأته قريش قال قائلها: إلى مكارم هذا ينتهي الكرم.
قال عنه السيد محسن الأمين في أعيان الشيعة: كان الفرزدق سيدا جوادا فاضلا ، وجيها عند الخلفاء والأمراء، هاشمي الرأي في أيام بني أُمية، يمدح أحياءهم ويؤبن موتاهم، ويهجو بني أمية وأمراءهم . قال عمر في معجم المؤلفين: شاعر من أهل البصرة، عظيم الأثر في اللغة والأخبار، كان شريفا في قومه، عزيز الجانب .لقب بالفرزدق لغلاضة وجهه. نظم الشعر وهو صغيرا ، جاء به والده إلى الإمام علي ( عليه السلام ) فقال له : إن ابني هذا من شعراء مضر فاسمع منه ، فأجابه الإمام ( عليه السلام ) : أن علمه القران فلما كبر تعلمه .نبذة عنه:
هو الشاعر أبو فراس همام بن غالب بن صعصعة التميمي المعروف بالفرزدق ، ولد سنة 10هجرية في البصرة ، و نشأ في باديتها ، له ديوان شعر، ويقال عنه: لولا شعر الفرزدق لذهب ثلث لغة العرب، و للفرزدق مواقف شجاعة و جريئة لنصرة الحق ، منها ما روي أن هشام بن عبد الملك حج في أيام أبيه عبد الملك بن مروان فطاف بالكعبة المشرفة ، فلما أراد أن يستلم الحجر الأسود لم يتمكن بسبب الزحام ، و كان أهل الشام حوله ، و بينما هو كذلك إذ أقبل الامام علي بن الحسين ( عليه السلام ) ، فلما دنا من الحجر ليستلم تنحى عنه الناس إجلالا له و هيبة و احتراما حتى استلم الحجر بسهولة و يسر ، و هشام و أصحابه ينظرون و الغيظ و الحسد قد أخذ منهم مأخذا عظيما .فقال رجل من الشاميين لهشام : من هذا الذي هابه الناس هذه الهيبة فقال هشام كذبا : لا أعرفه . فسمع الفرزدق ذلك و كان حاضرا فاندفع و قال : أنا أعرفه ، ثم أنشد قصيدته الرائعة القصيدة الفرزدقية العلوية :
هذا ابن خير عباد الله كلهم ...هذا التقي النقي الطاهر العلم
هذا أبن فاطمة إن كنت جاهلهُ ....بجده أنبياء الله قد ختموا.. وإلى آخر القصيدة.
ثم قال الفرزدق هذا علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) فثار هشام و أمر باعتقال الفرزدق ، فاعتقل وأودع في السجن، و بلغ ذلك الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) فبعث إليه بإثني عشر ألف درهم ، فردها الفرزدق ، وقال : إني لم أقل ما قلت إلا غضبا لله و لرسوله ، و لا آخذ على طاعة الله أجراً ، فأعادها إليه الإمام السجاد ( عليه السلام ) فقبلها الفرزدق .
وفي طريقه إلى الحج التقى بالإمام الحسين عليه السلام فسأله عن نبأ الناس خلفه فقال له الفرزدق : قلوب الناس معك وسيوفهم مع بني أمية والقضاء ينزل من السماء.
توفي الفرزدق سنة 110 هجرية عن عمر يناهز المائة سنة.
وبعد هذا العرض الموجز نتمنى أن نكون قدمنا شيئا يسيرا عن عالم الشعر والشعراء إلى متذوقي فنون الأدب العربي دائما.







زيد علي كريم الكفلي
منذ 3 ساعات
مذكرات مواطن !!
صنّاع المحتوى في مواقع التواصل الاجتماعي
نظرة في بيان المرجعية الدينية حول الانتخابات
EN