النفس الامارة بين الدعم المجتمعي والانتقاد : قراءة في معشر الشباب الواعي وتأثيره بالواقع المحلي ..
زيد علي كريم الكفلي
أن أغلب مشكلات الشباب ، ما هي إلا نتاج النفس الامارة بالسوء فهي نفس مهلكة لا تأمر بخير ، وتقود صاحبها إلى كل قبيح وكل مكروه، فمن لم تلمه نفسه يسود قلبه ويموت، واكثر ما يميت القلب كثرة المعاصي قال تعالى : (وما أُبرئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي )، وهذه أسوء أنفس الآدميين.
بعض الشباب رفع شعارا (خالف تعرف ) مثل شعبي شهير يتردد على ألسنة الكثير وخاصة عندما يريد شخص أن يميز نفسه بشئ مختلف عن غيره، سواء كان على خطأ او صح فتجد المجتمع من هو داعم له ومن هو منتقد، وبعضهم رغم كثرة الملهيات والمغريات إلا أنه ما زال واعيا ، فهناك من تغيرت أنفسهم من الفساد إلى الصلاح، فاستقام حالهم وهذا يعود الى محاربته للنفس ، والبعض الآخر ما زال كالبهيمة لا يهمه إلا شهوته واتباع المعاصي ومخالفته للشرع لجلب انتباه الاخرين وهذا مما يأثر سلبا على المجتمع ، صلاح الانسان بصلاح نفسه ونفوس الأفراد والمجتمعات، فكيف يتحقق ذلك
من الضروري أن يسعى الإنسان جاهدا بتحكيم العقل وأن يردع هواه بالتعقل والسيطرة على النفس بصد باب الشهوات وعدم الانجرار مع القطيع ، لان التحكم بالنفس واصلاحها من أصعب إصلاح من سائر القوى، فإن أشبع المرء هواه، استحكمت نفسه الأمارة ، وعظمت سيطرتها على الجسد، ويفقد المرء توازنه على قوة الشهوة، فعليه أن يؤدب النفس بالاعتدال في المأكل والمشرب والمخالفة ، ويعمل جاهدا في محاربة النفس وترويضها على الصبر والاستقامة بالجهاد ، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول عند الخطبة: (الحمد لله، نستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له) ، فأصعب جهاد نهي النفس عن الهوى.
على الشباب التسلح بالإيمان فالإيمان قوة خفية، والاستقامة على مبادىء الدين الإسلامي كالصوم والصلاة وقراءة القرآن وغض البصر وتهذيب النفس والتفكير بما وعد الله له، السبب الرئيسي في جمح الشهوات وردع هواجسها ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فإنَّه أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَن لَمْ يَسْتَطِعْ فَعليه بالصَّوْمِ، فإنَّه له وِجَاءٌ).







زيد علي كريم الكفلي
منذ ساعتين
الشيخ المقدسي (رحمه الله)
لبيك يا حسين
شهر رمضان فرصة ربانية لتزكية النفس
EN