هبت رياح الفتن عقب وفاة النبي (ص) على المسلمين وغربلوا غربالا شديدآ حتى تميزالمؤمن الراسخ في عقيدته عن المنافق الذي تستر بواجهة الاسلام وقد اسفرت هذه الفتن المحدقة بالمسلمين عن ظهور العقد والضغائن الكامنة حيال اهل البيت الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا وفي طليعتهم الامام علي بن ابي طالب (ع) المنصوص على خلافته في غير موضع من المواضع فقد كان اللازم على المسلمين التمسك باهداب وصية النبي (ص) في تعيين امير المؤمنين (ع) خليفة عليهم بعد رحيله والاحتراز عن الخلافات التي تهدد كيان الدولة الاسلامية الفتية التي كانت لا تزال بعد مهددة باخطار جسيمة على الصعيد الداخلي والخارجي .
اما الداخلي فحزب النفاق الذي كان ينشر بذور العداء و الشحناء في صفوف المسلمين بغية نيل مآربه وهي الاطاحة بالدولة الاسلامية والقضاء على زعيمها النبي (ص) وكان يترصد بالمسلمين الدوائر للانقضاض عليهم وما برح على هذا النحو حتى قضى رسول الله (ص) نحبه واختاره الله لجواره .
واما الخارجي :
فقد كان خطر الروم يهدد كيان الاسلام وكانت تربطه بحزب النفاق روابط وثيقة ولم يكن هجومه على المدينه امر بعيدآ عن الاذهان ولم يغب عن بال النبي (ص) خطرهم حتى على فراش الموت فكان يوصي اصحابه بالانضواء تحت لواء اسامة بن زيد بغية المسير الى ثغورهم وكان يلح عليهم بالذهاب كلما افاق من مرضه ويلعن من تخلف عنه ويقول : ( جهزوا جيش اسامة لعن الله من تخلف عنه )
وثمة عامل ثالث كان محط اثارة قلق لكل من ينبض قلبه للاسلام وهو طروء روح العصيان على القبائل المجاورة للمدينة حيث كانوا على عتبة الارتداد من اجل التخلف عن اداء الزكاة ودفع الضرائب للحكومة المركزية .
هذه العوامل الثلاثة التي تكفي واحدة منها في اثارة القلق والاضطراب صارت سببا لغض الامام علي (ع) عن حقه وسكوته امام المؤامرات التي حيكت في السقيفة .







وائل الوائلي
منذ 3 ايام
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN