زمن الشباب هو زمن العمل والانتاج؛ لأنه زمن الطاقة والقوة والمهارة والخبرة.
وعدم استثمار هذه الطاقة له آثار سلبية كبيرة على الشاب، خصوصا على المستوى المادي والنفسي؛ فهو يؤدي الى الفقر والحرمان من جهة، ويتسبب في حصول الكآبة والقلق من جهة أخرى.
لذا نرى الاسلام يدعو الى العمل ويحث عليه، ويكره البطالة والفراغ، ودعا الى تعلم الأمور التي تكافح البطالة، كالحرَف والصناعات:
- ورد عن أبي عبد الله (ع) قال: قال أمير المؤمنين (ع): إن الله عز وجل يحب المحترف الأمين. (الكافي ج5 ص113).
وحث الاسلام أيضا على التحرك والسعي في الأرض طلبا للرزق، قال تعالى:
(هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَناكِبِها وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ).
واعتبر الاسلام الكد على العيال كالجهاد في سبيل الله، كما ورد في بعض الروايات الشريفة، فقد روي عن أبي عبد الله (ع) أنه قال: الكاد على عياله كالمجاهد في سبيل الله. (الكافي ج5 ص88).
وحتى يتبين أكثر مدى حث الإسلام على العمل وترك التقاعس والتكاسل، ننقل هنا قصة النبي (ص) مع الفقير الذي ببركة توجيه النبي (ص) له توجه نحو العمل وطلب الرزق حتى أغناه الله بسبب العمل والكد:
روي عن أبي عبد الله (ع) أنه قال:
اشتدت حال رجل من أصحاب النبي (ص) فقالت له امرأته: لو أتيت رسول الله (ص) فسألته.
فجاء إلى النبي (ص)، فلما رآه النبي (ص) قال: من سألنا أعطيناه ومن استغنى أغناه الله.
فقال الرجل: ما يعني غيري.
فرجع إلى امرأته فأعلمها، فقالت: إن رسول الله (ص) بشر فأعلمه.
فأتاه، فلما رآه رسول الله (ص) قال: من سألنا أعطيناه ومن استغنى أغناه الله.
حتى فعل الرجل ذلك ثلاثا.
ثم ذهب الرجل فاستعار معولا ثم أتى الجبل، فصعده فقطع حطبا، ثم جاء به فباعه بنصف مد من دقيق، فرجع به فأكله، ثم ذهب من الغد، فجاء بأكثر من ذلك فباعه.
فلم يزل يعمل ويجمع حتى اشترى معولا، ثم جمع حتى اشترى بكرين وغلاما، ثم أثرى حتى أيسر.
فجاء إلى النبي (ص) فأعلمه كيف جاء يسأله وكيف سمع النبي (ص)، فقال النبي (ص): قلت لك: من سألنا أعطيناه ومن استغنى أغناه الله.
المصدر: الكافي ج2 ص139.







وائل الوائلي
منذ 6 ايام
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN