Logo

بمختلف الألوان
في وطنٍ تئنُّ روحه من ثِقل الأيام، وتتوقُّ أجياله إلى فجرٍ يمحو ظلام اليأس، انبعث نورٌ من قلب مدينة مقدسة، نورٌ يملأ الوطن ضياءً، وأيدٍ أمينة تعانق آماله واحلامه. سطع نور العتبة العباسية المقدسة، التي لطالما كانت مَوئِلاً للعلم والمعرفة، لتتجاوز دورها الديني وتصبح حاضنة حقيقية للطاقات الشابة،... المزيد
أخر المواضيع


مرحبا بكَ زائرنا العزيز
نتمنى أن تكون في تمام الصحة والعافية

تحذير! هل انت متأكد من حذف هذا المقال مع الردود عليه ؟
رؤية نقدية في كتاب التخلف الاجتماعي لمؤلفه د. مصطفى حجازي

منذ 5 سنوات
في 2020/06/26م
عدد المشاهدات :3703
بقلم : مجاهد منعثر منشد
المؤلف د. مصطفى حجازي مواليد مدينة صيدا 1936 كاتب وعالم نفس لبناني/حاصل على الدكتوراه في علم النفس من جامعة ليون بفرنسا، وعمل أستاذًا للصحة الذهنية بجامعة البحرين. وتبلغ عدد مؤلفاته وترجماته أكثر من 30 كتاباً. و عدد مقالاته وأبحاثه 50 بحثاً ومقالة، يتمحور معظمها حول علم النفس التطبيقي، لا سيما الصحة النفسية والإرشاد الأسري وقضايا الطفولة والشباب والجنوح وغيرها.
مؤلف كتاب (التخلف الاجتماعي مدخل إلى سيكولوجية الإنسان المقهور) نُشر عام 2001جمع في كتابه كل مظاهر وألوان التخلف ثم عالج قضية التخلف في أبعاده المختلفة فحديثه يدور حول الإنسان المتخلف بشكل عام؛ إلا أن المادة مستقاة أساسا من واقع الإنسان العربي عامة، واللبناني خاصة لذا يعتبر هذا المنجز العلمي من المراجع الطليعية في علم النفس ووجبة فكرية علمية نفسية تحليلية دسمة يقدمها الكاتب على طبق من ذهب إلى المجتمع العربي.
قسم الأستاذ الكتاب إلى قسمين: يبحث في القسم الأول الملامح النفسية الأساسية للإنسان المقهور، أما القسم الثاني فيعرض أبرز الأساليب الدفاعية التي يجابه بها هذا الإنسان وضعيته في تفاعلها وتناقضها وتغيرها. ويضم الكتاب عدة فصول بين ثناياها الكثير من المواضيع .
يشرح في المقدمة كيف أن وجود الإنسان المتخلف يتلخص في وضعية مأزقية يحاول في سلوكه وتوجهاته وقيمه ومواقفه مجابهتها، ومحاولة السيطرة عليها بشكل يحفظ له بعض التوازن النفسي، الذي لا يمكن الاستمرار في العيش بدونه. هذه الوضعية المأزقية هي أساساً وضعية القهر الذي تفرضه عليه الطبيعة التي تفلت من سيطرته وتمارس عليه اعتباطها، وعلاقة القهر والرضوخ هذه تجاه الطبيعة تضاف إلى قهر من نوع آخر، قهر إنساني.
إن مجتمعاتنا على طوال تاريخها تنهض على العصبيات التي تتحول إلى عنف يحتاج لدراسة لكن للأسف ركز المثقفون العرب في أدبياتهم وأطروحاتهم على الأيديولوجيات الاشتراكية والشيوعية والقومية، بدلا من دراسات المجتمعات العربية من الداخل وتحديدا العصبية، فهذه الأيديولوجيات لا تنطبق علينا، إنما هي وليدة المجتمعات الغربية الصناعية.
ولهذا كان العالم اللبناني حجازي يطمح ويحاول توظيف علم النفس في خدمة قضايا التنمية الإنسانية في المجتمع العربي فدرس سيكولوجية إنساننا العربي وخصائصه وقضاياه البعيدة عن واقع الإنسان الصناعي لذا وضع مزيدا من التساؤلات مثل :ما هي انعكاسات التخلف الاجتماعي على أفراد المجتمع
لا سيما أننا ندرك تماما بأن مشكلة الإنسان أن لديه مراوحة في سلوكياته من أقصى القدسية والملائكية إلى أقاصي العنف والهمجية والبربرية، فيأتي السؤال الأهم هنا كيف وقع الانسان في شرك الرضوخ و الخنوع و التبعية و كيف يمكن انقاذه من واقعه المتخلف
يناقش المؤلف في بحثه تفسيرات نفسية وتحليلات عميقة لظواهر تعيشها في كل يوم ولا تجد لها مبررات منطقية فتردها تارةً إلى الطبيعة البشرية وتارةً تغمض عينيك عنها وتسعف عقلك بحبّة منوّم حتى لا ترهق نفسك بعناء البحث والتفكير.
قراءة هذا الكتاب أشبه بالدراسة منها بالمطالعة والقراءة فهو ليس سهلاً وسيحتاج منك وقتا وهدوءًا وتركيزاً إذ ستواجه لغةً أكاديميةً صعبة بالإضافة إلى تكرارٍ قد يشعرك بالملل أحياناً ولكنه مفيدٌ فيً التغلب على مشكلة الصعوبة السابقة.
ويفرد حجازي في كتابه الذي شكّل علامة فاصلة في حقله، أدوات تشريحه السريري والتحليلي والنقدي على طاولة البحث والتناول الميداني التطبيقي المفصل، ويضع الشرائح المجتمعية، في لبنان على وجه الخصوص، والعالم العربي والنامي (الثالث) على وجه العموم، تحت مجهر الفحص الدقيق، فتنكشف له ثنايا وجود الإنسان المتخلف، وتكوينه النفسي، وتركيبه الذهني، وحياته اللاواعية، وهي التي تَبَيّن له أنها محكومة جميعها بالاعتباط والقهر وما يولدانه من قلق جذري، وانعدام شعور بالأمن، وإحساس بالعجز أمام المصير.
ويستخرج لنا الكاتب نظريته عن الإنسان المقهور ليُخبرنا أن هذه الدراسات الاختزالية تُغفِل الحقيقة الأساسية التي يختبئ وراءها تخلف هذا العالم الثالث، وهو القهر الذي يحجب المجتمع عن أي خطوة للأمام.
أما انتقاد الكاتب للمعتقدات كموضوع الشياطين والجنّ والقضاء والقدر، بالإضافة إلى الحسد والرؤيا بتطرف وعدم حيادية في تناول الطرح الشائع في المجتمعات المتخلّفة أو المتقدمة، فإنه ينتقد هذه الموضوعات بشكلها المشوّه والمتطرّف فلا يخيّل إليك من خلال هذا التناول مهاجمة الكاتب لقيمك ومعتقداتك المقدسة
فالإنسان المتخلف إذا لم تتيسر له الحلول الناجعة التي تمكّنه من التحكم الفعلي بالواقع على مستوى ما، لجأ إلى الحلول الخرافية والسحرية إذا عزت السيطرة الماديّة على المصير، حاول المرء توسل الأوهام يعلل بها النفس ويجمل بها الواقع، ويستعين بتصوراتها على تحمل أعبائه ليصل إلى شئ من التوازن الوجودي الضروري لاستمراره.
ينتهي الكتاب بفصل مخصص عن وضعية المرأة التي يمكن من خلال حالتها تحديد مستوى التخلف المستشري في المجتمع وبدقة، لأنها المعبر الأمثل عن العجز والقصور وعقد النقص والعار واضطراب الذهن المتخلف، وعموماً يؤكد الكاتب أنه وبشكل أساسي تحظى المرأة بالنصيب الأكبر من الغبن والقهر في المجتمعات المتخلفة باعتبارها أكثر من يتعرض للقهر. و يعتبر أن رقي الرجل رهن بارتقاء المرأة ، تلك حقيقة تفرض نفسها على الواقع و لا مجال للمكابرة فيها.
وفي النهاية ذكر المؤلف عند اختتام كتابه: أنه لا يمكن للرجل أن يتحرر إلا بتحرر المرأة ولا يمكن للمجتمع أن يرتقي إلا بتحرر وارتقاء أكثر فئاته غبناً ، فالارتقاء إما أن يكون جماعياً عاماً أو هو مجرد مظاهر وأوهام.
وبشكل عمومي استخدم المؤلف في المقاربة منهج ومفاهيم التحليل النفسي، والذي ظهر في أوائل القرن العشرين على يد فرويد، وهذا التحليل يستند على مفاهيم ومسلمات أساسية أبرزها أن للإنسان عقلاً واعياً ومدركاً يتبع المنطق في اتخاذ قراراته، وعقلاً غير واع يشكل جزءاً كبيراً من حياة الإنسان النفسية.
و أخيرا يؤكد مصطفى حجازي في الخلاصة أن للتخلف درجات ومستويات عديدة، كما أن شخصية الإنسان المتخلف هي نتاج المجتمع المتخلف بالضرورة، والإنسان المتخلف في نظره لا يملك مصير نفسه ولا يتحكم في رزقه وعمله أمام ما يتعرض له من قهر وتسلط من مخاطر طبيعية أخرى دون ضمانات أو حماية كافية، ويشير في الأخير إلى أنه لم يستعرض كل الملامح المميزة للبنية المتخلف اجتماعيا، لذلك يدعو إلى ضرورة الاهتمام بهذا الجانب من توفير مجال يساعد على تحقق التنمية.
الكاتب لم يكثر من إيراد الأمثلة ولكن لا حاجة فالأمثلة تسرح وتمرح أمام أعيننا وربما كنت أنت نفسك في بعض جوانب فكرك مادةً يناقشها الكاتب ويقف على أصولها وجذورها وأشكالها .
الف تحية لهذا العالم العربي الكبير الذي وضع النقاط على الحروف في دراسة غفل عنها الكثير من الباحثين العرب ..خالص الدعاء بالمزيد من التوفيق.
الانقسام الاجتماعي في العراق من التناحر إلى الوحدة الإيمانية رؤية قرآنية
بقلم الكاتب : وائل الوائلي
إن العراق، ذلك البلد المبارك الذي ازدان بضياء النهرين وتراث الأنبياء، ظلّ عبر تاريخه الحديث يعاني من آفة التناحر والانقسام، حتى كادت نيران الفرقة أن تلتهم أخضرَه ويابسَه. ولئن تعددت مظاهر هذا الانقسام بين حزبيةٍ طاغية، وعشائريةٍ متجذرة، وطائفيةٍ مميتة، فإن المنهج القرآني يظلّ المنار الوضاء الذي... المزيد
المزيد من المقالات الإجتماعية

المزيد من المقالات الثقافية

مازلتُ غريقا في جيبِ الذكرياتِ المُرّةِ، أحاولُ أن أخمدها قليلا ؛لكنّ رأسها... المزيد
رُوَّادُ الولاء : شعراء أضاءوا بالحقِّ فطُمِسَ نورُهم لطالما تهادت على بساط... المزيد
في قريةٍ صغيرةٍ محاطةٍ بجبالٍ شاهقة، عاش رجلٌ يدعى هشام، معروفٌ بحكمته وطيب قلبه،... المزيد
في فضاءات القصيدة العراقية، ينهض فالح حسون الدراجي كصرحٍ شعريٍّ نادر، يُجسّد... المزيد
في زاوية السوق، جلس رجل أشيب، يضم كفيه الفارغتين إلى صدره كمن يحمي كنزًا لا يُرى.... المزيد
حين نتحدث عن الأجناس الأدبية التي تتصدر المشهد الثقافي العربي عامة، والعراقي... المزيد
في قريةٍ صغيرةٍ محاطةٍ بجبالٍ شاهقة، عاش رجلٌ يدعى هشام، معروفٌ بحكمته وطيب قلبه، لكنه كان...
في فضاءات القصيدة العراقية، ينهض فالح حسون الدراجي كصرحٍ شعريٍّ نادر، يُجسّد آلام أمةٍ...
في زاوية السوق، جلس رجل أشيب، يضم كفيه الفارغتين إلى صدره كمن يحمي كنزًا لا يُرى. كان اسمه...
حين نتحدث عن الأجناس الأدبية التي تتصدر المشهد الثقافي العربي عامة، والعراقي خاصة، نُشَخِّص...


منذ 6 ايام
2025/11/03
عندما نقرا تاريخ الكرة الاسيوية ونحدد فترة معينة يمكن من خلالها معرفة من هم كبار...
منذ 1 اسبوع
2025/11/02
سلسلة مفاهيم في الفيزياء الجزء الثالث والسبعون: عودة الميكانيكا البوهمية: لماذا...
منذ 1 اسبوع
2025/10/31
عندما نفكّر اليوم في القنبلة النووية تنبثق أمامنا صورة طاقة هائلة تُطلق في لحظات...
رشفات
( مَن صبر أُعطي التأييد من الله )