ذات أمسية كنت أتابع (مجلساً حسينياً) تم نقله مباشرة على أكثر من فضائية وبينما كان الخطيب مسترسلاً في كلامه على المنبر (استنكر واستهجن) أمراً رآه من بعض زوار الإمام الحسين (عليه السلام) وكان مما قال ((إن بعض الزائرين من شيعة أهل البيت حين يقف عند قبر الحسين عليه السلام يقرأ سورة الفاتحة وكأن الحسين واقف عند باب الجنة ولا يتمكن من دخولها وينتظر قراءة الفاتحة من فلان وفلان !!!....)) و كان التهكم واضحاً في لهجة الشيخ
وقد تكرر هذا الكلام من جناب الشيخ الخطيب أكثر من مرة وفي أكثر من مجلس.. في الواقع لست بصدد بيان هوية هذا الشيخ أو الإساءة بأي حال من الأحوال ولكن أثار كلام الشيخ في ذهني تساؤلات مذيلة بإجابات محتملة أضعها أمام الأخوة الأعزاء:
1: ما المشكلة في قراءة الفاتحة وإهدائها لأهل البيت بدءاً من رسول الله (صلى الله عليه وآله) وانتهاء بالمهدي المنتظر (عجل الله فرجه)؟.. أليس من المستحبات الأكيدة قراءة القرآن (خصوصاً عند قبور المؤمنين والمسلمين) وإهداء ثوابه للمؤمنين والمؤمنات وأهل البيت هم سادة المؤمنين؟!!. وفاتحة الكتاب من أعظم سور القرآن وحتى الشيخ حين يختم مجالسه يقول ((وإلى من مات على الإيمان رحم الله من يقرأ الفاتحة)) وكلنا على يقين أن سادة من مات على الإيمان هم آل محمد.
2: لو تأملنا زيارة الحسين (عليه السلام) نجد في تعقيب الصلاة ((اللَّهُمَّ وهاتان الرَّكعتان هدية مِنِّي إلى مولاي الحُسَيْنِ بن عليٍّ عليهما السَّلامُ...)) والسؤال هو: هل أن الحسين عليه السلام بحاجة إلى صلاتي وينتظر ثوابها لدخول الجنة؟؟!!!! أم أن للصلاة هدفاً آخر.. والجواب يأتي في هذا التعقيب مباشرة حيث يقول ((اللَّهُمَّ صلِّ على مُحَمَّدٍ وعليه وتقبَّلْ منِّي وأجُرنِي على ذلك بأفضل أمَلي ورجائي فيك وفي وليِّكَ يا وليَّ المُؤمنين)).
وهذا ما نجده أيضاً في زيارة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ((اَللّهُمَّ إني صَلَّيْتُ هاتَيْنِ الرَّكْعَتَيْنِ هَدِيَّةً مِنّي إلى سَيِّدي وَمَوْلايَ وَلِيِّكَ، وأخي رَسُولِكَ أمير الْمُؤْمِنينَ، وَسَيِّدِ الْوَصِيّينَ، عَلِيِّ بْنِ أبي طالِب صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلى آلِهِ، اَللّهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَتَقَبَّلَها مِنّي، وَاجْزِني عَلى ذلِكَ جَزاءَ الْمحْسِنينَ، اَللّهُمَّ لَكَ صَلَّيْتُ، وَلَكَ رَكَعْتُ، وَلَكَ سَجَدْتُ، وَحْدَكَ لا شَريكَ لَكَ، لأنه لا تَكُونُ الصَّلاةُ وَالرُّكُوعُ وَالسُّجُودُ إلاّ لَكَ، لأنك أنت اللهُ لا اِلهَ إلاّ أنت، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد،وَتَقَبَّلْ مِنّي زِيارَتي، وأعطني سُؤْلي بِمُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَآلِهِ الطّاهِرينَ .)) فهل أمير المؤمنين وهو قسيم الجنة والنار بحاجة لصلاتي ليدخل الجنة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ قطعاً لا !! إنما ثواب الصلاة عائد للمصلي.. وهكذا الأمر لو قرأنا سورة الفاتحة
3. اتفقت سيرة المتشرعين على القيام بكثير من الأعمال المستحبة وإهداء ثوابها للمؤمنين والمؤمنات ومنها قراءة القرآن وإطعام الطعام والتصدق وووو الخ ... ومن المصاديق على هذا الأمر هو التصدق عن الإمام المهدي عليه السلام، فهل أن الإمام الذي لولاه لساخت الأرض بأهلها محتاج لأعمالي نيابة عنه ؟!!







وائل الوائلي
منذ 7 ايام
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN