واحات بلون حسيني
الفضاء الثقافي العابق بأريج الرسالة النبوية واخضرار اغصان بنية الفكر الحسيني الممتد جذوره بواحة الطف يهب ثمار الحياة الملونة بطبيعة الاسلام الخضراء المبللة برذاذ موجات الانهار المتدفقة من عمق الانسان فتلك الواحات الخضراء وبساتين الثقافة ذات الافكار الشهية ونخيلها الباسق الذي يجس النظر لنقطة التلاشي على جانبي الوعي المؤدي الى ربيع الشهادة اثنتا عشر ربيعا مرت أثرت الانسانية بما حمله ذلك الدم الطاهر المنسكب على السماء من رفض ومجد أثرت التاريخ الفقير قبل ان تدوي صرخة الرفض لتصك سمع الظلام وتؤرق مضاجع الجهل وتعزز موقف الانسانية في العالم . اثنتا عشر ربيعا مرت وها نحن على اعتاب ايام من ايقاد الشمعة الثالثة عشر .


أولى نسمات الربيع
ابناء كربلاء الذين تميزهم من طيبتهم المختلطة بسمارهم حالهم حال كل اهلهم على امتداد جغرافية هذه الارض التي تزداد اخضرارا ًمادامت تتنفس الحسين (عليه السلام) حفروا تاريخاً لهم كما فعل من قبلهم اجدادهم الذين طرزوا كتب التاريخ بأسمائهم فهم يتطلعون لبناء مجدٍ جديد من خلال العتبات المقدسة في كربلاء . فترى المدينة واهلها في الثالثِ من شهر شعبان يسمون ألقاً وتتدفق البهجة في صدورهم وهم يحتفون بولادة سيد الشهداء من خلال مهرجان ربيع الشهادة .
انطلاق فعاليات هذا المهرجان يكون بحفل افتتاح يُستهل بتلاوة عطرة لآيات من الذكر الحكيم وعدد من الكلمات والفقرات تحدث لنا عنها رئيس اللجنة الاعلامية للمهرجان السيد عقيل الياسري .
يقول الياسري : " أولى كلمات حفل الافتتاح ستكون كلمة العتبتين المقدستين والتي سوف يلقيها سماحة المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة السيد أحمد الصافي ( دام عزه) ومن ثم كلمة لرئيس ديوان الوقف الشيعي وكلمات لضيوف المهرجان من قارة اسيا وافريقيا والامريكيتين اضافة الى كلمات بعض الضيوف ( ومن المحتمل ان تكون كلمة الفاتيكان ) كذلك قصيدة من الشعر العمودي وموشحات دينية ومن ثم التوجه الى منطقة بين الحرمين الشريفين لافتتاح معرض كربلاء الدولي للكتاب المقام ضمن فعاليات المهرجان " .
وفي حديث دار حول ما تحتويه كلمات المتوليين الشرعيين لعتبات كربلاء المقدسة من قيمة فكرية وخطاب ديني ثقافي قال الياسري " ان سماحة المتوليين الشرعيين للعتبتين المقدستين ( دام عزهما) هم وكلاء المرجعية وممثلي المرجعية العليا فبلا شك ما يتم طرحه هو رؤية المرجعية العليا ونضرتها للتكاتف وحفظ ارض هذا البلد ومقدساته وحضارته فطرح ظروف البلد هنا من اجل ان تكون هناك رؤية للضيوف من الخارج بعظم ما يمر به البلد ولكن رغم ذلك تجد ان العتبات لم تغفل عن الجانب الفكري والثقافي المؤمل في هذا العام ان تبث بشرى الانتصارات التي يحققها فرسان الجيش العراقي والملبين لنداء المرجعية بفتوى الدفاع المقدس واستذكار ما يحققونه على صهوات السواتر واستذكار شهدائنا الابرار" .
وفي حديث عن ما خطط لحفل الختام يقول السيد عقيل الياسري " حفل الختام سيكون يوم السابع من شهر شعبان( 1438هـ) وبعد تلاوة القرآن الكريم سيتضمن هو الاخر كلمة للعتبتين المقدستين والتي سيلقيها سماحة المتولي الشرعي للعتبة الحسينية الشيخ عبد المهدي الكربلائي ( دام عزه) تأتي بعدها كلمة اللجنة التحضيرية وعدد من الكلمات الاخرى وايضا سيتضمن الحفل توزيع الهدايا والشهادات التقديرية والدروع للسادة الباحثين والشعراء وضيوف المهرجان من الفضلاء اضافة الى مكاتب المرجعيات والاعلان عن ختام المهرجان" .

قافية بطعم الماء
بلوحة من لوحات ربيع الشهادة الثقافي العالمي الزاهية بالبهجة وما بين تشابك الخطى والجداول في باحة الربيع تتصاعد اصوات قادمة من البعيد المشرق بالحسين اصوات لمحافظات شتى ومدن مختلفة وكأنها تردد تراتيلا نبوية لتلعب الصدفة دورها بمرور الحاج ( علي كاظم سلطان ) عضو اللجنة التحضيرية لمحفل الربيع الانسان المكنى بمهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالمي فنستوقف الحاج ليبين لنا قائلا : " إن من ضمن فقرات مهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالمي منذ تأسيسه و للان فقرتين ثابتتين هما الشعر الشعبي والشعر العمودي كما تعلمون ان أئمة اهل البيت عليهم السلام ركزوا على الشعر والشعراء الذين كانت قصائدهم هادفة بذكر مبادئ الاسلام ومناقب اهل البيت وكان أئمة اهل البيت عليهم السلام يكرمون الشعراء بقيامهم بهذا الواجب .
نحن نشعر انه وسيله من وسائل اعلام النهضة الحسينية والاسلام بصورة عامة ولان الشعر كان حاضر بزمن النبي(صلى الله عليه واله وسلم) وزمن الائمة (عليهم السلام) لذلك يعد هو فقرة من فقرات المهرجان الرئيسية ".
وعن كيفية المشاركة بهذا العرس النبوي قال : "فيما يخص الشعر العمودي تكون الدعوات لشعراء عراقيين وشعراء عرب من دول عدة اما في ما يخص الشعر الشعبي وكما هو متعارف عليه عند اهل العراق فهم اكثر تذوقا والشعراء الشعبيين العراقيين هم اكثر مهارة لذا يقتصر على الشعراء العراقيين وهنالك بعض الدعوات لشخصيات من دول اخرى ولكن العمود الفقري يكون الشعراء الشعبيين العراقيين".
"الاماسي تقام في العتبتين اذا تحتضن العتبة الحسينية الشعر العمودي والعتبة العباسية تحتضن امسية الشعر الشعبي وبالعادة تكون في يوم ولادة مولانا ابي الفضل (عليه السلام ) " .
ويبدو أن اختيار الشعراء يتم بانتقاء دقيق وليس بدعوة مفتوحة ويكون الانتقاء بعد المداولة مع الشخصيات المختصة والشعراء ويراعى فيه عدم التكرار حتى لا تكون مثلبة على ادارة المهرجان .
الحاج علي كاظم سلطان يقول :" في الشعر الشعبي هناك توجه لرعاية الشعراء الشباب نعتقد الشعر الشعبي في السنوات الاخيرة قفز قفزات نوعية بالصورة والخيال والتعبير .


وأما ما ينفع الناس فيمكث في الارض
في حديث دار بيني وبين فضيلة الشيخ جواد النصراوي مدير معهد القران الكريم في العتبة العباسية المقدسة عرفت ان من فعاليات مهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالمي المهمة هي الامسية القرآنية لما لها من اثر روحي ووقع خاص في نفوس ضيوف وجمهور المهرجان اذ جاءت هذه الفقرة انطلاقا من وصية النبي محمد (صلى الله عليه واله وسلم) بالتمسك بالثقلين وان هذا المحفل مبني على تقديم دعوات لقراء كبار من داخل العراق ومن خارجه .
يقول الشيخ النصراوي :" أضفنا الى المحفل القرآني فقرة وهي حفل تخرج دورة الكفيل التي تقام كل يوم خميس .وقد اخترنا يوم الخميس لنتيح الفرصة لحضور اكثر عدد من الاخوة من المحافظات على اعتبار يحضرون كل يوم خميس الى الزيارة فتكون زيارة مع حضور درس فأعدادهم تتراوح كل سنة من 200 الى 400 فيكون توقيت حفل تخرج هذه الدورة في يوم ولادة ابي الفضل العباس (عليه السلام) باعتبار ان اسم الدورة هو دورة الكفيل وفي نفس اليوم الذي تقام فيه الامسية يقام فيه حفل التخرج فيكون ممزوج بعدة تلاوات وما بين الاحتفاء والاحتفال بهؤلاء الطلاب مع توزيع الشهادات التقديرية والهدايا وغير ذلك ".
في العادة تقام الامسية القرآنية في العتبة العباسية في يوم الرابع من شعبان ليلا ويحدد وقت للأمسية على اعتبار ان البرنامج يوضع مقدما ويعطى للضيوف بشكل برنامج مطبوع للتعريف بفعاليات واوقات كل فعالية من المهرجان .
يضيف الشيخ النصراوي " ان بعض ضيوف المهرجان هم من مذاهب وديانات اخرى فكما هو معلوم هناك بعض الشبه والتهم على ان الشيعة غير مهتمين بالقرآن ولا بتلاوته فعندما يجدون في العتبات المقدسة والتي هي منار ومصدر هداية ومركز للشيعة ويجدون في هذه الاماكن يقرأ القران بأصوات جميلة وبحضور ملفت والقرآن الذي يتلى هو نفس القران الذي عندهم فهذا في نفس الوقت مصدر للوحدة الاسلامية وازالة الوهم الموجود " .
الشيخ حسن المنصوري مدير دار القرآن في العتبة الحسينية المقدسة تحدث عن الامسية القرآنية التي ستقام في الصحن الحسيني الشريف :" وفي هذا العام عزمنا على استضافة شخصية من كبار القراء في العالم الاسلامي وهو القارئ سيد سعيد مسلم من دولة مصر بالإضافة الى قرائنا المعروفين في الوسط العراقي من ضمنهم قراء العتبتين المقدستين ".
" هذه الامسية ستشهد حضور الضيوف المشاركين في المهرجان لكي يتطلعون على ما موجود في الساحة العراقية من اصوات وقراء يعكسون الاهتمام الكبير لاتباع اهل البيت في مجال القران الكريم ونظهر الطاقات العراقية المتميزة في مجال التلاوة والحفظ حتى يكون كل شخص من الضيوف بمثابة رسول الى بلاده ويعكس الانطباع الحقيقي لاهتمام اهل البيت بمجال القران " .

أسيجة الفكر والثقافة
تشترك البحوث في نزهة العلم والفكر التي دعت المعرفة واخواتها لهذه النزهة لتخفف عن كاهل الانسان ما اثقلته أكف الجهل المبغضين لأهل البيت . قطار المهرجان الذي حمل الجميع واتجه نحو الشمس الربيع أتخذ من البحوث شعلة معرفية لفكر النهضة الحسينية .
الدكتور طلال فائق الكمالي عضو مجلس ادارة العتبة الحسينية وعضو اللجنة التحضيرية لمهرجان ربيع الشهادة الثقافي يقول : " ان من ضمن انشطة المهرجان هو المنتدى الثقافي او البحوث .وفي هذه السنة افردنا خصوصية لهذه الفعالية وهي انه كانت هناك جلستين بحثيتين في كل نسخة من المهرجان الا ان هذا العام تميز بأن تكون هناك اربعة جلسات بحثية تتضمن كل جلسة ثلاثة باحثين من بينهم ستة باحثين من الذين سوف يفوزون بمسابقة البحوث وستة باحثين من الذين سوف نستكتبهم من العلماء والفضلاء من النجف وفضلاء المفكرين الاسلاميين في العراق ولبنان والهند والجمهورية الاسلامية الايرانية ودول اخرى " .
ثم استدرك قائلا : " طبيعيا في مثل هكذا حالة نكون قد اعطينا خصوصية للجانب الثقافي في هذا المهرجان لأنه اللبنة الاساس لكل نشاط فكري كذلك للمنظومة الاجتماعية. ولهذا السبب قمنا بتوسيع جانب المحاور فضلا عن وضع مجموعة عنوانات الى جانب كل محور لتتيح للباحث التوسع اكثر في مجاله البحثي والتوفيق في الكتابة " .
وجهت اليه سؤال في ما اذا كان هناك امر معين قام على هامش التحضير لهذه الجلسات ولأهميته أُخذ بعين الاعتبار فأجاب " لاشك نحن يهمنا الكم حتى وان كانت متواضعة ولكن واقع الحال وأهم ما نركز عليه هو الجانب النوعي اما تأكيدنا على مسألة توسع الافق في فعالية البحوث ذلك لنعطي المجال للباحثين الشباب والاقلام الجديدة ولأصحاب المجالات الدقيقة او المتخصصة هذا من جانب ومن جانب اخر ان قضية الامام الحسين (عليه السلام ) هي قضية عالمية ومحورها محور عالمي لأنها طرقت جميع مجالات الحياة بلا استثناء فتجد الجانب الفقهي والتربوي والاخلاقي والفكري والانساني والنفسي والتعبوي وعلى هذا الاساس وسعنا المساحة البحثية .
في ذات السياق التقينا بالشيخ عمار الهلالي عضو اللجنة التحضيرية للمهرجان وبين من جانبه : " بما ان مهرجان ربيع الشهادة يمثل ملتقى لكبار العلماء والمفكرين في العالم الاسلامي وكذلك اكاديميين وأدباء مما يوفر فرصة للاستفادة من اطروحاتهم وافكارهم من خلال الجلسات البحثية وهذا الشيء اضطرنا الى ان تكون هناك مسابقة بحثية اضافة الى مؤتمر البحوث " .
"الهدف من كل ذلك هو رفد المكتبة الاسلامية بالبحث العلمي الرصين الذي يبتني على المنهج العلمي الاصيل القائم على فكر اهل البيت (عليهم السلام ) " .

دروب تضج بالابتسامة
يوم كان الحب والايمان يجمع الناس كانت ليالي كربلاء قد اشتعلت ضياءً من القمر المطّل من نافذة ام البنين (عليها السلام) . كيف لعتمة الليل أن لا تنصهر وذاك ابي الفضل العباس (علية السلام) .
في ايام الربيع المحمدي وأعياد الولادات الشعبانية تضج شوارع كربلاء بالعوائل الباحثة عن الراحة والاستضلال بفيء الامام الحسين ( عليه السلام ) . فقد اعتاد منتسبو العتبات المقدسة بكربلاء ان يقدموا مشهداً اوبراليا ً يفوق مقومات الاناشيد والتحضير لها من خلال الممارسات العبادية وكأنها امست الميثاق الوجداني بين الناس والإمامين ( عليهما السلام ) . يحدثنا الاستاذ علي الصفار معاون نائب الامين العام للعتبة العباسية المقدسة اذ يقول : " من اللطيف جدا ان تبدا فعاليات الممارسة العبادية في العتبة المقدسة مع بدء فعاليات مهرجان ربيع الشهادة في ما يخص نشيد نداء العقيدة اذ ان أول ما قرأ وبث كان في يوم ولادة الامام الحسين ( عليه السلام ) في مدرسة الامام الحسين الحالية والتي كانت قاعة للاحتفال آنذاك بمناسبة افتتاح مهرجان ربيع الشهادة العالمي الثقافي الاول فعمر نداء العقيد هو بعمر مهرجان ربيع الشهادة الثقافي بالذات انطلق اول يوم يفتتح فيه المهرجان وهو الثالث من شعبان عام 1426 للهجرة فكان باكورة افتتاح المهرجان هو أداء نشيد (نداء العقيدة )في العتبة الحسينية المقدسة وهذا شيء تاريخي ومهم ان يُثبّت ومن فضل الله تعالى علينا كان النشيد الخاص بالممارسة العبادية في العتبة العباسية المقدسة والمعروف باسم (لحن الاباء) قد اختير كنشيد للعتبة العباسية المقدسة في افتتاح مهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالمي الثاني سنة 1427 للهجرة وفي اليوم الرابع من شعبان ذكرى ولادة العباس (عليه السلام) كان يوم اعادة افتتاح مكتبة الامام العباس (عليه السلام) وهذا يعني ان نشيد ( لحن الاباء ) في العتبة العباسية المقدسة مقترن ايضا في مهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالمي وان المدة بين النشيدين هو سنة ويوم بالضبط .
هذه الممارسات العبادية لها اثرها الكبير وقد تكلم عنها مرارا كل من المتوليين الشرعيين للعتبتين المقدستين الحسينية والعباسية ( دام عزهما) وما هو الرابط ما بين المنتسب والامام وأثرها بنفوس المنتسبين والزائرين والمشاهدين كونها تبث على القنوات والحمد لله هذا التأسيس للممارسات العبادية كان نواة للعتبات والمزارات الشيعية الاخرى وعلى اثرها اقتدت الكثير من المراقد لتأسيس ممارسة عبادية .
فيما بعد صار اقتراح من قبل رئيس الديوان السابق سماحة السيد صالح الحيدري (دام عزه ) بسبب اعجابه واستشرافه على القضية ومعرفة اثر ذلك في الزائرين والمشاهدين فطلب ان يفاتح اصحاب السماحة لتكون هذه الممارسات العبادية من ضمن فقرات المهرجان وكان لأصحاب السماحة نفس الرأي فتم تفعيل هذه الفعالية امام الوفود باختلاف اديانهم وثقافاتهم في الصحنين الشريفين بعد ان كان يقدم في القاعات فلمسنا من الوفود الحاضرة كل الاعجاب والثناء والتفاعل والتأثر بحيث يصل ان تسيل دموع الحاضرين اثناء الممارسة العبادية و يتفاجؤون بهذا الترتيب وهذه الوقفة المنتظمة والاوشحة الخضراء على صدور المنتسبين والتفاعل والانشاد والقراءة والانشاد وكأنهم فرقة منظمة ومدربة ولم يتوقع احد انهم مجموعة كبيرة من المنتسبين يقومون بهذا الاداء بأسلوبية وتميز وتفاعل مع المرقد وصاحب المرقد الشريف "


أجنحة الربيع
في حديث دار بيني وبين الدكتور طلال الكمالي حين قابلته لغرض اجراء حوار معه اتذكر انه قال لي " علينا فعلا ان نعصف بداخل شبابنا واقلامنا لكي ترتقي الى مستوى الطموح لان هناك ازمة ثقافية حقيقية ازمة فكرية ازمة تعليمية يجب معالجتها من خلال القراءة فالعراق كان في يوم من الايام حاضنة الى الثقافات والكتب بحيث ان القارئ يكون في العراق " . الا ان الامر المؤسف هو حين اخبرني بتقرير لليونسكو عن القراءة في الشرق الاوسط في السنوات الاخيرة اذ يقول التقرير ان الانسان في الشرق الاوسط يقرأ سنويا ما يقارب صفحة واحدة فقط في الوقت الذي كان في يوم من الايام العراق يتصدر قراء الشرق الاوسط .
العتبتين المقدستين في كربلاء حريصة على ان تعود ثقافة القراءة الى سابق عهدها وهي تنظم ( معرض كربلاء الدولي للكتاب ) والذي هو من ضمن فعاليات مهرجان ربيع الشهادة السيد ميسر الحكيم مدير المعرض تحدث عن معرض الكتاب ودور النشر العربية والعالمية التي ستتواجد في ذلك المعرض وأوضح قائلا : " " أرض المعرض الذي سوف يفتتح في الرابع والعشرين من شهر (رجب / 1438هـ) ستكون المسقف الايمن والايسر لمنطقة ما بين الحرمين الشريفين وبمساحة تزيد عن 3000 متر مربع ويتم التنسيق في العرض حسب الدول وتبويبها مثلا مجموعه دور النشر اللبنانية ومجموعة دور النشر الاردنية وهكذا في سبيل يكون هناك انسيابية لمن يحب ان يقتني كتاب وتسهل عليه معرفة الدور الناشرة اضافة الى وجود حاسبات في الممر الايمن والايسر تحتوي على كل محتويات المعرض ". وفي مطالبة منه للمثقفين والاكاديميين قال : " أطلب من الاكاديميين ان لا يفوتوا افتتاح معرض في كربلاء او غير كربلاء ويستفيدوا من الجديد فالجديد في المعرض يكون اقتنائه مفيد " .