صادق مهدي حسن/ناحية الكفل
سؤال مباغت..
جمع أولاده يوماً وأخذهم في نزهة إلى أماكن مختلفة، وفي أحد متاحف الطبيعة حدثهم عن عظمة قدرة الله تعالى وتنوع مخلوقاته في الكون، ومرت أشهر على ذلك الحدث.. وبينما كان منشغلاً بمشاهدة التلفزبون ذات ليلة، جاءه ولده ذو العشرة أعوام وقال له: بابا! أخبرتني في النزهة أن الله سبحانه قادر على كل شيء.. فهل يستطيع أن يخلق رباً مثله؟! فوجئ الأب بهذا السؤال المباغت الذي لم يخطر على ذهنه.. ولم يشعر حين نزلت من عينيه دموع فرح غامر، أحتضن ولده الألمعي لهذا السؤال العقائدي الذكي.. ووعده أن يأتيه بالجواب في أقرب فرصة، وبعد التقصي وجد الأب أن الأمر ليست بالسهولة المتوقعة ولهذا قرر أن يحضر حلقة للدروس العقائدية..
نصيحة ولكن..
كان أحد المدرسين يعمل في مدرسة ريفية تبعد عن مركز المدينة بـ (15 كم) تقريباً مما يستدعي أن يصرف جزءاً من راتبه لأجور النقل، ولم تكن في المدرسة أي مشكلة تذكر سواءً من ناحية الإدارة أو ملاك المدرسة أو الطلاب وهذا ما جعله سعيداً للعمل بها.. وكان أبوه مدرِّساً ذا خبرة طويلة ويعمل في مدرسة أخرى فقال له (ناصحاً) بإلحاح: لمَ لا تنتقل إلى مدرستي القريبة لتستفيد من أجور نقلك في مجال آخر، كما إنها مدرسة جيدة ولا مشاكل فيها وجميع أساتذتها من ذوي الخبرة وهي فرصة لتستفيد منهم، استحسن الفكرة وطلب النقل إلى المدرسة عملاً بنصيحة والده، وبعد عدة أشهر وصل كتاب النقل فقال له (من كان بالأمس ناصحاً): سوف تندم كثيراً لتركك مدرستك الأولى لأنها أفضل مدارس المنطقة!.. (فَمَا عَدَا مِمَّا بَدَا؟!)
STOP
كانت السيارة تمشي في شارع لأحدى القرى الإنكليزية متجهة نحو متحف أدبي كان بالأصل بيتاً لشاعر انكليزي مشهور، وعندما وصلت إلى إحدى التقاطعات.. أوقف السائق السيارة وسط تساؤل الراكبين وكانوا من جنسيات مختلفة، إذ كان الشارع خالياً تماماً من السيارات، سأل أحد الراكبين السائق: لماذا توقفت السيارة.. هل هناك خلل فيها؟ ابتسم السائق وهو يهمس: افتح الباب وأقرأ ما كتب على الأرض! فتح الراكب الباب، نظر إلى ارض الشارع والتفت مذهولاً إلى السائق الذي بادره قائلاً: نعم أيها الزائر الكريم.. وقفت امتثالاً لهذا الأمر (STOP).. وانطلقت السيارة بعد دقيقتين دون أن يعقب أحدهم بشيء. (هي قصة حقيقية سمعتها من شاهد عيان.. هو أحد أساتذتي قبل عشرين عاماً.)
نأسف جداً !!!
يحكى أن أحد الموظفين لم يستلم راتبه الشهري فقام بمراجعة حسابات دائرته وعندما سأل الموظفة المسؤولة عن صرف الرواتب حول المشكلة أجابت:"أرجو المعذرة يا أستاذ لوجود بعض التقصير في أداء العمل، وعلى أي حال تمت معالجة الخلل وسيصرف الراتب هذا اليوم ولكن يتوجب الانتظار لساعتين لإنهاء التدقيق" (كان الوقت عندها الساعة الثامنة صباحاً).. فاضطر الموظف المغلوب على أمره إلى البقاء في تلك الدائرة لأكثر من ساعتين ونصف في جو حار وخانق من أيام تموز المرعبة بحرارتها، وبعد وقت الانتظار هذا كله وصله (الاعتذار) التالي: "نأسف جداً !!! لم نستطع إكمال العمل.. راجِع الدائرة بعد يومين"، غادر المسكين المكان وهم يتمتم بين شفتيه أبياتاً من الشعر يذكرها منذ الدراسة الابتدائية:
ثم قال الوقتُ للناسٍ وداعاً ... إنَّني أنفـَسُ شيءٍ في الوجودْ
ترجع الأوراقُ والطيرُ جميعا ... وأنا من حيث أمضي لا أعودْ







وائل الوائلي
منذ 7 ايام
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN