: محمد الطالب

ليس من المعتاد في النص الروائي الكلاسيكي او الحديث حين تقرأ رواية ما فتجد ان المؤلف شخصية محورية تدور حولة احداث و سردية النص الروائي فاختياره لنفسه كبطل للرواية جاء بعد ان فتح ابواب الرواية على مصراعيها لشخوص العمل التاريخي .وهو اول مؤلف ملحمي يشارك شخوصه عقبات التحدي على أرض الواقع والسفر في طريق المحاولات بقوة إيمانية تمكنهم من مجابهة الفترات المظلمة داخل النص .
ويبدو أنه لم يكتفي بذلك حين سار معهم الى غرفة عمليات الرواية ليشاركوه كتابتها . نص حداثوي جديد وبطريقة لايجيدها الا من آمن بأدواته . وليس بغريب هذا التدوين فهو عمل تابع لسلسة اعماله السابقة إلا أن لا حفل توقيع بعد ختام اي عمل له سوى جمهور الرواية الذي يتابع بشغف الاحداث متفاعلاً مع العمل . وعيون تشاهدهم وهم ينعون شخصيات أجادوا أدوارهم حين طلب منهم أن يضحوا بأرواحهم . رواية بسرد من الواقع وتصوير ملحمي بطولي لايمت للخيال بصلة .
على هامش أحداث الصفحة السادسة من العمل الرائع ( قادمون يانينوى ) للمؤلف الكبير ( الحشد الشعبي المقدس ) تدور أحداث الصفحة في المحور الغربي من المدينة حيث التقدم غرب مطار تلعفر وتحرير قرى ( شويرة تل غزال تل ماجان غرب تل عبطة هزيمية الجنوبية مشيريفات زيد المصعب ياسين الحلبوص تل ميدان قولي البوتة الغربية وقرية السادة وقرية أم الشبابيط المطلة على الشارع الرابط بين تلعفر وسنجار ) واختار المؤلف فريقا من داخل الرواية والذي أسماهم ( الجهد الهندسي ) فجسدوا أدوار بطولية ليشطروا ذاكرة التاريخ ويعطروه بشيء من المعتقد المُذهَّب بدم الحسين (عليه السلام ) . حين قاموا ببناء التحصينات الدفاعية وشق الطرق بين القرى المحررة شمال غرب ناحية عبطة ومعالجة العبوات والمنازل المفخخة وغلق مسامات القشرة الخارجية للخرافة التي تمثل قوى الشر في النص الملحمي . ويبدوا أن مؤلفنا الكبير هو أنعكاس حاد لقمع مورس ضد أبائه حين كانوا يكتبون التاريخ المرصع بالمجد والذكريات آنذاك أما قوى الشر وحلفاؤه والمسوخ المرعب والتناقضات التي تتغذى على الصراع الطائفي . والتي نمت فأصبحت الوحش الطائفي النائم في أحظان النظام المقبور منذ سنين .
لاتوجد شخصية منفردة بالبطولة داخل نص ملحمي لرجال ماضين في تجسيد ملحمة التاريخ الجديدة . فهم يوشحون بطولاتهم بنصر ٍ ذي وجه كثيف الملامح . على عكس الخرافات التي تجابههم فتصبح كأنها أختام هلامية سريعة الزوال .