مزاح...ولكن...//زهراء حكمت //تم نشرة بنشرة الخميس الاسبوعية

ساد في مجتمعاتنا كثرة المزاح والضحك بدعوى اننا نمر بظروف تحتاج منا الترفيه عن انفسنا ، ونجد بعض الناس من يتخذ هذ المنهج بكل مكان يكون... في مدرسة او محفل او كروب او محل عمل..او...او...او ، مما يخرج عن الحق ويدخل بالباطل مرات عدة ، ومما يبعدنا عن ثقلنا كمسلمين وملتزمين بخط محمد واله الاطهار .
وحتى في اجواء قدسية مثل شهر رمضان اومحرم او حتى في الايام العادية ، ولا يعي الانسان كم يذهب من بهائه ونوره وروحانيته بذلك ، وحتى حسناته ان دخل لهذا الباب الوبيل ، طبعا ليس غرضنا ان نقول له كن عبوسا قمطريرا ابدا ، بل المؤمن دعب لعب لكن بحدود الدين والشرع المقدس وحفظ كرامة الاخر بلا اسهتزاء او انتقاص اوغمز او لمز فيه ....
والمشكلة الاكبر اننا نجد اعلامنا بدأ يحاكي هذا الباب الوبيل بنكات تافهه وبرامج هابطة بدعوى الترفيه عن المُشاهد ....
وبكلام حتى مرات يدخل بباب الفحش والبذاء والقذف والسخرية ، ومرات أخرى بكامرة خفية تجعل المقابل يفقد تركيزه ويكون عصبيا جدا.
او يخوفونه لاقصى حد من اجل الاضحاك للاخر....
فاي ترفيه ذلك ....
واي إنسانية تلك التي تجعلنا نضحك على الغير وهم باتعس حالاتهم العصبية وغلطهم وغضبهم ، وبودي ان استعرض جملة من احاديث آل البيت عليهم السلام بهذا الباب :
قال رسول الله ص : "كثرة المزاح تذهب بماء الوجه وكثرة الضحك تمحو الايمان"
وقال الإمام أبو محمد (ع) : " لا تمازح فيجترأ عليك" .
وقال الإمام علي (ع) : " ما مزح رجل مزحة الامج من عقله مجة " .
وفي وصية الإمام علي (عليه السلام) لولده الإمام الحسن (عليه السلام ) ، وعن الإمام الصادق (ع) : " ثلاث فيهن المقت من الله عز وجل نوم من غير سهر ، وضحك من غير عجب ، وأكل عن شبع " .
وقال بعض الأكابر لابنه : " بابني لا تمازح الشريف فيحقد عليك ، ولا الدنيء فيجترئ عليك " .
ولقد كان رسول الله (ص)يمازح ولا يقول إلا حقا فيوما قال لا صحابه : ما تشبه رجلي هذه
فقال كل واحد منهم شيئا .
وأخيرا قال لهم إن رجلي هذه تشبه الرجل الأخرى .
والمراد من هذا الكلام هو أن يعلم الإنسان أن كثرة الضحك تميت القلب ، وتسبب مقت الله عز وجل وأنه من قلة الأدب الضحك بلا سبب ، وأن المزاح الكثير يؤثر على شخصية المازح وأنه قد يؤدي مزاحه من الآخرين إلى استهزاء الآخرين به ، وعليه ان يلهي نفسه ويفرحها ويسرها بقراءة الكتب المفيدة ، ومصاحبة أصحاب الفكر والعلم
والتفكر في خلق الله عز وجل وزيارة الأهل والأصحاب والسفر.