صنع في العراق.. شعارٌ رفعته العتبةُ العبّاسية المقدّسة منهجاً لإنجاز مشاريعها، وتنفيذ خطّتها في المجال الاستثماريّ، من خلال صناعة ما يحتاجه المواطن العراقي.
ومعمل الألبان ليس أوّل معامل العتبة العبّاسية المقدسة، بل يأتي ضمن سلسلة مشاريعها في إرجاع العراق إلى مكانته الصناعيّة التي تبوّأها منذ عقودٍ مضت في القرن العشرين، قبل الحصار الاقتصاديّ المفروض بسبب غزو الكويت، وحرب سقوط النظام التي أزالت الكثير من معالم الصناعة العراقيّة.
جاء إنشاء المعمل نتيجة لما يُعانيه هذا القطّاع واعتماده على المستورد، وذلك بعد إجراء دراساتٍ مستفيضة، وإجراء مشورات مطوّلة مع الجهات ذات العلاقة في العتبة العبّاسية المقدّسة، وإعداد دراسة مفصّلة تضمن الجدوى منه بعد توفير البنى التحتيّة للمشروع، وهي إحدى المجمّعات الصناعيّة والمخزنيّة في العتبة المقدّسة (السقّاء/3) واستحصال الموافقات الأصوليّة واستحصال الإجازة الصحيّة للمعمل بعد التحقّق من توفّر الشروط الصحيّة في البناء المنصوص عليها.
بعدها تمّ الانتقال الى المرحلة التالية، وهي التعاقد مع إحدى الشركات الرصينة من أجل جلب المكائن والمعدّات والأجهزة الخاصّة بالمعمل، التي تمّ استيرادها من مناشئ عالميّة وشركات ذات باع طويل في هذه الصناعات والمباشرة بنصبها.
شبكة الكفيل العالميّة كانت متواجدة هناك والتقت بمدير المشروع الأستاذ أسعد عبد الإله حسن الذي بيّن لنا أنّ: "المشروع يهدف الى:
1- المساهمة في زيادة الإنتاج المحلّي والتقليل من الاستيراد.
2- المساهمة في تأمين الأمن الغذائيّ للمواطن العراقيّ بتوفير مواد صحّية ذات قيمة غذائيّة عالية.
3- المساهمة في تخفيض معدّلات البطالة.
4- المحافظة على النقد الأجنبيّ والحؤول دون خروجه خارج البلد.
5- إعادة هيبة وثقة المواطن بالمنتج المحلّي ودعم الصناعة الوطنيّة".
وأضاف: "المعمل مزوّد بعدد من الخطوط الإنتاجيّة كلّ خطٍّ حسب السعة، وكما يلي:
1- خطّ لإنتاج (7,000) قنينة في الساعة ذي سعة 1,5 لتر( شنينة).
2- خطّ لإنتاج (3,500) قنينة في الساعة ذي سعة 250 ملليتر(شنينة).
3- خطّ لإنتاج أقداح اللبن الخاثر (الروبة) سعة (400) غم.
4- خطّ لإنتاج أقداح ذي سعة (125) غم.
5- خطّ لإنتاج أقداح اللبن الخاثر (الروبة) سعة (2) كغم.
وجميع هذه الخطوط تعمل بصورة أوتوماتيكيّة بدءً من دخول الحليب كمادّة خام وصولاً الى تغليفه ووضعه في المخازن، وتوجد هناك ملحقات بالمعمل وتعتبر من أجزائه، وهي كما يلي:
أوّلاً: برّادات لحفظ المنتج تعمل بأجواء ودرجات حرارة تتلاءم مع كلّ منتج.
ثانياً: مخازن خاصّة لحفظ الحليب الخام تُربط بالمعمل.
ثالثاً: مبادلات حراريّة لتسخين الحليب وتبريده حسب متطلّبات كلّ خطّ.
رابعاً: مكائن لبسترة الحليب للمحافظة على عناصره الغذائيّة وطعمه.
خامساً: مكائن لصناعة عبوات المنتج حسب سعة كلّ خطّ، وجميعُها مرتبطة بالخطوط أوتوماتيكيّاً.
سادساً: منظومة كهربائيّة تعمل بصورةٍ مستمرّة لضمان استمرار الإنتاج.
سابعاً: مستودعاتٌ لتخزين الموادّ المساعدة في الإنتاج، كمواد التعبئة والتغليف وغيرها من مستلزمات الإنتاج.
ثامناً: منظومات لمعالجة الفضلات وتصريفها".
مبيّناً: "إنّ المعمل يُمكن تطوير خطوطه ورفع طاقاته الإنتاجيّة واستحداث خطوط جديدة فيه، ممّا يسهم في تلبية احتياجات المواطن، وإنّ هذا الإنتاج سيُلبّي ما تحتاجه محافظة كربلاء المقدّسة والمحافظات المجاورة، كما يمتاز بالمواصفات الجيّدة التي تضاهي مواصفات المنتج الأجنبي، الأمر الذي من الممكن أن يُثري السوق المحلّية بمنتجات الألبان وعدم الاعتماد على المستورد".
يُذكر أنّ المعمل قد طرح إنتاجاً لغرض الفحص وقد أثبتت النتائج نجاحه ومطابقته لمواصفات الجهاز المركزي للتقييس والسيطرة النوعيّة العراقي ووزارة الصحّة العراقيّة، وفي قادم الأيّام سيتمّ طرحه في الأسواق حال الانتهاء من بعض الأمور الفنيّة الخاصّة بنصب وتركيب أجهزة ومعدّات المعمل الذي سيكون أحد أهمّ الإضافات الصناعيّة المهمّة لمحافظة كربلاء المقدّسة خصوصاً والعراق عموماً.