أكّدت مديرةُ مكتب المتولّي الشرعيّ للشؤون النسويّة في العتبة العبّاسية المقدّسة السيدة منى وائل عباس، أن دخول العتبة المقدّسة إلى الجامعات كان خطوةً استراتيجيّة لترسيخ القيم الإسلامية العميقة في نفوس الطالبات. جاء ذلك خلال مشاركتها في الاجتماع النسويّ الأوّل، لمتابعة وتطبيق توصيات المُلتقى الثقافي النسوي الثاني للعتبات والمزارات الشريفة والمدارس الدينية، في مجمّع سيد الشهداء(عليه السلام)، الذي ترأّسته اللجنة النسوية العُليا الدائمة في العتبة الحسينية المقدّسة. وشهد الاجتماع استعراض التوصيات التي أُقرّت في المُلتقى الثاني، والتركيز على آليّات العمل اللازمة لمواجهة التحديات المجتمعية التي تعيق تطوّر المرأة، وكذلك التصدّي للظواهر السلبية التي تتناقض مع القيم الإسلامية الأصيلة، كما تمّ تناول موضوع تعزيز التواصل مع الجامعات العراقية، وتأثير التبليغ داخل المؤسّسات الأكاديميّة، وكيفية التأثير الإيجابي على الطالبات عبر مشاريع مبتكرة ومستدامة. وتحدّثت مديرة مكتب المتولّي الشرعيّ عن دور العتبة العبّاسية المقدسة في دخول الجامعات العراقيّة، وكيفيّة استخدام مشاريعها الهادفة كجسرٍ للوصول إلى البيئة الجامعيّة، مبيّنةً أن هذه المبادرات تمثّل نقطة تواصلٍ بين الثقافة الإسلامية العميقة والبيئة الأكاديميّة، بما يساهم في خلق تأثيرٍ مستدامٍ داخل صفوف الطالبات. وأكّدت أن "دخول العتبة المقدسة إلى الجامعات كان خطوة استراتيجية، تهدف إلى ترسيخ القيم الإسلامية العميقة في نفوس الطالبات، عن طريق مجموعة برامج مثل (حفل التخرّج المركزيّ) الذي تنظّمه العتبة المقدسة سنويًا، والذي أصبح يمثّل محطّةً هامّةً في مسيرة الطالبات ويُعدّ أحد الأنشطة البارزة التي تؤثّر في مسارهنّ المستقبلي، و (رابطة بنات الكفيل) التي تسعى إلى تقديم نموذج تربويّ مستمدّ من تعاليم أهل البيت(عليهم السلام)، ومشروع (الورود الفاطمية)".
وسلّطت الضوء على، جهود العتبة العباسية المقدسة في مجال التربية والتعليم المبكّر، واستعرضت برنامج (نحو القمر) الذي يُطبّق في رياض العميد، والذي يتضمّن أنشطةً لغويةً وحسابية وذهنية مصمّمةً بعناية، لتطوير مهارات الأطفال في سنٍّ مبكّرة، مشيرةً إلى أن هذا البرنامج يأتي ضمن استراتيجية العتبة المقدسة الرامية إلى تعزيز التعليم المبكّر، وتهيئة جيلٍ من الأطفال قادرٍ على التفكير النقدي والتحصيل العلميّ، بما يتماشى مع أهداف العتبة العباسية المقدسة في التربية والتعليم الشامل. وتابعت "أن العتبة المقدسة تواصل جهودها في تنفيذ مشاريع مستدامة تهدف إلى خلق بيئةٍ تعليميّةٍ متكاملة، تسعى لبناء قياداتٍ نسائيّة قادرة على تحمّل المسؤولية والمساهمة في بناء مجتمعٍ قويٍّ ومتماسك، ينهلُ من القيم الإنسانية والإسلامية التي أرساها أهل البيت(عليهم السلام)".