باشر قسمُ رعاية الحرم الشريف في العتبة العبّاسية المقدّسة بأعمال التنظيف الدورية التي يقوم بها لقبّة ومئذنتي مرقد أبي الفضل العباس(عليه السلام)، وذلك نظراً للتقلّبات المناخية والظروف الجوية التي غالباً ما يكون لها الأثر السلبيّ على البلاطات الذهبية التي تغلّف القبة ومئذنتي المرقد المقدّس، وهي تتكوّن على شكل تكلّسات تقلّل من شدّة بريق ولمعان هذه البلاطات الذهبية، فيقوم القسم المذكور بتنظيفها بشكلٍ دوريّ ممّا يزيد في طول عمرها وإدامتها وعدم تآكلها جرّاء هذه الظروف.
وعادةً ما يكون تنظيفهما بعد فصل الصيف والانتهاء من موسم العواصف الترابية, لكون هذه التقلّبات المناخية والظروف الجوية لها تأثير على أعمال تنظيف البلاطات الذهبية المغلّفة للقبّة والمأذنتين الشريفتين، وأعمال التنظيف تجري وفقاً لخطّةٍ يتمّ على أساسها تقسيم القبّة الشريفة إلى خمسة مقاطع أثناء التنظيف, كلّ يوم يتمّ تنظيف مقطعٍ واحد حتى الانتهاء من تنظيفها كلّياً, ثمّ يكون الانتقال إلى تنظيف المآذن الطاهرة باستخدام مواد ومعدّات تنظيف خاصّة لا تؤثّر على البلاطات الذهبية للقبّة والمنارتين، واستعمال قطع قماش من النوع القطنيّ لغرض تجفيف بلاطات الذهب؛ لأنّ تركه من دون تجفيف يؤدّي أحياناً الى تعلّق الرواسب عليه فتتكوّن على شكل تكلّسات تقلّل من شدة بريق ولمعان القبة الشريفة, ويجري كلّ ذلك مع مراعاة عامل الزمن والدقّة في العمل، وقد شملت المرحلةُ الأولى من تنظيف القبة الشريفة البدء من الجهة الشرقية بباب الفرات (العلقمي) وبعكس عقارب الساعة ومن الأعلى الى الأسفل، أي من الراية الشريفة الى قاعدة القبّة، على أن يُشرع بعدها بتنظيف المنائر.
يُذكر أنّه قبل سنين كانت تجري أعمال التنظيف بواسطة كوادر من خارج العتبة المقدّسة، لكن بفضل الله سبحانه وتعالى وبركات صاحب هذا المرقد الشريف, أصبحت اليوم أعمال التنظيف تجرى برُمتّها على يد كوادر القسم، وقد اكتسبوا الخبرة الكافية عن كيفية إجراء هذا التنظيف والآليّة المتّبعة فيه لتكون القبة الشريفة والمنائر الطاهرة بأبهى صورة، وبما يتناسب ويليق مع قدسية صاحب المرقد المطهّر صلوات الله عليه.