أعلن مركزُ طبع وتفسير وعلوم القرآن في العتبة العباسية المقدّسة عن طباعة نسخةٍ من القرآن الكريم، والذي يُعدّ أوّل مصحفٍ تتمّ طباعتُهُ من خلال برامج الحاسوب الحديثة التي أُدخل عليها خطّ النسخ بحرف الخطّاط العراقي المعروف حميد السعدي.
وقد تمّ طبعُهُ في مطبعة دار الكفيل للطباعة والنشر والتوزيع التابعة للعتبة المقدّسة في كربلاء، فبعد طول انتظارٍ وتعطّش من قبل المؤمنين الذين ينتظرون هذا الإنجاز المهمّ الذي جاء خدمةً للمولى أبي الفضل العباس(عليه السلام) أعلَنَ هذا المركزُ أنّه أهلٌ لهذا المشروع المبارك ليُضاف الى سلسلة المشاريع الفكرية والعمرانية التي تشهدها العتبةُ العباسيةُ المقدّسة.
مديرُ المركز الشيخ ضياء الدين حميد الزبيدي بيّن لشبكة الكفيل: "جاءت الحاجةُ لتبنّي هذا المشروع لافتقار الساحة العراقية لمثل هكذا مشاريع، وإنّ المصحف الشريف قد خُطّ على يد خطّاطين قلائل مثل مصحف الخطاط التركي الحافظ عثمان ومصحف الخطاط التركي محمد أمين الرشدي ومصحف الخطاط السوري عثمان طه من غير مشاركة أيّ خطاطٍ عراقيّ بالرغم من أنّهم يحملون هذه الكفاءة، وهنا تبرز أهمّية هذا الإنجاز الكبير حيث لم يسبقْ لجهةٍ أن جمعت بين خطّ وطباعة المصحف الشريف في العراق".
مُضيفاً: "إنّ هذا المصحف الشريف طُبع برواية حفصٍ عن عاصم باعتباره الأشهر في بلدنا والبلدان المجاورة، وقد خضع قبل طباعته لمراحل عديدة وفقاً لخطّة عملٍ ممنهجة منها اختيار البرنامج الملائم لهذا العمل وإخضاع الكادر لدوراتٍ عديدة من أجل التعامل فنّياً مع البرامج المستخدَمَة في طباعة المصاحف الشريفة، مع إدخال برامج مساعِدَة أخرى من أجل ضبط النقاط وتحريك الحروف وطول الحركة وقصرها بعد الانتهاء من خطّ القرآن الكريم، ووفقاً لمعطيات البرامج أُخرجت نسخةٌ تجريبيةٌ خضَعَت لمراجعةِ لجنةٍ مختصّةٍ من جمعية الخطّاطين العراقيّين انتدبها المركزُ من أجل القيام بأعمال المراجعة الخطيّة فيما يتعلّق بشكل الحرف والمدود حتى يكون موافقاً لقواعد خطّ النسخ وتألّفت من الأستاذ علي زبون والأستاذ عدنان حمد".
وتابع الزبيدي: "بعدها شرع فريقُ عملٍ آخر لإنجاز التصاميم الخاصّة بالمصحف والزخارف وقد اختير ما هو جميل ولم يُطرَقْ من قبل وبما لا يؤثّر على شرود القارئ وتركيزه على كلمات المصحف، بعدها طُبِعَت النسخةُ التجريبية لتبدأ مرحلةٌ أخرى من التدقيق والفحص ولكن في موقع مطبعة الكفيل حيث تمّ تشكيل لجنةٍ من القرّاء المتضلّعين في المجال القرآني من أساتذة ومعلّمي القرآن لتدقيق المصحف لمرّاتٍ عديدة تجنّباً عن الوقوع بالأخطاء وتصحيحها بالكامل، لتشرع بعد هذا كلّه أعمالُ الطباعة النهائية في مطبعة الكفيل التابعة للعتبة العباسية المقدّسة والتي لم يدّخر كادرُها الرائع أيّ جهدٍ من أجل إتمام هذا المشروع الكبير.
فاختير من المواد الطباعية أجودها ومن الورق أرقاه وبمكائن طباعية حديثة وبإخراجٍ طباعيّ لائق، وبناء قواعد وأسس مرجعية وصياغة منهجٍ أمثل لطباعة المصحف الشريف بعد مراجعته وتدقيقه".
وفي ختام حديثه بيّن الزبيدي أهمّ مميزات هذا المصحف قائلاً:
1- يمتاز هذا المصحف أنّه خطّ بحرف حميد السعدي الخطاط العراقي المعروف وبلمساتٍ فنية خاصّة من منتسبي العتبة العباسية المقدّسة وبمطبعةٍ عراقية أي بنكهةٍ قرآنية عباسية عراقية خالصة.
2- اهتمّ المركزُ جهد الإمكان بتنسيق الكلمات ذات المعنى المترابط في سطرٍ واحد، وهذا يضيف جماليةً الى جمالية كلماته المقدّسة.
3- حافظنا على جعل عدد صفحات القرآن الكريم مطابقة مع ما معمول به في جميع المصاحف.
4- قمنا بتركيب سورة الفاتحة بحيث تكون معانيها المترابطة مكتملة، فكلّ سطرٍ منها يدلّ على معنىً معيّن بنفسه وخصوصاً فيما يتعلّق بالآية الأخيرة.
5- لقد روعيت في تصميم الغلاف الخارجيّ للقرآن أمورٌ جمالية، وقد وُضِعَت عليه زخرفةٌ كالتي على شبّاك الضريح المقدّس لأبي الفضل العباس(عليه السلام) بالإضافة الى وجود الشعار الخاص بالعتبة العباسية المقدّسة (اللوكو).
6- الخط الذي خُطّ به المصحف هو (خطّ النسخ) الذي يتميّز بأنّه واضحٌ وتسهل على القارئ قراءته وتلاوته دون عناء.
7- المصحف موافقٌ تماماً لأشهر المصاحف المعمول بها والمتداولة في بلدنا والبلدان المجاورة سواءً بعلامات الوقف أو مصطلحات الضبط.
8- اعتماد طريقةٍ فنية جميلة في تنظيم وترتيب السور والآيات وفي تصميم وإخراج الصفحات وتشكيل زخارفها وفي وضع الرموز والإشارات والعلامات.