أعلن المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة السيد أحمد الصافي، عن التبرع بجزء من منتجات مصنع الجود للمحاليل الوريدية للمؤسسات الصحية في فلسطين ولبنان. وجاء في نص كلمته خلال حفل افتتاح مصنع الجود التابع للعتبة المقدسة في محافظة كربلاء: السادة الأفاضل الضيوف الأكارم الوفود الرسمية والاجتماعية، السلام عليكم جميعًا ورحمة الله وبركاته لعله من جملة الموارد التي اهتمت بها العتبة العباسية المقدسة - وهي ذات اهتمامات كثيرة كما هو غير خاف على المتابع- هناك شيئان مهمان يستدعيان الاهتمام من قبلها بشكل خاص، وهما الجانبان التعليمي والطبي أو الصحي، ولعل الحياة المدنية، إنما يؤشر مقدار تطورها بما يبلغه هذان القطاعان من أهمية. الحمد لله نلنا من سنين لنا شرف خدمة شريحة مهمة من أبنائنا وبناتنا على مستوى التعليم، وسعينا أن نوفر بيئة نظيفة ومتطورة ومشجعة للطالب، ابتداءً من رياض الأطفال وانتهاءً بالجامعات، وكانت ثمرة هذا الاهتمام آلاف الطلبة، سواء في التعليم الأولي (بمراحله الثلاث وقبلها رياض الأطفال) أو في التعليم الجامعي، ولازلنا نتابع هذه الخطوات وضمن المعايير العالمية، وقد تخطت هذه المدارس والجامعات -بحمد الله تعالى- بعض المعايير المطلوبة، بمعنى أُشّر نجاحها بعض من زارها واطلع عليها من جهات خارجية، وذلك من حيث تدريب الأساتذة والاهتمام بالطلبة والبيئة المدرسية. أمّا في الجانب الصحي والطبي، فكان لنا أيضًا سهم في ذلك، لأنّ هذا البلد -بحمد الله تعالى- يستحق كل اهتمام، وكلما كانت الفرصة سانحة، بذلنا جهدًا في تعضيده بتوفير احتياجاته، ولعل الاحتياج الطبي هو احتياج يومي بالمقدار الذي سعينا فيه، بالإضافة إلى تأسيس بعض المستشفيات، ولعل المستقبل سيحفل بافتتاح مشروع مستشفى متطور في مركز محافظة بابل، والتأخر في إنجازه كان منشؤه بسبب وضع البلاد في بعض الحالات، والافتقار إلى بعض التمويل، لكن إنّ شاء الله تعالى نتخطى هذه الحواجز، والله تعالى يوفقنا في اتمام المشروع. ومن جملة المشاريع التي تدخل في المجال الصحي، هو هذا المشروع، فقد بدأنا به في ظرف قاسٍ جدًّا حين مرّت على البلاد مشاكل داعش وغيرها، مما سبب تأخرًا في إنجازه، وهذا التأخر استفدنا منه أيضًا في أن نلاحق التطور العلمي المتعلق بصناعة المحاليل الوريدية، وللإنصاف هي صناعة دقيقة ومهمة جدًّا، والملاكات الهندسية والطبية في علم الصيدلة بذلت جهدًا جبارًا في أن يكون هذا المصنع على هذه الشاكلة، وإن شاء الله تعالى بعد أن ننتهي من كلمات الافتتاح، هناك جولة للمعنيين في داخل المصنع، ليرى المعنيون الجهد الذي بُذل في إنجاز هذا المصنع.
ولا يخفى على المطلعين الحاجة الحقيقية لمصانع المحاليل الوريدية، فهي حاجة شبه يومية إن لم تكن يومية، وحسب ما بُلغت من الجهات الصحية، يحتاج العراق إلى أكثر من 120 مليون عبوة بحجم نصف لتر في السنة، وهذه بلا شك كمية كبيرة، وهذا المصنع طاقته الإنتاجية 27 مليون عبوة سنويًّا، وإن شاء الله تعالى شرعنا في الإنتاج التسويقي. شكرًا لكل الأخوة الذين شرّفونا بمجيئهم اليوم للاطلاع عن هذا المنجز، وللسواعد المؤمنة الفتية والخبرات التي ما فتئت تبذل جهدًا جبارًا في سبيل النهوض بهذه المشاريع في خدمة الناس. ولا يفوتنا أن نذكـّر أنّ العالم اليوم يمرّ ببعض الأزمات، خصوصًا في فلسطين الحبيبة ولبنان العزيزة، لما يتعرض لهما هذان البلدان من القسوة الوحشية من قبل العدو، هذا الكيان المتغطرس الذي تسبب الآلاف من الجرحى والإصابات، ارتأينا أن نتبرع - ولعل هذا من واجبنا- بمقدار من بعض المحاليل المتوفرة فعلًا من إنتاج المصنع، وبالخصوص هناك حاجة لمحلول كلوريد الصوديوم وكذلك لمحلول الكلوكلوز، والتبرع سيكون بمئتين وخمسين ألفًا للشعب الفلسطيني العزيز، ومثلها للشعب اللبناني الكريم، وطبعًا هذا التبرع إنما يكون من خلال وزارة الصحة العراقية حصرًا، باعتبارها القناة الرسمية التي تتواصل مع هاتين الدولتين. نسأل الله أن تتمكن الوزارة من إيصالها أيضًا إلى مستحقيها ومحتاجيها في هذين البلدين، أمّا الذين وفدوا إلينا هنا، فنحن بخدمتهم، سواء كان على مستوى الاستطبابات في المستشفيات، أو على مستوى توفير العلاجات، سواء كان المنتجة من قبلنا أو تلك التي نستطيع أن نوفرها من الأسواق المحلية. في الختام نسأل الله تبارك وتعالى المزيد من التوفيقات لهذا البلد وندعوه سبحانه أن يتعافى من جميع جراحاته وذلك ليس بعزيز على الله تبارك وتعالى.