تناول الباحث السّيد محمّد قاسم الحبوبي من الحوزة العلميّة في النّجف الأشرف بحثًا بعنوان (العمق الدلاليّ في توقيع السمريّ). جاء ذلك في أثناء مشاركته في الجلسة البحثيّة لمؤتمر الإمام الحجّة (عجّل الله فرجه) العلمي، الّذي تشرف عليه الهيأة العليا لإحياء التراث، والمنعقد ضمن فعّاليّات أسبوع الإمامة الدّولي الثاني الذي تقيمه العتبة العبّاسيّة المقدّسة، تحت شعار (النبوّة والإمامة صنوان لا يفترقان) وبعنوان (منهاج الأئمّة -عليهم السّلام- في تربية الفرد والأمّة) للمدّة 27/ 6/ 2024م إلى 4/ 7/ 2024م.
وذكر الباحث في ملخّص بحثه، أنّ "المكلّف يعمد وَفقًا للمعطيات الإيمانيّة والفطرة الإنسانية إلى البحث الجاد عن كل ما يرد في طريق إيمانه ومنظومة عقيدته؛ من أجل الوصول إلى حالة الاستقرار النفسي والفكري والاجتماعي على مختلف الأصعدة، وهنا كان البحث في أعماق الآثار الروائية المختصة بالعقيدة، تحقيقًا وتحليلًا وتعليقًا أمرًا ضروريًّا بعيدًا عن التّرف العلمي أو السرد الجدلي، ما دامت الأدوات السليمة وسيلته، والخاتمة النبيلة غايته، بل لا يبعد الاصطلاح له بالتعايش العقائدي وَفقًا لدوره الإيجابي بما يُعدّ مقدّمة لصناعة التّعايش الإنساني". وأضاف "يهدف البحث إلى صياغة عدد من المبادئ الّتي يمكن أن تكون لها الحاكميّة في تفسير العديد من الروايات المبهمة وقدرتها على الكشف المنطقي لفلسفة الغيبة الكبرى للإمام الحجّة (عجّل الله فرجه) وآثارها على المجتمعات الإنسانيّة". وتابع الحبوبي أنّ "البحث اعتمد منهجًا وصفيًّا، عَبرَ بيان المفاهيم تعريفًا وتمييزًا، والتّحليل عَبرَ بيان الأصيل من مطالب التّوقيع ولوازمه عمّا سواه من مطالب ثانويّة وغايات بعيدة، بما يشكّل في مجمله منطلقًا لدراسة تأصيليّة يمكن أن تشكل بادرة جديدة في دراسة المأثور الروائي في جميع نواحيه لا سيّما العقائديّة والفقهيّة والأخلاقيّة". وتسعى العتبة العبّاسيّة عَبرَ أسبوع الإمامة إلى تكريس علوم أهل البيت (عليهم السّلام) وسيرتهم في معالجة أزمات العالم المعاصر، وتبيان أثر دور أهل البيت (عليهم السّلام) في حلّ الشّبهات الفكريّة والتّصدّي للأفكار المنحرفة.