عقدت 3 دول أوروبية هي بلغاريا واليونان ورومانيا صفقة خضراء جديدة، لتعزيز التعاون في سلسلة من المشروعات والمبادرات الجديدة في مجال الطاقة النظيفة، بما في ذلك الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر.
يأتي ذلك مع توقيع إعلان نيات بين الدول الـ3 في أثينا يوم الجمعة 19 يناير/كانون الثاني (2024)، تعهدت خلاله بالتعاون المشترك فيما بينها في تنفيذ مشروعات الطاقة المتجددة عابرة الحدود، في ضوء خطط البلاد الأوروبية، لزيادة إسهام الطاقة النظيفة في مزيج الطاقة، وفقًا لما طالعته منصة الطاقة المتخصصة. 
وتتطلع دول الاتحاد الأوروبي إلى تعزيز التعاون المشترك فيما بينها لنشر مشروعات الطاقة المتجددة عابرة للحدود، ضمن برنامج مرفق ربط أوروبا، والاستفادة من ذلك في توسيع نطاق مشروعات الهيدروجين الأخضر الذي يشهد منافسة عالمية شرسة.
توقيع إعلان نيات
قال وزير الطاقة البلغاري، رومين ريداف، إن الوزراء الثلاثة الذين اجتمعوا في أثينا تعهدوا بأن يشمل التعاون بين بلغاريا واليونان ورومانيا -الذي يُعد بمثابة صفقة خضراء- تنفيذ مشروعات مشتركة عبر الحدود لطاقة الرياح البحرية والهيدروجين الأخضر والبنية التحتية لشحن السيارات الكهربائية، وفقًا لما نشرته وكالة "بلغاريان نيوز" Bulgarian News Agency. 
وبحسب إعلان النيات، تدعم الدول الـ3 وتُشجع مبادرة مشتركة لاستكشاف وتطوير الاستعمال المُستدام لإمكانات الرياح البحرية في البحر الأسود وبحر إيجه.
وبموجب هذا الإعلان، من المقرر أن تتقدم الدول الـ3 بصورة مشتركة للتعاون عابر الحدود في مشروعات الطاقة المتجددة في إطار برنامج مرفق ربط أوروبا (سي إي إف) الذي يحدد إطارًا للتعاون عابر الحدود في مشروعات الطاقة المتجددة بين الدول الأوروبية.

ويشمل التعاون بين بلغاريا واليونان ورومانيا تحديد معايير محددة لتطوير مناطق الطاقة البحرية في منطقة البحر الأسود.
وأشار إعلان النيات إلى أنه من خلال إدراج اليونان في المبادرة وتوسيع نطاق التعاون إلى منطقة بحر إيجه، سوف يصبح من الممكن رسم خريطة لإمكانات الرياح البحرية في جنوب شرق أوروبا ووضع أسس واضحة لتطوير إطار تنظيمي مُنسق للصناعة.
إنشاء تكتل إقليمي للهيدروجين
ينص إعلان النيات، الذي يعمّق التعاون بين بلغاريا واليونان ورومانيا، على إنشاء تكتل إقليمي للهيدروجين الأخضر، بمشاركة حكومية ومشغلي أنظمة النقل وأصحاب المصلحة في هذا القطاع المهم.
وستسعى الدول إلى تنفيذ مشروعات ربط عابرة للحدود بين دول القارة بموجب قواعد مرفق ربط أوروبا وإمكان إنشاء مشروعات مشتركة في هذا الصدد.
وسيعمل التكتل الاقليمي للهيدروجين الأخضر على تطوير مشروعات عابرة للحدود لتعزيز نشر الطاقات المتجددة، بما في ذلك طاقة الرياح والطاقة الشمسية، لدمجها في نظام إنتاج الهيدروجين الأخضر منخفض الانبعاثات لقطاعات الطاقة والصناعة والنقل، فضلًا عن تطوير بنية تحتية مخصصة لإنتاج الهيدروجين.
وينص الإعلان -أيضًا- على التعاون بين بلغاريا واليونان ورومانيا في صفقة خضراء ضخمة، تقضي بتطوير البنية التحتية لشحن السيارات الكهربائية عبر الحدود.
وقالت وزارة الطاقة البلغارية، إن تطوير المشروعات ذات الاهتمام الإقليمي والمجتمعي يهدف إلى تحقيق انتقال عادل لاقتصاد خالٍ من الكربون ومحايد للمناخ.
أوروبا والطاقة المتجددة
يتزايد اعتماد القارة الأوروبية على مصادر الطاقة المتجددة، بما يعزز جهود توليد الكهرباء النظيفة المستدامة واستبدالها بالوقود الأحفوري، ويُحقق أهداف الحياد الكربوني، وتعزيز أمن الطاقة.
وتقود أوروبا العالم في استعمال تقنيات الطاقة المتجددة، وتغطي الطاقة المتجددة في أوروبا قرابة 20% من إجمالي الطلب على الكهرباء المولدة في بلدان القارة العجوز، وتستهدف أوروبا توليد ما نسبته 42.5% من إجمالي الطلب على الكهرباء، باستعمال المصادر المتجددة بحلول نهاية العقد الجاري (2030)، وفقًا لما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وفي أكتوبر/تشرين الأول 2023، اعتمد مجلس الاتحاد الأوروبي الصيغة النهائية لتوجيه الطاقة المتجددة، الذي ينصّ على رفع حصة المصادر النظيفة وتسريع إصدار تراخيص المشروعات.
وتستهدف القواعد الجديدة القطاعات التي كان دمج الطاقة المتجددة فيها "أبطأ من غيرها"، مثل النقل والصناعة والمباني.