مع مطلع القرن التاسع عشر، أخذ الفيزيائي الانكليزي توماس يونغ والمشهور بحلّ شيفرة حجر رشيد ⁽²⁾ بشكل مستقل عن الفرنسي جان فرانسوا شامبويون لوحاً معتماً فيه شقان عموديان قريبان من بعضهما البعض ثم أضاء ضوءاً أحادي اللون. فإذا سلك الضوء سلوكاً موجياً، فإن كل شق سيعتبر مصدراً جديداً للأمواج، منتشراً بعيداً عن اللوح بما يشبه التموجات المركزية في بركة.
والصفة المميزة لهذه الموجات هي التداخل فموجتان متشابهتان تمران بالقرب من بعضهما، تقوي إحداهما الأخرى عندما تكون سعة الموجة أو قمتها متطابقة مع سعة الموجة الأخرى، وتلغي احداهما الأخرى إذا تطابق مرتفع الموجة مع منخفض الأخرى. راقب بركة الماء خلال سقوط المطر وسوف ترى التموجات من كل قطرة تنتشر في البركة وكذلك التداخل البناء والهدام لكل واحد من التموجات. ففي مسار الضوء يبرز شقا يونغ، والذي يتوسط شاشة بيضاء ثابتة ونلاحظ على الفور سلسلة من الخطوط العمودية المتناوبة المضيئة والمظلمة والشبيهة بالخطوط على لوحة الأسواق التجارية. نموذج التداخل يثبت بما لا يقبل الجدال ان الضوء هو موجة. وبما ان الضوء يتموج بين الشقين، فإما أن تقوّي إحدى الموجات بقية الموجات فيزداد الضوء إضاءة، أو تضعف احداها الأخرى فيخف الضوء. وفي تجربة الشق المزدوج، استطاع يونغ تحديد طول موجة الضوء. واكتشف أنها جزء من الألف من المليمتر – وهي أصغر بكثير من سماكة شعرة الإنسان – مما يفسر لماذا لم يفكر أحد من قبل بأن الضوء هو موجة.
وبعد قرنين لاحقين، فإن صورة يونغ للضوء والتي هي عبارة عن تموجات في بحر الفضاء تسود بقوة في تفسير كل الظواهر المعروفة بما فيها الضوء. لكن مع نهاية القرن التاسع عشر، بدأ الاضطراب، بالإضافة إلى أن القليلين لاحظوا في البدء صورة الضوء على شكل موجة، وصورة الذرة على شكل حبة صغيرة من المادة، فكان التناقض. والصعوبة تكمن في السطح البيني، أي المكان حيث يلتقي الضوء بالمادة.
 
_______________________________________
هوامش
(2) هو حجر اكتشف عام 1799 في رشيد بمصر يحمل نقوشاً متوازية باليونانية والهيروغليفية مما ساعد على حل رموز هذه الأخيرة.