تزامناً مع غمرة الأفراح التي تعيشها الأمة الإسلامية بولادة سراج الله، وثامن الحجج الأطهار، الإمام الرؤوف أبا الحسن علي بن موسى الرضا "عليه لسلام"، شهدت رحاب الصحن الكاظمي الشريف حفل تخرج (7) دورات قرآنية تخصصية، بحضور عضو مجلس الإدارة المهندس جلال علي محمد، ونخبة من الأساتذة والمهتمين بالشأن القرآني، وطلبة الدورات القرآنية وجموع من الزائرين الكرام.
استهل الحفل بتلاوة آيات من الذكر الحكيم شنّف بها اسماع الحاضرين أحد طلبة القراءة التحقيقية والإجازات الشرعية القارئ عبد الرزاق طلال الجميلي، بعدها كلمة الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة ألقاها عضو مجلس الإدارة المهندس جلال علي محمد بيّن فيها قائلاً: (نحتفي اليوم بمجاميع طيبة قد قطعت شوطا طويلا في الدورات القرآنية التي يقيمها مركز القرآن الكريم التابع لقسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة الكاظمية المقدسة.. تلك الجهود المباركة والطيبة التي لا بد أن تثمر.. وما أجمل أن تقطف الثمار في يوم ذكرى ولادة الإمام الرضا في هذه الرحاب الطاهرة من جوار أبيه الكاظم وولده الجواد "سلام الله عليهم أجمعين".
وأضاف: علينا أن نشعر بمسؤوليتنا تجاه كتاب الله العزيز وأولها العودة إلى القرآن الكريم وعدم هجرانه وترسيخ مفاهيمه ونشر علومه فقد ابتعد واقعنا كثيرا عنه للأسف الشديد.. علينا أن نتعلم ونقرأ ونتلو ونرتل ونطبق أحكامه وتعاليمه لأنه يهدي للتي هي أقوم.. وإن من أهم مقومات العمل القرآني هو خلوص النية والالتزام بما جاء في القرآن الكريم فبقدر ما كنا مع القرآن بقدر ما سيكون معنا إن شاء الله تعالى.
وختاما.. نبارك لكم هذا التخرج.. ولكن عليكم تقع مسؤولية ما تعلمتموه في نشره وتعليمه لمن تعذر عليه الوصول إلى دوراتنا القرآنية وعليكم مراجعة ما درستموه فآفة العلم النسيان ولا بد من تطوير قابلياتكم وتنمية مواهبكم وأن لا تتوقفوا عند حد معين.. وإن الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة ماضية بإذنه تعالى في خدمة القرآن والقرآنيين ولن تتوقف عن دعمها للدورات القرآنية). وكانت هناك كلمة لمركز القرآن الكريم ألقاها مديره الخادم عمار الموسوي قائلاً: (على مدى ثمانية أشهر تقريباً ومركز القرآن الكريم في العتبة الكاظمية المقدسة يعطي ثماره محتفياً بطلبته من مختلف مناطق بغداد وبعض المحافظات المجاورة من خلال دوراته التخصصية المستديمة بإشراف أساتذة أكفاء بعدد من التخصصات القرآنية منها في التلاوة والتجويد والتفسير والقراءة التحقيقية والإجازات الشرعية والنغم والمقامات بالطريقتين العراقية والمصرية والقراءة الصحيحة فضلاً عن دورات الحفظ (نساءً ورجالاً)، الحضورية منها والإلكترونية فضلاً عن الموسمية كالدورات الصيفية لطلبة الابتدائية والمتوسطة وغيرها، إذ بلغ عدد المستفيدين من تلك الدورات ما يقارب الــ(1000) طالب وما كان ذلك لولا الدعم المتواصل من قبل إدارة العتبة المقدسة المتمثلة بأمينها العام الدكتور حيدر حسن الشمري، وأعضاء مجلس الإدارة المحترمين الذين كان لهم الفضل الكبير في مسيرتنا القرآنية المباركة.
وها نحن اليوم نحتفي بثلة طيبة من طلبتنا الأعزاء، إذ بلغ عدد المتخرجين من الدفعة الأولى من دوراتنا القرآنية التخصصية (150) طالباً من كلا الجنسين، وبهذا نأمل أن يكونوا خير مصداق لقول النَّبِيِّ الأكرم "صلّى الله عليه وآله وسلم": «خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ وَعَلَّمَهُ»).
بعدها كلمة لمدرسي ومدرسات الدورات القرآنية التخصصية ألقاها عنهم الأستاذ حيدر سعد الكاظمي بيّن فيها قائلاً: (ونحن هنا بمحفل تخرج طلبة القرآن الكريم وعلومه الشريفة، نترفع عن الألقاب الدنيوية، ونلازم الشرف والفخر والارتقاء في خدمة القرآن الكريم، متبعين نهج الأئمة الأطهار "عليهم السلام" فخادم القرآن والعترة هو أجلّ لقب، وأرفع منصب، وأعلى درجات السمو العليا لمن أراد وجه الله والخدمة الحقيقية، فالشكر والتقدير لخدام القرآن الكريم والعترة كلّ من جناب الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة الدكتور حيدر الشمّري، وأعضاء مجلس إدارته الموقر).
ثم كلمة طلبة الدورة ألقاها عنهم الطالب عادل الشريفي جاء فيها قائلاً: (قضينا أوقاتاً في هذه الدورات المباركة فيها رضا الله ومن الإمامين الجوادين "عليهما السلام" إمضاء، وفي مرأى من بقية الله الأعظم "عجل الله فرجه الشريف"، لقد كانت أوقاتاً ليست من ساعات الدنيا ونحن الجالسون فيها بين تالٍ، وسامعٍ، ومستمعٍ، ومصغٍ لكتاب الله، فتعرف المشاركون فيها كيف يروضون ألسنتهم على الضبط الجميل للألفاظ وفنونها وفصاحتها وسمو بريقها لتقرع باب القلوب القاسية وتسقط عنها الذنوب.
ولا يسعنا إلا أن نتقدم بوافر الشكر والامتنان إلى الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة متمثلة بأمينها العام الدكتور حيدر حسن الشمّري وأعضاء مجلس إدارته الموقّر في النهوض بأعباء المسؤولية، ودعمهم للمسيرة القرآنية المباركة، ورعايتهم لتلك النخبة من الدفعة الأولى للدورات القرآنية التخصصية).
وتخلل الحفل مشاركة لفرقة إنشاد الجوادين إذ جادت بها حناجرهم بأجمل وأعطر كلمات الحب والولاء للإمام الرضا "عليه السلام" واختتم الحفل بتوزيع الشهادات التقديرية والهدايا على أساتذة الدورات وطلبتها من بركات الإمامين الكاظمين الجوادين "عليهما السلام".