الكاظمية المقدسة .. قِبلة بغداد، ومنبع من منابع العلم والفكر والثقافة ومحط أنظار الدارسين والمفكرين والباحثين، امتازت بصروحها الحضارية ومعالمها الفكرية والثقافية، فهي إحدى حواضر المعرفة الإنسانية في العالم الإسلامي، فخرج من بين جوانحها ومحلاتها وأزقتها الكثير من العلماء الذين قادوا الأمة إلى سبيل النجاة والقادة والمثقفين والشعراء والأدباء وأصحاب الفكر النير.
فمن منطلق المسؤولية بذلك التاريخ العتيد والحقب الزمنية لمدينة الكاظمية المقدسة أولت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة متمثلة بأمينها العام بخادم الإمامين الكاظمين الجوادين الدكتور حيدر حسن الشمّري، وأعضاء مجلس إدارته الموقّر اهتماماً بالغاً بهذا الإرث الحضاري، إذ شرع مركز الكاظمية لإحياء التراث في العتبة المقدسة وبالتعاون مع مركز إحياء التراث العلمي العربي في جامعة بغداد بإقامة ندوة علمية موسعة بعنوان: (الكاظميةُ مدينةُ العِلمَ والعُلماءِ)، في رواق سيدنا عبدالله بن عبد المطلب في الصحن الكاظمي الشريف بحضور نائب الأمين العام المهندس سعد محمد حسن وعدد من أعضاء مجلس الإدارة، وكوكبة من ممثلي الجامعات العراقية والمؤسسات العلمية البحثية، ونخبة الشخصيات الأكاديمية المهتمة بالشأن الكاظمي.
استهلت الندوة العلمية بتلاوة من الذكر الحكيم للقارئ ماهر فهد، بعدها كلمة ترحيبية للأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة ألقاها مدير مركز الكاظمية لإحياء التراث فضيلة الشيخ عماد الكاظمي، بيّن خلالها دور الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة ودعمها اللامحدود في تطوير جهود ونشاطات المركز وسعيها إلى إحياء التراث الإسلامي عموماً، والكاظمي خصوصاً.
أعقبها كلمة مديرة مركز إحياء التراث العلمي العربي في جامعة بغداد الأستاذ الدكتور آلاء نافع جاسم تقدّمت خلالها بالشكر والتقدير والامتنان إلى الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة لجهودها الحثيثة المباركة وإقامتها لهذه الندوات العلمية التخصصية، كما سلطت الضوء على مدى التعاون المشترك بين العتبة الكاظمية المقدسة، وجامعة بغداد، وأهمية دراسة تاريخ مدينة الكاظمية المقدسة، حيث أضحت هذه المدينة ساحة لتجذير مفهوم الثقافة الإسلامية والعربية الرصينة، لذا أصبح من الضروري تخليد تلك المواقف الحيّة، والحفاظ على هذا الموروث وتأصيله وذلك للإسهام في رفد الحركة العلمية الثقافية والفكرية والأدبية، وخدمة الطلبة الباحثين والدارسين والمتابعين للتراث الكاظمي.
بعدها بدأت الجلسة البحثية حيث استعرضت الأستاذ مساعد دكتور زينب كامل كريم في مركز إحياء التراث العلمي العربي/ جامعة بغداد ورقة بحثية بعنوان: (الأستاذ ناجي محفوظ وجهوده في إحياء التراث)، تلتها ورقة بحثية للباحث والمحقق المهندس عبد الكريم الدباغ بعنوان: ( المدرسة الحيدرية ودورها الفكري والثقافي في مدينة الكاظمية المقدسة)، بعدها قدّم الأستاذ مساعد دكتور أحمد عبد الواحد الحلفي مركز إحياء التراث العلمي العربي/ جامعة بغداد بحثه بعنوان: (الرحالة والمستشرقون ودورهم في إحياء تراث المشهد الكاظمي)، ثم استعرض خادم العتبة المقدسة في مركز إحياء التراث الباحث محمد حسن فيصل ورقة بحثية بعنوان: (قراءة في أرشيف الدكتور حسين علي محفوظ الخاص بمركز الكاظمية لإحياء التراث/ الدراسات التراثية المخطوطة أنموذجاً)، ثم قدّم الأستاذ الدكتور سعدي إبراهيم الدراجي في مركز إحياء التراث العلمي العربي/ جامعة بغداد ورقة بحثية بعنوان: (شاهد قبر معتمد الدولة القاجارية فرهاد ميرزا (ت 1305 هـ) في العتبة الكاظمية المقدسة ـ دراسة أثرية فنية)، وكانت هناك مشاركة لخادم العتبة الكاظمية المقدسة فضيلة الشيخ منير الكاظمي بورقة بحثية بعنوان: (آثار كاظمية في حفظ التراث الإمامي/ تأسيس الشيعة الكرام لعلوم الإسلام والشيعة الناجية أنموذجاً)، بعدها استعرض الدكتور علاء كريم فرحان رئيس بيت المسرح في الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق ورقة بحثية بعنوان: (تَشَكُّل الهوية في الثقافة الحضارية لمدينة الكاظمية المقدسة)، بعدها قدّم خادم العتبة الكاظمية المقدسة في مركز إحياء التراث الباحث سمير أموري رؤوف ورقة بحثية بعنوان: (الكاظمية في عيون الرحالة والمستشرقين)، أعقبه المساعد الدكتور حسين علي جبر التدريسي في كلية الإمام الكاظم/ ميسان بورقة بحثية بعنوان: (الدكتور جواد علي ودوره في الدفاع عن الفكر الشيعي). وشهدت الندوة العلمية إيجاز فوائدها ومداخلات من قبل السادة الحضور والمشاركين عكست مدى توجههم وتفاعلهم مع موضوعاتها التراثية القيّمة، واختتمت بتوزيع الشهادات التقديرية والهدايا على السادة الباحثين.
كما تخللت فعاليات الندوة العلمية إقامة معرض التراث الكاظمي عرض فيه مجموعة قيّمة من المخطوطات والوثائق والنفائس، فضلاً عن سلسلة من المطبوعات والمؤلفات لأعلام مدينة الكاظمية المقدسة وعُلمائها، ونتاجات قسم الشؤون الفكرية والثقافية، ومركز الكاظمية لإحياء التراث في العتبة الكاظمية المقدسة.