اختتمت عصر يوم الخميس (5 صفر 1442هـ) الموافق لـ(24 أيلول 2020م)، أعمالُ المؤتمر العلميّ الدوليّ الأوّل حول القرآن الكريم والفكر الاستشراقيّ المعاصر، الذي أقامته العتبةُ العبّاسية المقدّسة افتراضيّاً عبر منصّة (ZOOM) متمثّلةً بالمركز الإسلاميّ للدّراسات الاستراتيجيّة، وبالتعاون مع دار الرسول الأعظم(صلّى الله عليه وآله) التابعة لمركز العميد الدّولي للبحوث والدراسات فيها، تحت شعار: (إنْ هو إلّا ذِكرٌ وقرآنٌ مبين) وبعنوان: (القرآن الكريم في الدّراسات الاستشراقيّة المعاصرة.. مقارباتٌ نقديّة لموسوعة القرآن ليدن).
وقد شهد ختامُ المؤتمر إلقاء كلمةٍ للشيخ حسن الهادي مدير المركز الإسلاميّ للدّراسات الاستراتيجيّة فرع بيروت، كان ممّا جاء فيها: "أنّ المؤتمر انعقَدَ إلكترونيّاً بسبب الظروف الراهنة، بعد أن كان من المؤمّل أن يُعقد في كربلاء المقدّسة، وشاركت فيه مجموعةٌ من الباحثين من داخل العراق وخارجه من الدول الإسلاميّة: (لبنان، والعراق، ومصر، والجزائر، وتونس، وإيران، والمغرب، والسعوديّة)، وقد ناقش الباحثون في أوراقهم البحثيّة على مدار خمس جلساتٍ جوانب مضمونيّة ومنهجيّة عديدة من الموسوعة، منها: علميّة هذا العمل الاستشراقيّ والجانب المنهجيّ فيه، والملاحظ من خلال متابعتنا للمحاور والموضوعات ومنهجيّة البحث المعتمدة في هذه الموسوعة، وقوع قسم كبير من محرّري الموسوعة في مغالطات وأخطاء وإشكاليّات في المضمون، فضلاً عن عدم الموضوعيّة في كثيرٍ من الجوانب المنهجيّة المعتمدة في هذه الموسوعة".
وقد خرج المؤتمرون المشتركون بجملةٍ من التوصيات هي:
أوّلاً: إصدار البحوث المقدّمة في المؤتمر ضمن كتابٍ باللغة العربيّة وترجمة مادّةٍ علميّة مركّزة منها الى اللغة الإنكليزيّة، وإرسالها رسميًا الى المعنيّين بموسوعة القرآن الكريم (ليدن) ليطّلعوا على وجهة نظر الباحثين المسلمين والى طروحاتهم وأفكارهم.
ثانياً: توجيه الباحثين وحثّ المراكز البحثيّة والمؤسّسات التعليميّة والشخصيّات الجامعيّة والحوزويّة، على البحث النقديّ للموضوعات المطروحة في موسوعة القرآن (ليدن)، والعمل على إصدارها في سلسلة أبحاث ودراسات نقديّة وترجتمها الى اللغات الأُخَر لا سيّما اللغة الإنكليزيّة.
ثالثاً: مكاتبة رئيسة تحرير الموسوعة السيّدة جين دمن ماك أوليف وعرض الملاحظات العلميّة، التي وردت في بحوث هذا المؤتمر من النواحي المضمونيّة والمنهجيّة والفنّية بعد استخراجها وتبويبها وتصنيفها، ودعوتها الى الالتزام بما التزمت به في مقدّمة الموسوعة من استعدادٍ دائم للتطوير والمراجعة في الطبعات اللّاحقة، فإنّ الموسوعة مدعوّة فعليّاً لهذه المراجعة؛ لعلّها تحقّق هدفها في جعل القرآن متاحاً للفهم الصحيح من قِبل الإنسان شرقيّاً كان أم غربيّاً.
رابعاً: تفعيل المشاريع البحثيّة الموسوعيّة التأصيليّة الإسلاميّة المرتبطة بتفسير القرآن الكريم وعلومه والدراسات القرآنيّة، وتشجيع الباحثين المسلمين المتخصّصين ودعمهم للانخراط في هذه المشاريع وإصدارها ضمن سلسلة أعمال مشتركة باللّغة العربيّة واللّغات الأوربيّة الأُخَر.
خامساً: تركيز الاهتمام على رصد الحركة العلميّة والبحثيّة في مجال الدراسات الاستشراقيّة للقرآن الكريم وعلومه وتطوّراتها في العقود الأربعة الأخيرة، والعمل على رصدها ونقدها.
سادساً: تحليل الأولويّات في مجال رصد الدراسات الاستشراقيّة للقرآن الكريم والبحث فيها وتقويمها ونقدها.
سابعاً: ترجمة ما يحتاج الى ترجمةٍ من الدراسات والكتب والأبحاث الاستشراقيّة للقرآن الكريم عن اللغات الأوروبيّة الأم، ولا سيّما الألمانيّة والفرنسيّة والإنكليزيّة بهدف إتاحتها للنقد والتقويم أمام الباحثين.
ثامناً: تفعيل التواصل العلميّ والبحثيّ مع المراكز البحثيّة والمؤسّسات التعليميّة الجامعيّة الغربيّة، بصدد توجيهها نحو المرجعيّات الإسلاميّة الأصيلة في تفسير القرآن الكريم وعلومه، والمنهجيّات والآليّات المعتمدة في دراسة القرآن وفهمه، ورفدها بلوائح من أسماء الباحثين المسلمين المعاصرين المتخصّصين في مجال تفسير القرآن وعلومه.
تاسعاً: متابعة عقد مؤتمراتٍ أُخَر وندوات علميّة بشكلٍ دوريّ، تتناول تقويم ونقد ما ينتجه الغربُ المعاصر من دراساتٍ ترتبط بالقرآن الكريم.
عاشراً: التعاون مع المراكز البحثيّة والمؤسّسات التعليميّة الجامعيّة والحوزويّة في تعزيز البحث في مجال الدراسات الاستشراقيّة للقرآن الكريم، وتطويره من خلال إقامة أنشطة بحثيّة وعلميّة مشتركة مع مؤتمراتٍ وندواتٍ ومهرجانات وورش تأهيليّة للباحثين وحلقات بحثيّة، ومؤلّفات تتناول موضوعات وتحدّيات معاصرة وحديثة الارتباط في مجالات البحث في الدراسات الاستشراقيّة للقرآن الكريم.وفي الختام قدّم الشيخ حسن الهادي شكره الى جميع المشاركين والقائمين على المؤتمر، الذين عملوا على إنجاحه بالرغم من بُعْد المسافة بسبب الظرف الراهن
وفي الختام قدّم الشيخ حسن الهادي شكره الى جميع المشاركين والقائمين على المؤتمر، الذين عملوا على إنجاحه بالرغم من بُعْد المسافة بسبب الظرف الراهن.