مدينة الكاظمية المقدسة .. هي إحدى حواضر المعرفة الإنسانية في العالم الإسلامي، ومنبع من منابع العِلم والفكر والثقافة ومحط أنظار الدارسين والمفكرين والباحثين، حين خَرَجَ من بين جوانحها ومحلاتها وأزقتها الكثير من الفطاحل والعلماء والشعراء والمثقفين الذين قادوا الأمة نحو سبيل النجاة، إذ عَقَدَ المجلس الثقافي في مكتبة الجوادين العامة في العتبة الكاظمية المقدسة عصر الخميس 2 كانون الثاني 2020 ندوته الخامسة عشر بعد المائة بعنوان: ( جوانب مُشرقة في تراث الكاظمية المقدسة )، بحضور نخبة طيبة من الشخصيات الدينية والعلمية والبحثية والأكاديمية وعدد من المهتمين بالشأن الثقافي.
افتتحت جلسة الندوة بتلاوة أيٍ من كتاب الله العزيز شنّف بها أسماع الحاضرين قارئ العتبة المقدسة السيد عبد الكريم قاسم، بعدها استعرض الدكتور علي حسين الطائي بحثاً بعنوان: ( الوعي السياسي في الكاظمية المقدسة ) بيّن خلاله دور المدينة المقدسة ومواقفها تجاه الأحداث السياسية التي مرّت بها البلاد خلال الحُقب الزمنية المتعاقبة.
كما قدّم الأستاذ محسن العارضي ورقة بحثية عن الدور العلمي لمدينة الكاظمية المقدسة مستشهداً بقول العلامة الدكتور حسين علي محفوظ (الكاظمية .. إنها مدينة علم وأدب)، وأشار إلى أشهر مدارسها ومنها مدرسة السيد محسن الأعرجي، ومدرسة السيد آل حيدر، ومدرسة الزهراء، وحوزة آل الصدر، وحوزة الشيخ مرتضى آل ياسين والشيخ حسن آل ياسين وغيرها فضلاً عن حلقاتها العلمية ومكتباتها، ومجالسها الفكرية والثقافية.
تلتها ورقة بحثية للباحث الأستاذ سمير الخزعلي بعنوان: ( الكاظمية في عيون الرحالة والمستشرقين )، ثم قدّم الأستاذ صباح السعدي عرضاً موجزاً عن نفائس مدينة الكاظمية ومقتنياتها، وكذلك قدّم الأستاذ صلاح الدين سلمان ورقة بحثية بيّن خلالها جوانب من التراث الكاظمي.
كما تخلّلت الندوة مشاركة للشاعر الأديب عبد الهادي صادق بقصيدة مطلعها:
عام مضى وجديد حل في وطني *** رحماك يا رب أبعده من الفتن
أعقبتها مشاركة للشاعر السيد محسن حسن الموسوي، حيث أجاد بقصيدة رائعة لمناسبة ذكرى ولادة آية الصبر السيدة الحوراء زينب "عليها السلام" مطلعها:
بنتَ الرسالةِ، يا شعاع النورِ *** خَضَعَ الزمانُ لصوتك المسطورِ
واختتمت الجلسة بمداخلات ومناقشات من قبل السادة الحضور أثرَت الندوة من حيث الطرح والحوار.