المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية
Untitled Document
أبحث في الأخبار


كلمة الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة لمناسبة ذكرى ولادتي أبو الأئمة وجوادهم "عليهم السلام"


  

1675       07:28 مساءً       التاريخ: 22-3-2019              المصدر: aljawadain
بسـم الله الرحمـن الرحيـم الحمدُ لله ربِّ العالمينَ والصلاةُ والسلامُ على الصادقِ الأمينِ المبعوثِ رحمةً للعالمينَ وعلى آلِهِ الطيبين الطاهرينَ. الجمعُ الكريمُ.. الحضورُ المباركُ.. مع حفظِ الألقابِ والمقاماتِ...السلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاته...
بودِّي أولاً ونحنُ نجتمعُ اليومَ وإياكمْ في الرحابِ الفسيحةِ لجنَّةِ اللهِ في الأرضِ وفي فيءِ الأعتابِ المقدسةِ، متنسِّمينَ عبقَ الجوادينِ (عليهما السلام) أن أتوجّه إليهما بالتهنئة وإلى حفيدهما صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه) ومراجعنا العِظام والعالم الإسلامي بولاداتِ الأكرمينَ مولدِ سيدِ الموحّدينَ وأميرِ المؤمنينَ عليِّ بن أبي طالبٍ وحفيدِهِ بابِ المرادِ الإمامِ محمدٍّ الجوادِ (عليهما السلام)، غابطاً فيكم هذا الذوبانّ في حبِّ الإمامينِ (عليهما السلام) ومتمنياً لكم عمراً مديداً وعامراً ومدراراً بخدمتِهما.. كما أرجو منه سبحانه أن يتقبّلَ عملَكم بقبولٍ حَسنٍ، وأن يجعلَهُ تعالى لكم زاداً في رحلةِ الطريقِ الطويلِ، وذخراً يوم الفقرِ والفاقةِ والعَوزِ، إنه سميعٌ مجيب.
أخواني الأعزاء:
مع تقادمِ الأزمانِ، تعاودُنا في شهرٍ تعلوهُ غرةٌ غرّاءُ وهو شهرُ رجبٍ الأصبِّ، وقائعُ باسقاتٌ، حيث ولادةُ إمامِ المتقينَ وحفيدِهِ جوادِ العترةِ الهاديةِ (عليهما السلام). فمن المناسبِ جداً أن لا ينحصرَ الاحتفالُ بهاتينِ المناسبتينِ البهيَّتينِ في زاويةِ الثناءِ والإطراءِ الذي لا يؤدّي أي خدمةٍ لمنطقِ الوعي الإسلامي، أو أن ننظرَ إلى الولادتينِ الميمونتينِ على أنَّهما مجردُ استرجاعٍ لذكرى طيّبةٍ من دونِ أن نُدركَ مغزاهما الإنساني. فولاداتُ الأئمةِ الأطهارِ (عليهم السلام) هي نقاطٌ مضيئةٌ في حياتِنا يجبُ أن لا نمرَّ بها مروراً سطحياً، لذلك باتَ من اللبِّ أن نجعلَ من هذهِ المناسباتِ الروحيةِ محطّاتٍ للتزود بالزاد، وباعثاً ذاتياً يُحرّكُ فينا الصمودَ والجهادَ، ويقلبُ بوارَ نفوسِنا جناناً، وذلك يكون بعد أن نَعِيَ قيمتَها ونُحسنَ استثمارَها ونستلهمَ من هديِها. فالعِبرةُ التي يجبُ أن نخرجَ بها من هذا الإحياءِ والاحتفاءِ في حاضرِنا الراهنِ ونحنُ نعيشُ هذهِ الأوضاعَ المضطربةَ، حيث تشتدُّ حملةُ الإرهابِ المسعورةُ على الطليعةِ المؤمنةِ والبقيةِ الصامدةِ، هو أن نتابعَ خطواتِ أصحابِ هذه الذكرى في الدفاعِ عن بيضةِ الإسلامِ، وأن نجعلَ من جهادِهم رائدَنا في كفاحِنا ونضالِنا اليوم ضد أعدائهم.
أعزاءَنا الحضور:
علينا أنْ نتَّخذَ من مبدأ الإمامينِ (عليهما السلام) صاحبَيْ هذه الذكرى المباركة وسيلةً للثباتِ على المبدأِ وحبِّ أهلِ البيتِ الميامينَ مهما كلَّفَنا هذا الثباتُ وهذا الحبُّ من تضحية. ولا أريدُ الاسترسالَ في هذا الموضوعِ، ففيكم الكفايةُ في الرؤيةِ وأنتم أهلُ الفكرِ والنظرِ، ولكن حسبُنا أن ننظرَ إلى جميلِ الدرسِ الذي ألقاهُ رسولُ اللهِ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لنا عبرَ حوارِهِ الرائعِ مع (ثوبانَ) ذلك الرجلِ الذي استفهمَهُ عن موعدِ الساعةِ، عندما قال: بأبي أنت وأمي يا رسولَ اللهِ متى قيامُ الساعة؟ فقالَ رسولُ اللهِ (صلّى الله عليه وآله وسلّم): ما أعددتَ لها إذ تسألُ عنها؟ قال: يا رسولَ اللهِ ما أعددتُ لها كثيرَ عملٍ إلّا أني أُحبُّ اللهَ ورسولَهُ، فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): وإلى ماذا بلغَ حبُّكَ لرسولِ اللهِ (صلّى الله عليه وآله وسلّم)؟ قال: والذي بعثَكَ بالحقِّ نبياً إنّ في قلبي من محبتِكَ ما لو قُطِّعْتُ بالسيوفِ، ونُشِرْتُ بالمناشيرِ، وقُرِّضْتُ بالمقاريضِ، وأُحْرِقْتُ بالنيرانِ، وطُحِنْتُ بأرْحاءِ الحجارةِ، كان أحبَّ إليَّ وأسهلَ عليَّ من أن أجِدَ لكَ في قلبي غِشّاً أو غِلّاً أو بُغْضاً لأحدٍ مِن أهلِ بيتِك، وأحبُّ الخلقِ إليَّ بعدك أحبُّهم لك، وأبغضُهم إليَّ مَن لا يحبُّك ويبغضُك.. فقال (صلّى الله عليه وآله وسلّم): أبشِرْ فإنّ المرءَ يومَ القيامةِ مع من أحبَّهُ، يا ثوبانُ: لو كان عليك من الذنوبِ مِلءَ ما بين الثرى إلى العرشِ لانحسرتْ وزالتْ عنك بهذهِ الموالاة..
فما علينا إلا أن نطيلَ النظرَ في هذه الرواية التي اكتنزتْ بالعِبرِ حتى يتعمقَ مفهومُها بدواخلِنا وينطلقَ منها عملُنا، إذ نرى أنَّ (ثوبانَ) لم يَرجِعْ خائباً لِمَا تشوّقَتْ نفسُهُ إليه، وصارَ مسروراً بغنيمةِ الحبِّ والموالاةِ لرسولِ اللهِ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأهلِ بيتِهِ الميامينَ (عليهم السلام)، وهذا الحبُّ راسخٌ ومتجذِّرٌ لا يزاحمُهُ أيُّ حبٍّ آخرَ. لذلك لا يشوبُ قلبَهُ شكٌّ في ذاتِ اللهِ تعالى أبداً، فنجدُهُ ثابتَ الجَنانِ راسخَ الإيمانِ شديدَ اليقينِ حتى أضحى عندَهُ بترُ السيوفِ ونَشْرُ المناشيرِ وقرضُ المقاريضِ وحرقُ النيرانِ.. أحبَّ إليهِ من الإعراضِ عن الرسولِ والعترةِ الهاديةِ (صلواتُ الله عليهم أجمعين). ومن هذا القبيلِ وعلى هذا السبيلِ، فليكُنْ ثباتُنا على حبِّ أهل البيت(عليهم السلام) وموالاتِهم كما كان في (ثوبانَ). وإذا نظرنا إلى مفردةِ الحبِّ نظرةً فاحصةً نجِدُها تنطوي على مفهومِ الطاعةِ المطلقةِ للحبيبِ، وهذه حقيقةٌ قرآنيةٌ، حيث قال تعالى في سورةِ آل عمرانَ: (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)، وتلك الحقيقةُ راسخةٌ حتى في أدبياتِ الإنسانِ فما أشهرَ القولَ: (إن المحبَّ لمن أحبَّ مطيعُ). فالحبُّ لأهلِ البيتِ الميامينَ (عليهم السلام) لوحدِهِ لا يُجدي نفعاً إذا لم ينمِّهِ إيمانٌ ويُترجمْهُ عملٌ ويبرمِجْهُ سلوكٌ، فالآصرةُ القلبيةُ والرابطُ العاطفي الذي يربطُنا بأهلِ البيتِ (عليهم السلام) يجبُ أن يُكلَّلَ بالعملِ الواعي والشعورِ العالي حتى نكونَ بمستوى الالتزامِ الصحيحِ والعملِ بنهجِهم النيِّرِ، فيجبُ أن يصِلَ حبُّنا إلى أعماقِ النفوسِ ويتجذَّرَ فيها ليترجِمَ أعمالَنا على جوارحِنا في طاعةِ المحبوبِ، وما يترتبُ على ذلك الحبِّ من إصلاحٍ على مستوى السلوكِ والروحِ، فلا يكونُ حباً سطحياً. ومن أجلِ هذا، علينا أن نربّيَ أنفسَنا وأهلينا وذوينا ومحيطَنا على تحسينِ الحَسنِ ودعاتِهِ وتقبيحِ القبيحِ ودعاتِهِ لنتجِّهَ وبصورةٍ متزنةٍ عاطفةً وعقلاً إلى اللهِ تعالى. والجديرُ ذكرُهُ أنَّ أدنى المراتبِ في سُلَّمِ الحبِّ لآلِ البيتِ (عليهم السلام) هي استلهامُ فكرِهِمْ والتزوّدُ من علومِهم والسيرُ في ركابِهم. وأعظمُ الرُتبِ في السُلَّمِ ذاتِهِ هي الثباتُ على نهجِهم والذودُ عن حياضِهم.
وفي الحاضرِ المعاشِ رأيْنا ولمسْنا أحدَ مصاديقِ العِشقِ والحبِّ العميقِ لصاحبِ الأمرِ قولاً وفعلاً، مضموناً ومصداقاً عبرَ تقديمِ المؤمنينَ المرابطينَ للتضحياتِ بمواجهتِهم للهجمةِ الإرهابيةِ التي تعرَّضَ لها العراقُ، ليجودوا بالنفسِ ويبذلوا النفيسَ، ممتثلينَ لأمرِ نائبِ إمامِهم–بالنيابةِ العامةِ- السيدِ عليِّ الحسيني السيستاني (أطالَ اللهُ في عمرِهِ وأمْتَعَ المؤمنينَ ببركةِ وجودِهِ).
وفي الختامِ، لا يَسَعُنا إلّا أن نرفعَ أكفَّ الضراعةِ ونبتهلَ لَهُ سبحانَه وتعالى بتعجيلِ الفتحِ الذي يعيدُ عبقَ الروحِ للدينِ الذي يسعى أعداؤُه إلى اندراسِهِ، ونطلقَ آهاتِ الاستغاثةِ: (اللهمَّ إنّا نشكو إليكَ فَقْدَ نبيِّنا (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وغيبةَ إمامِنا، وكثرةَ عدوِّنا، وقلَّةَ عددِنا، وشدَّةَ الفتنِ بنا، وتظاهرَ الزمانِ علينا، فصلِّ على محمدٍ وآلِ محمد، وأعِنّا على ذلك بفتحٍ منكَ تعجلُهُ، وضُرٍّ تكشفُهُ، ونصرٍ تُعزُّهُ، وسلطانِ حقٍّ تُظهرُهُ، ورحمةٍ منك تُجللناها، وعافيةٍ منك تُلبسُناها برحمتِك يا أرحم الراحمين).
أشكركم على تشريفكم بالحضور والشكر موصول لخدّام الإمامين الجوادين (عليهما السلام).
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين...


Untitled Document
حسن السعدي
الصوت: دراسة فيزيائية
علي الحسناوي
هل تجوز إحالة الموظف الى التقاعد بناء على طلبه إذا...
منتظر جعفر الموسوي
التضخم الاقتصادي عبر التاريخ والدروس المستفادة
د. فاضل حسن شريف
اشارات قرآنية من كتاب فقه الإمام الصادق للشيخ مغنية (ح...
أنور غني الموسوي
سبب رفع كلمة (الصابئين) في قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ...
د. فاضل حسن شريف
اشارات قرآنية من كتاب فقه الإمام الصادق للشيخ مغنية (ح...
منتظر جعفر الموسوي
الموازنة العامة : ادوارها وانواعها ومراحلها
طه رسول
الأسبرين الدواء قديم بأسرار كيميائية
أنور غني الموسوي
التسقيط والارهاب الفكري والقتل المعنوي
حسن الهاشمي
الآثار الوضعية للذنوب... النجاة في اتباع السبيل...
أنور غني الموسوي
بيان الله تعالى في القرآن الذي يبين كل شيء
د. فاضل حسن شريف
(لا تلفظ اللام الشمسية بعد لام الجر) في كلمة للناس في...
أنور غني الموسوي
الدليل العقلي والفلسفي القرآني على وجود الله تعالى...
نجم الحجامي
صحابة باعوا دينهم -9 [ الحتات بن يزيد بن علقمة ]