ان المصيبة التي مرّت علی أبي الأحرار الإمام الحسين وأهل بيته وأصحابه "عليه السلام"، كانت ولا تزال ولن تزول، أعظم من أن تمرّ علی قلب إنسان فلا يخشع لها، أو تتمثّل في خاطره فلا تعتصر عينه بدموع الأسی، أو تُروی علی مسامعه فلا تحرّك مشاعره الإنسانية، وإحياء لهذا المصاب الجلل حضر وفد العتبة الكاظمية المقدسة مجالس العزاء المُقامة في دار المرحوم حاتم العبادي، حيث شهدت تلك المجالس استضافة خطيب المنبر الحسيني فضيلة الشيخ علي الأبيض ليتحف الحضور بسلسلة من المباحث الدينية القيّمة مستعرضاً فيها شذرات من السيرة المباركة للإمام الحسين "عليه السلام" وحادثة كربلاء التي مضى عليها أكثر من 1379 عاماً، وعطاءه "عليه السلام" يوم العاشر من محرم حين عانق صعيد الطفوف، واسترسل جسده الطاهر ممتداً علی بطاح کربلاء، ويجري من شريان عنقه شلّال الدم المقدّس.
كما أشار فضيلته إلى بعض المواقف الخالدة لأنصاره "عليهم السلام" عندما اعتلوا أعلى درجات الإيمان واليقين وفازوا بالشهادة، أولئك الأبطال الذين لم ولن يلد الزمان بمثلهم في الذود عن الدين والعقيدة، حين جسّدوا الملامح العقائدية الخالصة بصدق المواقف في ولائهم للإمام الحسين "عليه السلام" حتى كأن قلوبهم قد خَلَت من كلّ حبّ إلا حبّ الحسين فكانوا بحق كما وصفهم "عليه السلام": (إني لا أعلم أصحاباً أولى ولا خيراً من أصحابي ولا أهل بيت أبر وأوصل من أهل بيتي فجزاكم الله عني جميعاً خيراً).
تجدر الإشارة أن هذا المجلس يُعقد في الساعة التاسعة والنصف مساءً لغاية يوم الثاني عشر من شهر محرم الحرام.