التقى موقع العتبة المقدسة بأمينها العام الأستاذ الدكتور جمال عبد الرسول الدبّاغ حول باب صاحب الزمان"عجل الله تعالى فرجه الشريف" ، وفيما يأتي تفاصيل اللقاء:
قبل الدخول في الموضوع، كيف تنظرون إلى تسمية هذه الباب بـ (باب صاحب الزمان)؟
ابتداءً نحن لم نأتِ بشيء جديد بل الاسم موجود منذ وجود هذه الباب وسنتحدث لاحقاً عن البُعد التاريخي، فضلاً عن استخدام هذا الاسم في المخاطبات الرسمية لديوان الوقف الشيعي والعتبة المقدسة، وما جرى هو إعادة تثبيت الاسم كما هو معروف وشائع ومتداول.
ومن الواضح شرف التسمية حيث لا تسمية أشرف منها، وأي عنوان يمكن أن يتطاول ليزاحم هذا العنوان المقدس؟!!! انه صاحب الأمر، وصاحب الزمان، وبقية الله في أرضه ومَن يكون خلاص العباد على يديه "عجل الله فرجه الشريف". كلّ الموجودات تحت نظره الشريف، والصحن الكاظمي الشريف مكان أجداده، وهو وريث محمد وآل محمد (صلوات ربي وسلامه عليهم أجمعين) لا حرمنا الله تعالى من ألطافه وشفاعته وشفاعة آبائه وأجداده الطاهرين، وحيث أننا منظورين منه (عليه السلام) فعلينا إدخال السرور إلى قلبه الشريف ونعوذ بالله أن نكون من أسباب ألمه، وحينما نقول (أرواحنا لتراب مقدمه الفداء) فلا بد من مصاديق، ومن يقدّم روحه لإمامه تصبح بقية الأشياء أسهل عليه.
سؤال/ ما هو عمر السور الحالي للصحن الشريف؟
الجواب/
بدأ العمل في المشهد الكاظمي سنة 1207 هـ (وتقابل سنة 1793م) تنفيذاً لأوامر آقا محمد شاه القاجاري (رأس الملوك القاجارية) بإكمال ما بدأه الصفويون في هذا المشهد المقدس، ومن تلك الأعمال تأسيس صحن واسع يحف بالحرم من جهاته الثلاث: الشرقية والجنوبية والغربية، ويتصل الجامع الكبير (الصفوي/ الجوادين الآن) بالحرم من جهته الشمالية، وتم تخطيط الصحن بمساحته الموجودة اليوم، وابتياع سائر الدور الواقعة داخل المخطط، وصُرفت أموال طائلة لإرضاء مالكي تلك الدور. ويُروى أنه كان يدور حول هذا الصحن الجديد سور من الطابوق والجص يبلغ ارتفاعه نحواً من خمسة أمتار وعرضه بحدود متر ونصف المتر، وفيه من جهته الداخلية إيوانات صغيرة.
الأمر المهم هنا أنه ليس لدينا أية معلومة تاريخية موثقة عن (عدد الأبواب) التي ضمّها هذا السور الأول، وأين كانت (مواقعها)؟!!
وأما العمارة الحالية التي تمت قبل (138) عاماً فقد تطوّع الأمير فرهاد ميرزا القاجاري (عم ملك إيران ناصر الدين شاه) للإنفاق على تجديد بناء الصحن الشريف، ووكّل اثنين من تجار الكاظمية الأخيار هما الحاج عبد الهادي والحاج مهدي الاستراباديان للقيام بهذه المهمة وأذن لهما بالتصرف المطلق، وكان مما اشتمل التعمير عليه تشييد سور مرتفع للصحن الشريف يتكون من طابقين: يشتمل الأرضي منهما على حجر وإيوانات صغيرة، أما الطابق الثاني فهو عبارة عن سطوح الطابق الأول وسياج يرتفع عالياً من الجهة المباشرة لخارج الصحن الشريف، وقد بدأ العمل في عمارة الصحن يوم 17 ذي القعدة 1296هـ (2 تشرين الثاني 1879م) وتم بجميع ما فيه في 17 ربيع الأول 1301هـ (16 كانون الثاني 1884م)، وبلغت مصاريف التعمير مائتي ألف ليرة عثمانية. وما زالت عمارة هذا السور قائمة على حالها منذ شُيّدت في سنة 1301هـ.
وأشار الشيخ راضي آل ياسين (قبل أكثر من 100 عام) إلى أن للصحن الكاظمي (سبعة) أبواب، مختلفة الحجم، هي مداخل الصحن من أطرافه الأربع، ومن زاويتيه:
أولاً/ الصحن الشرقي ويُعرف بصحن المراد له ثلاثة أبواب:
1. باب المراد، يقع مقابل باب الحرم المطهر.
2. باب الفرهادية (نسبة إلى فرهاد ميرزا باني الصحن)، يقع في الزاوية الشمالية الشرقية.
3. باب يقع في أواسط عرض صحن المراد من جهة الشمال. (يُعرف بباب السقا أو الجواهرية)
ثانياً/ الصحن الجنوبي ويُعرف بصحن القبلة له بابان:
4. باب القبلة، يقع مقابل باب الحرم المطهّر من تلك الجهة.
5. باب الصافي، يقع في الزاوية الجنوبية الغربية.
ثالثاً/ الصحن الغربي ويُعرف بصحن قريش له بابان:
6. باب صاحب الزمان "عجل الله فرجه الشريف"، يقع مقابل باب الحرم في الطارمة الغربية.
7. باب يقع في أواسط صحن قريش من جهته الشمالية. (يُعرف بباب قريش)
وذكر الشيخ محمد حسن آل ياسين (قبل أكثر من 50 عام) عند الحديث عن أبواب الصحن الشريف الأبواب السبعة نفسها، ومنها:
- الباب الكبير الواقع في الوسط، ويُسمّى "باب صاحب الزمان (عج)" تعلوه كتابات من الداخل والخارج.
(يُنظر لطفاً كتاب تاريخ الكاظمية للشيخ راضي آل ياسين، وكتاب تاريخ المشهد الكاظمي للشيخ محمد حسن آل ياسين)
سؤال/ هل من مصادر تاريخية توثّق تسمية باب صاحب الزمان"عجل الله فرجه الشريف" ؟
الجواب/
نشرت مجلة منبر الجوادين التي تصدر عن العتبة المقدسة في عددها (119) ملفاً كاملاً يضم المصادر التاريخية من كتب ورسائل ماجستير ومجلات وبعض مواقع الانترنيت، وتجدون المجلة في موقع العتبة المقدسة على الرابط:
رابط مجلة منبر الجوادين عدد 119
وكان هناك مستدرك على الملف في العدد (123) تجدونه على الرابط:
رابط مجلة منبر الجوادين عدد 123
والملاحظة المهمة جداً أن من الواضح لمن يطلّع على هذه المصادر يجد أنها تمتد زمنياً الى أكثر من (100) سنة، ومن المؤكد أن مؤلفيها كانت لهم الدراية بما سجّلوا، وأثبتوا ما هو معروف في زمن التأليف مما شاهدوه بأنفسهم ولا يمكن أن يسجّلوا أية معلومة لا تقوم على أساس معتبر، ويُضاف إلى ذلك أن المؤلفين من المشاهير ومنهم مَن هو مِن العلماء الأعلام في الكاظمية المقدسة القريبين من الصحن الشريف وشؤونه وأئمة الجماعة فيه، مِن الذين تُؤخذ منهم معالم الدين والعقيدة والتاريخ، فلا يمكن التشكيك في أنهم لم يكتبوا اسم هذا الباب إلا بما شاع بين الناس وتسالموا عليه، وبذلك فإن ما أوردوه (دراية) لا (رواية).
سؤال/ ماذا عن تسمية بقية الأبواب في الجهة الغربية للصحن الشريف؟
الجواب/ بعد إعادة تثبيت اسم باب صاحب الزمان "عجل الله فرجه الشريف" أصبحت تسمية بقية الأبواب مرتبطة به (عليه السلام)، فباب باسم جدّه الإمام علي الهادي (عليه السلام)، وباب باسم أبيه الإمام الحسن العسكري (عليه السلام)، وباب باسم أمّه السيدة نرجس (عليها السلام)، وباب باسم عمّه السيد محمد ابن الإمام علي الهادي (عليهما السلام)، وباب باسم عمّة أبيه السيدة حكيمة بنت الإمام محمد الجواد (عليهما السلام).
سؤال/ متى تم آخر إعمار لباب صاحب الزمان "عجل الله فرجه الشريف" ؟
الجواب/
أولا: الصيانة/ صدر أمر إداري ذي العدد (هـ/ 1230) في 8/ 10/ 2007 بتوقيع مدير عام دائرة الشؤون الهندسية في ديوان الوقف الشيعي بتشكيل لجنة لغرض الصيانة و(كما ورد نصّاً):
"صيانة باب صاحب الزمان (عج) في العتبة الكاظمية المقدسة".
ثانياً: التغليف بالعين كاري/ حيث تم بتاريخ 13/ 5/ 2009 توقيع عقد بين الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة والمقاول السيد عدنان جواد كاظم، وموضوع العقد (كما ورد نصّاً):
(عقد مقاولة مشروع تغليف باب صاحب الزمان (عج) وباب العسكريين (ع) بالعين كاري).
سلام عليك يا صاحب الزمان يا بقية الله في أرضه وحجته على عباده ما دامت السماوات والأرض ورحمة الله وبركاته.