المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

هدروفون hydrophone
16-3-2020
علاقة الاقتصاد المعرفي بالمتغيرات الاقتصادية
19-1-2022
النظر
29-9-2016
Robert Grosseteste
25-10-2015
اضافة الماء Hydration
19-8-2018
موقف الفقه و التشريع المقارن من التسجيلات الصوتية المتحصلة عن طريق الهواتف النقالة
7-1-2022


محمد بن يحيى الرَباحي  
  
3684   03:08 مساءً   التاريخ: 2-3-2018
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج4، ص261-263
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-2-2018 2970
التاريخ: 26-06-2015 3435
التاريخ: 21-06-2015 1801
التاريخ: 2-3-2018 2708

 

هو أبو عبد اللّه محمد بن يحيى بن عبد السلام الأزديّ الأندلسيّ الرباحيّ (1)، أصله من جيّان و منزله في قرطبة. «و كان يعرف بالقلفاط أيضا» (بغية الوعاة ١١٣) .

رحل إلى المشرق و أخذ في مصر عن أبي جعفر بن النحّاس (٢٣٨ ه‍) كتاب سيبويه، و عن ابن ولاّد (ت ٣٣٢ ه‍) ، و كان ابن ولاّد يهتمّ أيضا بسيبويه و له كتاب «تفسير أبيات (شواهد) سيبويه» .

و عاد الرباحيّ إلى قرطبة و تصدّر للتدريس و أقرأ كتاب سيبويه فكثر الملتفّون حول حلقته لبراعته و لطريقته المبتكرة في إقراء النحو.

و كانت وفاته في رمضان من سنة 358(صيف 969 م) .

كان الرباحيّ بارعا في علم النحو مقتدرا في نظم الشعر على النهج العربي البدويّ. له أرجوزة في رثاء أحمد بن موسى بن حدير (2) أوغل في بنائها على مذهب العرب و في الخروج فيها عن مذهب المحدثين فلم يرضها العامّة.

و كان الرباحيّ قد طالع كتب علماء الكلام و نظر في كتب المنطق فبرع في الاحتجاج و في سياقة الأدلّة حتّى كان يجادل الفقهاء و الأطبّاء و أهل التنجيم - و ليس ذلك كلّه من اختصاصه-فيجول معهم في دقائق صناعاتهم و ربّما غلبهم بالحجّة. و استفاد الرباحيّ من هذه الخاصّة في نفسه فكان يعقد مجلسا للمناظرة (في النحو) في كلّ جمعة. «و لم يكن عند مؤدّبي العربية و لا عند غيرهم، ممّن (3)عني بالنحو، كبير علم حتّى ورد الرباحيّ عليهم. و ذلك أن المؤدّبين إنّما كانوا يعانون إقامة الصناعة في تلقين تلاميذهم العوامل و ما شاكلها، و تقريب المعاني لهم. و لم يأخذوا أنفسهم بعلم دقائق العربية (النحو) و غوامضها و الاعتلال لمسائلها. ثمّ كانوا لا ينظرون في إمالة و لا ادغام و لا تصريف و لا أبنية، و لا يجيبون في شيء منها حتّى نهج لهم (الرباحي) سبيل النظر، و أعلمهم بما عليه أهل هذا الشأن في المشرق، من استقصاء الفنّ بوجوهه و استيفائه على حدوده و أنّهم بذلك (أي المشارقة) استحقّوا اسم الرياسة» .

مختارات من آثاره:

- كتب محمّد بن يحيى الرباحيّ إلى أبي بكر الزبيدي (ت ٣٧٩ ه‍) بقصيدة في مطلعها:

خليليّ من فرعي زبيد بن مذحجِ... قفا و اسمعا، قد يسعد الشجي الشجي (4)

أ لم تعلما أنّي أرقت، و شاقني... خيال سرى وهنا و لمّا يعرّج (5)

- و رثى الرباحيّ أحمد بن موسى بن حدير بأرجوزة قلّد فيها مقصورة ابن دريد (6) أوّلها ثم أحد أبياتها اللذان يليان:

إحدى الرزايا و لا أعطي السوى... رزء به دهري و لو عزّ العزا (7)

سائل بطسم و الذين قبلهم... و الحضر و الحيّ الحلال من سبا (8)

____________________

١) نسبة إلى قلعة رباح (بنقطة واحدة تحت الباء) قرب طليطلة، و كان أبوه أو جدّه قد سكنها.

٢) كان موسى بن محمّد بن حدير من الذين ساعدوا عبد الرحمن الناصر على الوصول إلى الخلافة ثمّ أصبح حاجبا (رئيسا للوزارة) (الظاهر أن المرثيّ ابنه) .

3) في الزبيدي (ص 336، السطر الثالث من أسفل) «من عني بالنحو» (المقصود أن النحاة لم يكونوا بعد قد تعمّقوا في فقه النحو و في طريقة تعليمه) .

4) زبيد (بضمّ الزاي للتصغير) : قوم من مذحج (بفتح فسكون فكسر) من عرب الجنوب. الشجي الحزين. الشجي الأولى مفعول به و الثانية فاعل (أو بالعكس) . يسعد: يعين (إذا اجتمع حزينان، فربّما تعزّى كل واحد منهما إذا رأى مصيبة الآخر أشدّ من مصيبته هو) .

5) سرى: مرّ، سار ليلا. و هنا: بعد منتصف الليل. لم يعرّج: لم يتوقّف، لم يمل (لم يجعل طريقه) إلى مكاني.

6) ابن زيد (ت ٣٢١ ه‍) -راجع الجزء الثاني.

7) إحدى الرزايا (المصائب الكبار) . السوى (بكسر السين و ضمّها) : العدل، التساوي (لا أعطي السوى: لا أجعل مصيبة مساوية لها) . عزّ العزاء: قلّ، صعب نسيان هذه المصيبة.

8) طسم: قبيلة عربية بادت (انقرضت) . الحضر: بلد (أو قصر) في العراق. الحيّ الحلال (بكسر الحاء) الأقوام النازلون في مكان موقّتا. سبا: أهل سبا (أهل اليمن) . -اسأل جميع الناس (من البدو و الحضر، و منذ أقدم الأزمنة)

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.