المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

حضارات الجنوب (دولة سبأ وحمير).
2023-05-01
homopheny (n.)
2023-09-19
الآفات التي تصيب جـذور وسـيقان النخيل
10-1-2016
كيف نثبت إمامة الأئمّة الطاهرين دون ما يذهب إليه الزيديّة وغيرهم؟
2-10-2020
معرفة النعم في المصائب‏
27-08-2015
عناصر الاتصال
21-8-2020


المستظهر بالله المرواني  
  
2309   06:01 مساءً   التاريخ: 22-2-2018
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج4، ص357-360
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /

 

هو أبو المطرّف عبد الرحمن بن هشام بن عبد الجبّار بن عبد الرحمن الناصر، ولد سنة ٣٩١ ه‍ (١٠٠١ م) و عاش في أيام ضعف الخلافة الأندلسية و محنة الفتنة بين العرب و البربر على اقتسام مغانم الحكم. قدّمه العامّة عليهم ففاجأ بهم غرناطة و قرطبة و أزال دويلة الطوائف التي كانت لبني حمّود في البلدين. فنصبه العامّة خليفة في رمضان من سنة 4١4(أواخر ١٠٢٣ و أوائل 1024 م) و عمره يومذاك ثلاث و عشرون سنة، فتلقّب المستظهر.

بدأ المستظهر بتوزيع المناصب على الناس لمن يستحقّها و لمن لا يستحقها، فلم يكن له و لا لهم هيبة و لا حقيقة من حقائق الحكم. ثمّ اتّفق أن جاء إليه رجلان من البربر فأكرمهما (ربّما دفعا لشرّهما أو شرّ قومهما) فأساء العامّة الظنّ به و ظنّوه يريد إعادة سلطة البربر إلى قرطبة فهجموا عليه و قتلوه في 26 من ذي القعدة من سنة 4١4 نفسها (١٠/٣/1024 م) .

جاء في «الذخيرة» (1:48) أنّ عبد الرحمن بن هشام (المستظهر) كان ذكيا أديبا اكتسب اختبارا من تقلّبه في البلاد تطارده المخاوف (و لكنّه لم يستفد من هذا الاختبار فائدة تذكر) . و كان حسن الكلام جيّد القريحة مليح البلاغة يتصرّف في الخطابة بديهة و رويّة (ارتجالا و استعدادا) و يصوغ قطعا من الشعر مستجادة. و يبدو أنه كان أيضا كريم النفس عفيفا لم يشرب الخمر و لا واقع محرّما. و برع في العتاب و الغزل و الوصف و في الفخر أيضا.

مختارات من شعره:

- خطب عبد الرحمن بن هشام (المستظهر) حبيبة بنت سليمان المستعين (و كنيتها أمّ الحكم) ، و لكنّ أمّها شنف (أو مشنف) وعدته بها ثمّ أخلفت. و اعتذرت إليه بعذر غير مقبول، فقال (الذخيرة 1:56) :

و جالبة عذرا لتصرف رغبتي... و تأبى المعالي أن تجيز لها عذرا

يكلّفها الأهلون ردّي سفاهةً... و هل حسن بالشمس أن تمنع البدرا (1)

وماذا على أمّ الحبيبة، إذ رأت... جلالة قدري، أن أكون لها صهرا

تعلّقتها من عبد شمس غريرة... محدّرة من صيد آبائها غرّا (2)

لقد طال صوم الحبّ عنك، فما الذي... يضرّك منه أن تكوني له فطرا

و إنّي لأستشفي بمرّي بداركم... هدوءا، و أستسقي لساكنها القطرا (3)

و ألصق أحشائي ببرد ترابها... لأطفئ من نار الأسى بكم جمرا

فإن تصرفيني، يا ابنة العمّ، تصرفي... و عيشك كفأ مدّ رغبته سترا (4)

و إنّي لأرجو أن أطوّق مفخري ... بملكي لها، و هي التي عظمت فخرا (5)

و إنّي لطعّان إذا الخيل أقبلت... جرائدها حتّى ترى جونها شقرا (6)

و إنّي لأولى الناس من قومها بها... و أنبههم ذكرا و أرفعهم قدرا

و عندي ما يصبي الحليمة ثيّباً... و ينسي الفتاة الخود عذرتها البكرا (7)

جمال و آداب و خلق موطّأ... و لفظ، إذا ما شئت، أسمعك السحرا (8)

- و له في الغزل الخفيف (الذخيرة 1:57-5٨) :

طال عمر الليل عندي... مذ تولّعت بصدّي

يا غزالا نقض الودْ... دَ و لم يوف بعهدي

أنسيت العهد إذ بت‍ـ...ـنا على مفرش ورد

و اجتمعنا في وشاحٍ... و انتظمنا نظم عقد

و تعانقنا كغصني‍ـ...ـنِ و قدّانا كقدّ (9)

و نجوم الليل تحكي... ذهبا في لازورد (10)

_____________________

١) تمنع (مبنية للمعلوم) : لا يليق بالشمس (المرأة الجميلة) أن تمنع (ترفض الزواج) بالبدر (بالرجل الجميل الكريم) . تمنع (مبنية للمجهول) : لا يجوز لأحد أن يمنع الشمس من الاقتران بالبدر.

٢) عبد شمس: بنو أميّة. محدّرة (ينحدر نسبها) . الصيد (بالكسر جمع أصيد: الشريف) . الغرّ جمع أغرّ: أبيض (ذو أصل و مكانة) .

3) الهدوء: الحين أو المدّة من الليل.

4) سترا: في ستر (طلبا للعيش في ستر؟) .

5) الملك (بفتح الميم و كسرها و ضمّها) : حيازة الشيء، الزواج. -أريد بزواجك أن أزيد إلى فخري فخرا جديدا.

6) الجريدة: الجماعة من الخيل. حتّى ترى جونها (ذات اللون الأسود) شقرا (حمراء) من الدم. (من خوض المعارك) .

7) عندي صفات تجعل الحليمة (العاقلة) الثيّب (التي تزوّجت من قبل) تميل اليّ، و تجعل الفتاة البكر تنسى أنها عذراء عزبة (بفتح ففتح) . . .

8) الخلق الموطأ: الخلق الرضي (الحسن المعاشرة) .

9) و قدّانا كقدّ (واحد) : من أبصرنا متعانقين ظننا شخصا واحدا.

10) اللازورد: لون أزرق (هنا صفة لليل) .

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.