أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-2-2018
2933
التاريخ: 30-12-2015
3429
التاريخ: 10-04-2015
1787
التاريخ: 20-6-2019
2396
|
هو أبو زيد عبد الرحمن بن مقانا القبذاقيّ - نسبة إلى قرية القبذاق من ساحل شنترة (الذخيرة ٢:٧٨٧) -الأشبوني البطليوسيّ من سكّان بطليوس، و يبدو أنّ أصله من القبذاق في غربيّ الأندلس. بدأ ابن مقانا حياته بالتكسّب بالشعر: مدح المعتدّ باللّه المروانيّ آخر خلفاء قرطبة (464-4٢٨ ه) و منذر بن يحيى التجيبيّ صاحب سرقسطة (ت 4٣٠ ه) و مجاهدا العامريّ (ت 4٣6 ه) و إدريس بن يحيى صاحب مالقة الملقّب بالعالي باللّه، و قد تولّى الإمارة مرّتين من سنة 4٣4 إلى سنة 4٣٨ ثمّ من سنة 445 إلى سنة 446. و ارتفعت مكانة ابن مقانا فتولّى القضاء في بطليوس (راجع الحلة السيراء ٢:٩٩) .
و بلغ ابن مقانا أشدّه نحو سنة 4٣٨(1046 م) . و في أواخر حياته عاد إلى موطنه في القبذاق ثمّ كانت وفاته في مطلع النصف الثاني من القرن الخامس (في النصف الثاني من القرن الحادي عشر للميلاد) ، في الأغلب.
ابن مقانا أديب و شاعر محسن مجيد، و قد اشتهر بقصيدته النونيّة التي مدح بها ادريس بن يحيى، و هي قصيدة حسنة مشرقة فصيحة الألفاظ صحيحة التراكيب عذبة التلاوة يكثر فيها الاقتباس من القرآن الكريم. و فنون شعره المديح و العتاب و الوصف. و كان ابن مقانا في أوّل حياته الأدبية أجود شعرا منه بعد كهولته.
مختارات من شعره :
- قال ابن مقانا يمدح العالي باللّه إدريس بن يحيى بن حمود (4٣4-4٣٨ ه) .
البرق لاح لي من أندرين... ذرفت عيناك بالماء المعين(1)
لعبت أسيافه عارية... كمخاريق بأيدي لاعبين (2)
و أناجي في الدجى عاذلتي... ويك! لا أسمع قول العاذلين (3)
عيّرتني بسقام و ضنى... إنّ هذين لزين العاشقين (4)
اسقنيها مزّة مشمولة... لبثت في دنّها بضع سنين (5)
مع فتيان كرام نجب... يتهادون رياحين المجون (6)
و سيسقون إذا ما شربوا... بأباريق و كأس من معين (7)
و مصابيح الدجى قد طفئت... في بقايا من سواد الليل جون (8)
و كأنّ الظلّ مسك في الثرى... و كأنّ الطلّ درّ في الغصون (9)
و الندى يقطر من نرجسه... كدموع أسبلتهنّ الجفون
و الثريّا قد هوت من أفقها... كقضيب زاهر من ياسمين
و كأنّ الشمس لمّا أشرقت... فانثنت عنها عيون الناظرين
وجه إدريس بن يحيى بن عليّ... بن حمّود أمير المؤمنين
ملك ذو هيبة لكنّه... خاشع للّه ربّ العالمين
خطّ بالمسك على أبوابه... ادخلوها بسلام آمنين(10)
فإذا ما رفعت راياته... خفقت بين جناحي جبرئين (11)
و إذا أشكل خطب معضل... صدع الشكّ بمصباح اليقين (12)
فبيسراه يسار المعسرين... و بيمناه لواء السابقين (13)
يا بني أحمد-يا خير الورى- ...لأبيكم كان وفد المسلمين (14)
نزل الوحي عليه، فاحتبى... في الدجى فوقهم الروح الأمين (15)
خلقوا من ماء عدل و تقى... و جميع الناس من ماء و طين
انظرونا نقتبس من نوركم... إنّه من نور ربّ العالمين (16)
____________________
١) ورد هذا البيت مكسورا (سقطت منه «لي») في المغرب (1:413) و في نفح الطيب (1:433) . و يقتضي أن تجعل «عيناك» عيناي، فإنّه أصح في المعنى و أحسن في مخاطبة الملوك، يدلّنا على ذلك استخدام ضمير المتكلّم في الأبيات التالية للمطلع: أناجي، عيّرتني الخ. أندرين قرية أو قرى قيل فيها إنّها اشتهرت بالخمر. راجع في صيغتها اللغوية و النحوية (القاموس 2:140) ؛ المعين: الظاهر، المرئي (و يكون عادة كثيرا) . -في الذخيرة (٢:٧٩١) : لائح (و هو صحيح في المعنى و الوزن) .
٢) أسيافه (أسياف البرق) : الأذرع التي ترى بين الغيوم حينما يلمع البرق. المخراق: لفافة من النسيج شبه السوط يتضارب بها الصبيان في أثناء اللعب. هذا اقتباس من قول عمرو بن كلثوم: كأنّ سيوفنا منّا و منهم مخاريق بأيدي لاعبينا.
٣) العاذلة: التي تلوم المحبّين. ويك: ويل لك.
4) الضنى: الهزال (بالضمّ) الشديد.
5) مشمولة (هبّت عليها ريح الشمال-بفتح الشين) : باردة. الدنّ: إناء الخمر.
6) المجون: التصريح في الغزل (؟) .
٧) معين (غير معين في مطلع القصيدة) . خمر جارية من منبع على وجه الأرض كأنهار الماء. الشطر تضمين من القرآن الكريم (56:١٨ سورة الواقعة) .
٨) إنّ عددا من النجوم قد اختفى و بقي من النجوم عدد آخر مفرّق في البقع المظلمة من السماء
9) الظلّ (ظلام الليل) يبدو على الأرض كأنّه مسك (أسود اللون) مفروش. الطلّ: نقط الماء التي جمدت (بفعل برد الليل) على الأغصان. درّ: لؤلؤ.
10) «اُدْخُلُوهٰا بِسَلاٰمٍ آمِنِينَ» تضمين من القرآن الكريم (15:46، سورة الحجر-بكسر الحاء) .
11) جبرئين و جبرئيل و جبريل: الروح القدس.
12) أشكل (أبهم، غمض) خطب (حادث مفجع، مصيبة) معضل (لا علاج له) صدع (شقّ) اليقين (العقل!) .
13) اليسار: الغنى، الثروة. المعسر: الذي لا يجد ما ينفق. السابقون: الذين يتقدّمون غيرهم في أعمال البر (في الإيمان، في التقوى، في الإحسان، الخ) .
14) أحمد من أسماء رسول اللّه. الورى: مجموع البشر. -الشاعر يرفع نسب الممدوح إلى رسول اللّه.
15) الروح الأمين-الروح القدس: جبريل. احتبى: جلس أرضا و ضمّ ركبتيه إلى صدره بشملة أو بيديه (و تلك جلسة الأشراف و الرؤساء) . -احتبى فوقهم. . . ليس لهم رئيس من البشر، رئيسهم الروح الأمين (جعلهم اللّه ملوكا على البشر) .
16) انظرونا: انظروا الينا (لأنّ الشاعر كان ينشد من وراء ستار، و الممدوح لم يكن يراه) . نقتبس: نأخذ قبسا (قطعة من خشب مشعلة من قطعة أخرى أكبر منها) : نستمدّ منكم نورا أو علما أو قوة. . . «انظرونا نقتبس من نوركم» اقتباس من القرآن الكريم (5٧:١٣، سورة الحديد)
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|