أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-06-2015
1993
التاريخ: 25-06-2015
2044
التاريخ: 8-7-2019
3458
التاريخ: 25-06-2015
2018
|
هو أبو دؤاد عديّ بن زيد بن مالك بن عديّ بن الرقاع من بني معاوية بن الحارث من بني الحارث بن مرّة بن أدد. و قومه ينسبون إلى عاملة بنت وديعة القضاعية أمّ معاوية بن الحارث. و كان عدي أبرص.
كان عديّ بن الرقاع العامليّ من أهل دمشق منقطعا إلى بني أميّة ثم إلى الوليد بن عبد الملك خاصّة. و في مجلس الوليد تعرّض عديّ لهجاء جرير فأفحمه جرير (غ 9:307-308) ، مع أن عديّا كان مشهورا بالهجاء (راجع الكامل 149) . غير أنّ الوليد هدّد جريرا إن هو عاد إلى هجاء عديّ، فعرّض جرير بعديّ في عدد من قصائده، و لكن لم يهجه صراحة. و عاش عديّ بن الرقاع العامليّ حتّى أدرك خلافة سليمان بن عبد الملك (96 ه-715 م) .
كان عديّ بن الرقاع العامليّ «شاعرا مقدّما عند بني أميّة مدّاحا لهم. . . . و هو من حاضرة الشعراء لا من باديتهم» (غ 9:307) ، و كان يعنى بتنقيح شعره؛ ثم هو حسن التشبيه جيّد القول في الوصف (1)و في الغزل مع شيء من المجون (2). و كان يحسن المديح و الهجاء، و له طرد جيّد منه وصف بارع للحمامة (الكامل 504) . و كذلك له شيء من الفخر و الخمر و الحكمة. على أن كثيّر بن عبد الرحمن العذريّ كان يقول في شعر عديّ ابن الرقاع (غ 9:316 س) : «هذا شعر حجازيّ مقرور إذا أصابه قرّ (3)الشام جمد و هلك» .
المختار من شعره:
-قال عديّ بن الرقاع قصيدة يمدح بها الوليد بن عبد الملك و يتغزّل فيها و يفتخر. و في هذه القصيدة إشارة إلى أنه كان ينقّح شعره:
إني إذا ما لم تصلني خلّتي... و تباعدت عني اغتفرت بعادها (4)
و إذا القرينة لم تزل في نجدة... من ضغنها سئم القرين قيادها (5)
إمّا تري شيبي تفشّغ لمّتي... حتى علا وضح يلوح سوادها (6)
فلقد ثنيت يد الفتاة و سادة... لي جاعلا يسرى يديّ و سادها
و أصاحب الجيش العرمرم فارسا... في الخيل أشهد كرّها و طرادها
و قصيدة قد بتّ أجمع بينها... حتّى أقوّم ميلها و سنادها (7)
نظر المثقّف في كعوب قناته... حتى يقيم ثقافه منآدها (8)
فسترت عيب معيشتي بتكرّم... و أتيت في سعة النعيم سدادها (9)
و علمت، حتى ما أسائل واحدا... عن علم واحدة لكي أزدادها
صلّى الإله على امرئ ودّعته... و أتمّ نعمته عليه فزادها.
و إذا الربيع تتابعت أنواؤه... فسقى خناصرة الأحصّ فجادها (10)
نزل الوليد بها فكان لأهلها... غيثا أغاث أنيسها و بلادها (11)
و لقد أراد اللّه إذ ولاّكها... من أمّة، إصلاحها و رشادها
و عمرت أرض المسلمين فأقبلت... و نفيت عنها من يريد فسادها
- و قال عديّ بن الرقاع في الخمر (العقد الفريد 4:104) :
كميت إذا شجّت، و في الكأس وردة... لها في عظام الشاربين دبيب (12)
تريك القذى من دونها، و هي دونه... لوجه أخيها في الإناء قطوب (13)
- و قال عديّ بن الرقاع، و ذكر حمامة (الكامل 504) :
و ممّا شجاني أنني كنت نائما ...أعلّل من برد الكرى بالتنسّم(14)
إلى أن بكت ورقاء في غصن أيكة... تردّد مبكاها بحسن الترنّم (15)
فلو قبل مبكاها بكيت صبابة... بسعدى شفيت النفس قبل التندّم (16)
و لكن بكت قبلي فهاج لي البكا... بكاها، فقلت: الفضل للمتقدّم (17)
______________________
1) راجع الكامل 514؛ الموشح 87.
2) راجع كتاب الصناعتين 327-337.
3) القر: البرد.
4) الخلة: الصاحبة، الخليلة.
5) إذا كانت زوجة المرء في نجدة (ضيق صدر و شدة) من ضغنها (من الحقد) كره زوجها قيادها (قيدها: ارتباطه بها) .
6) فشغ: كثر. اللمة: الشعر في مقدم الرأس. وضح: بياض (الشيب) . لاح يلوح: لوح يلوح: غير، بدل.
7) الميل: الاعوجاج و الاضطراب. و السناد من عيوب الشعر، و هو أن يأتي في القافية كلمات مثل ريف (بكسر الراء) و صيف (بفتح الصاد) .
8) ثقف القناة: جعل القصبة (التي ستكون رمحا) فوق النار حتى يقومها إذا كانت منآدة (معوجة) .
9) السداد (بكسر السين) : الكفاية من الرزق. -اكتفيت من النعيم بما يسد الخلة (بكسر الخاء) : الفقر، فظهرت للناس كأني منعم.
10) خناصرة الاحص: موضع قرب حلب. جادها: كثر فيها (المطر) .
11) الانيس: المكان المسكون (المدن) . البلاد: الريف أو البادية.
12) كميت: مائلة إلى الاحمرار. شجت: مزجت بالماء. دبيب (كناية عن الخدر: فقدان الحس الذي يشعر به شارب الخمر تدريجا) .
13) تريك القذى الخ. . . : انها لشدة صفائها ينعكس فيها القذى فتراه كأنه دونها (قبلها: بينك و بينها) ، مع أنها هي دونه (بعدها: هي بينك و بينه) (؟) . لوجه أخيها في الاناء قطوب: إنها شديدة حتى أن أخاها (المدمن لها) يظهر على وجهه القطوب (تقلص عضلات الوجه لطعمها المز الحريف-فما بالك بالذي لم يتعود شرب الخمر) .
14) شجاني: حزنني (بفتح الحاء و الزاي: جعلني أحزن) . أعلل الخ. . . : يبدو أن الزمن كان في منتصف الصيف، فكان يعلل نفسه (يمنيها، يعدها) بأن يبرد الجو و شيكا لينام، و لكنه لم يكن يفوز من ذلك إلا بالنسمة الخفيفة بعد النسمة الخفيفة.
15) الورقاء: الحمامة. الايكة: نوع من الشجر. بحسن الترنم-الترنم: ترجيع (ترديد، تكرار) الصوت الواحد (و هذا التردد يكون عادة مملا) و لكن صوت هذه الحمامة كان شجيا (حزينا) يؤثر في النفس فلا يضره التكرار.
16) (لم أكن أعرف من قبل ان البكاء يفرج الحزن عن المحب الذي هجره حبيبه) ، فلو أنني كنت أبكي كلما كنت أشعر بشوق إلى سعدى لكنت أشفي نفسي بالبكاء. أما الآن (بعد أن عرفت ذلك من هذه الحمامة) فإنني نادم على أنني لم أعرف ذلك من قبل.
17) هاج: هيج، أثار، حرك. البكاء (مفعول به مقدما) . بكاها (فاعل «هاج») .
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|