المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

المظاهر الطبيعية (التضاريس)
2024-09-07
الزراعة
NaN-undefine
فائدة - اجتماع أسباب الوجوب في مادّة واحدة
10-8-2016
عبد العزيز جاويش
4-8-2018
بياش
20-10-2015
Closed Sentential Formula
22-1-2022


ابن الحنّاط الأعمى  
  
4022   11:19 صباحاً   التاريخ: 7-2-2018
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج4، ص482-487
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-12-2015 10214
التاريخ: 2-9-2021 6480
التاريخ: 29-06-2015 1931
التاريخ: 12-08-2015 2849

 

هو أبو عبد اللّه محمّد بن سليمان بن الحنّاط الرعينيّ الأعمى القرطبيّ، كان أبوه يبيع الحنطة. ولد أعشى (1) ثمّ عمي من كثرة المطالعة. و قد كفاه بنو ذكوان-و هم أبناء أسرة وجيهة غنيّة في قرطبة-مؤونة السعي في سبيل الرزق و جعلوه يتفرّغ لطلب العلم.

و كان ابن الحنّاط يتكسّب بإقراء النحو و بشيء من التطبيب و بمدح الملوك و الأمراء. و قد مدح عليّ بن حمّود المستبدّ بأمر قرطبة (4٠٧-4٠٨ ه‍) ثمّ مدح أخاه القاسم بن حمّود (4٠٨ ه‍ و ما بعدها) . و كان في ابن الحنّاط شيء من الجرأة على الناس و على الحقّ فناوأ أبا عامر بن شهيد (٣٨٢-4٢6 ه‍) مناوأة شديدة و استهتر في القول و الفعل حتّى نفي عن قرطبة فانتقل إلى الجزيرة الخضراء، و كان صاحبها و حاكمها محمّد بن القاسم بن حمّود (4٢٨-44٠ ه‍) . و لعلّ نفيه هذا كان في أواخر أيامه. و من الجزيرة الخضراء أرسل ابن الحنّاط مدحة إلى المظفّر بن الأفطس صاحب بطليوس.

و قد قال ابن حيّان في «المتين» (المغرب ١:١٢٣) : «و في سنة 4٣٧ نعي إلينا أبو عبد اللّه بن الحنّاط الشاعر الأديب القرطبيّ. . .» و بما أن المظفّر قد جاء إلى الحكم بعد ١٧ من جمادى الثانية من سنة 4٣٧، فمن المفروض أن تكون وفاة ابن الحنّاط في أواخر 4٣٧ ه‍ (أواسط عام 1046 م) أو بعد ذلك بقليل.

كان ابن الحنّاط الأعمى متقدّما في علوم اللغة العربية و في البلاغة و فنون الأدب مع معرفة بالمنطق و شيء من البراعة في التطبيب. و كذلك كان أديبا ناثرا شاعرا. و شعره يتراوح بين الرقّة و السلاسة ثم بين المتانة و الجزالة، و عليه نفحة دينية. و كذلك كان هواه مع الفواطم (أبناء فاطمة) من بني هاشم (اعتقادا أو تكسّبا) . و فنونه المديح و الفخر (بنفسه و بشعره) و الوصف و الطرد (وصف الصيد) في البر و البحر.

مختارات من آثاره:

- قال ابن الحنّاط الأعمى قصيدة يصف الطبيعة في مطلعها ثمّ يتخلّص إلى مدح عليّ بن حمّود العلويّ (الفاطمي) :

راحت تذكّر بالنسيم الراحا... وطفاء تكسر للجنوح جناحا (2)

مرّت على التلعات فاكتست الرّبى... حللا أقام لها الربيع وشاحا (3)

فانظر إلى الرّوض الأريض و قد غدا... يبكي الغوادي ضاحكا مرتاحا (4)

و النّور يبسط نحو ديمتها يدا... أهدى لها ساقي النّدى أقداحا (5)

و تخاله حيّا الحيا من عرفه... بذكيّة فإذا سقاه فاحا (6)

روض يحاكي الفاطميّ شمائلا... طيبا، و مزن قد حكاه سماحا (7)

- و له من قصيدة في القاسم بن حمّود يذكر فيها مقتل الخليفة عبد الرحمن المرتضى (4٠٨ ه‍) ، و قد استبد القاسم بن حمّود في أيامه بالحكم، كما يذكر فيها موت خيران الصقلبيّ العامري (4١٨ ه‍) . و كان خيران من أنصار القاسم بن حمّود ثمّ انقلب عليه:

لك الخير: خيران مضى لسبيله... و أصبح ملك اللّه في ابن رسوله (8)

و فرّق جمع الكفر، و اجتمع الورى... على ابن حبيب اللّه بعد خليله (9)

و قام لواء النصر فوق ممنّع... من العزّ جبريل إمام رعيله (10)

و أشرقت الدنيا بنور خليفةٍ... به لاح بدر الحق بعد أفوله (11)

فلا تسأل الأيّام عمّا أتت به... فما زالت الأيّام تأتي بسوله (12)

- و من رسالة لابن الحنّاط كتب بها إلى المظفّر بن الأفطس:

حجب اللّه عن الحاجب المظفّر-مولاي و سيّدي-أعين النائبات و قبض دونه أيدي الحادثات، فإنّه-مذ كان-أنور من الشمس ضياء و أكمل من البدر بهاء، و أندى من الغيث كفّا و أحمى من الليث أنفا (13)، و أسخى من البحر بنانا و أمضى من النصل لسانا (14). و أنجبه المنصور فجرى على سننه، و أدّبه فأخذ بسننه (15). و كانت الرئاسة عليه موقوفة و السياسة إليه مصروفة (16). قصّرت الأوهام عن كنه (17) فضله و عجزت الأقلام عن وصفه. غير أن الفضائل لا بدّ من نثرها و المكارم لا عذر في ترك شكرها:

فالشكر للإنسان أربح متجرٍ... لم يعدم الخسران من لم يشكر(18)

- و له رسالة يتهكّم فيها بأبي عامر بن شهيد (19)جاء فيها:

الإسهاب كلفة (20) و الإيجاز حكمة، و خواطر الألباب سهام يصاب بها أغراض الكلام (21) . و أخونا أبو عامر يسهب نثرا و يطوّل نظما، شامخا بأنفه ثانيا من عطفه (22) متخيّلا أنّه قد أحرز السباق في الآداب و أوتي فصل الخطاب (23) . فهو يستقصر أساتيذ الأدباء و يستجهل شيوخ العلماء. . .

- و لابن الحنّاط في ذكر بني فاطمة الزهراء[عليها السلام]:

أبناء فاطمة رسل العلا رضعوا... و بالسماح غذوا و الجود إذ فطموا

قوم إذا حلف الأقوام أنّهمُ... خير البريّة لم يحنث لهم قسمُ

سما لهم من سماء المجد من شرفٍ... بيت تداعت إليه العرب و العجم

مناقب سمحت في كل مكرمةٍ... كأنما هي في أنف العلا شمم

- و لابن الحنّاط الكفيف قصيدة منها:

أرقت و قد غنّى الحمام الهواتفُ... بمنعرج الأجزاع و الليل عاكفُ (24)

أعدن لي الشوق القديم، و طاف بي... على النأي من ذكرى المليحة طائف (25)

و ما الجانب الشرقيّ من رمل عالجٍ... بحيث استوت غيطانه و النفانف (26)

إذا ما تغنّى الرعد فوق هضابه ... سقى الروض من وبل الغمامة واكف (27)

بأحسن من أطلال علوة منظرا... و إن درست آياته و المعارف (28)

خليليّ، هل بالخيف للشمل ألفة... فيأمن قلب من نوى الخيف خائف (29)

أ في وقفة عند العقيق ملامةً... على دنف شاقته تلك المواقف (30)

سقى عرصات الدار كلّ ملثّةٍ... من المزن تزجيها البروق الخواطفُ (31)

كأنّ نثير القطر منها جواهرٌ... تفرّقها للريح أيد عواصف (32)

كأنّ ابتسام البرق فيها إذا بدت... سيوف عليّ بالدماء رواعف (33)

- يبدو أن ابن الحنّاط لمّا أرسل مدحته إلى المظفّر بن الأفطس أرسل المظفّر إليه جائزة سنيّة، فكتب ابن الحنّاط إلى ابن الأفطس:

كتبت على العبد مستجديا... لعلمي بأنّك لا تبخلُ

فجاء الرسول كما أشتهي... و قد ساق فوق الذي آملُ

و ما كان وجهك ذاك الجميل... ليفعل غير الذي يجملُ

___________________

١) أعشى: ضعيف البصر (لا يبصر في الليل)

2) للجنوح (كذا في الذخيرة 1:445) ، و الأصوب: الجنوب (بفتح الجيم) : الريح الجنوبية. راجع شرح البيت، فوق ص 465.

3) التلعة: أرض مرتفعة يسيل منها الماء إلى أرض أخرى تحتها.

4) الأريض: الكريم (بالنبات) : الغادية: السحابة المملوءة بالمطر و القادمة في الصباح. المرتاح: المسرور. الروض يبكي (بضمّ الياء) الغوادي (يجعلها تبكي: تمطر) ، و هو ضاحك (بالأزهار التي تتفتّح فيه) .

5) النور (بالفتح) : الزهر الأبيض. الديمة: الغمامة الممطرة. القدح (هنا) : جسم الزهرة. الندى: قطرات الماء التي تنزل في أواخر الليل. الأزهار ترتفع نحو الغيم فيسقط فيها الماء (من المطر و من الندى) فتمتلئ (رطوبة تنعشها) .

6) حيّا يحيّي: ألقى التحية (السلام) . الحيا: المطر. ذكيّة (رائحة ذكيّة: طيّبة) . العرف: الرائحة الطيّبة. فاح: انتشر (انتشرت الرائحة) . الصورة هنا بعيدة المتناول: النور (بالفتح: الأزهار البيضاء، و هنا الزهر عامّة) يشكر المطر بمنح المطر شيئا من الرائحة الذكيّة. و كلّما زاد المطر سقيا للزهر زاد الزهر في شكر المطر و وهبه قدرا أكبر من الرائحة الطيّبة (و كلّما كثر المطر نشعر نحن بكثرة الرائحة الطيّبة) .

7) حكى، حاكى: شابه. الشمائل جمع شمال (بكسر الشين: الخلق الكريم) . المزن: المطر. السماح: التسامح و التساهل. و الشاعر يقصد السماحة: الجود و الكرم (و يجوز أن تكون كلمة «سماح» (هنا) جمع جنس للسماحة.

8) مضى لسبيله: مات.

9) خليله (خليل اللّه) ابراهيم

10) الرعيل: الجماعة القليلة من الناس (أو من الخيل) تتقدّم غيرها (في الزمن أو في المكانة) .

11) الأفول: الغياب، الغروب.

12) السول-السؤل-السؤال: الطلب.

13) أحمى (أكثر حماية) من أنف الليث (الأسد) : كناية عن خوف الناس من الاعتداء عليه.

14) بنانا (أصابع) : كناية عن الكرم. النصل: (حدّ السيف) لسانا: كناية عن براعته في الكلام و عن نفوذ أوامره.

15) عبد اللّه المنصور (ت 4٣٧) والد أبي بكر محمّد المظفّر (تولّى من سنة 4٣٧ إلى سنة 46٠) . أنجبه: ولده. السنن (بفتح ففتح) : المثال و المنهاج. السنن (بضمّ ففتح جمع سنّة بالضم) : الطريقة، السيرة، العادة.

16) كأنّما لا يصلح غيره للرئاسة (الإمارة، الملك) و كأنما السياسة (تدبير الأمور) قد قصد هو بها.

17) كنه: سرّ.

18) الذي لا يعرف أن يشكر (الناس على معروفهم اليه) سيكون خاسرا.

19) راجع، فوق، ص 454.

20) الإسهاب: التطويل في الكلام. الكلفة: المشقّة

21) الغرض: الهدف. اغراض الكلام: مقاصده.

22 و 23) شامخا (رافعا) بأنفه (كناية عن التكبّر) . ثانيا (دائرا) من عطفه (طرف جسمه الأعلى) كناية عن الإعجاب بنفسه. فصل الخطاب: ما كان القول فيه حكما باتّا قاطعا لا يحتمل الجدل.

24) الهاتف: المنادي بصوت مرتفع. الليل عاكف: نازل (شديد الظلام) .

25) النأي: البعد. الطائف: خيال يتراءى للإنسان (في النوم أو في اليقظة: بفتح ففتح) .

26) الغيط: الأرض المطمئنّة (المنخفضة، و تكون خصبة) . النفنف: الصحراء.

27) الوبل: المطر الكثير. الواكف: المطر المنهلّ (الشديد) .

28) آيات: علامات. معارف: أماكن ظاهرة يعرفها الناس.

29) الخيف: مكان في الحجاز يكثر الشعراء من ذكره.

30) العقيق: مرج قرب المدينة. الدنف: الذي قرب من الهلاك

31) العرصة: الباحة أمام الدار. الملثّ: الدائم. المزن: المطر. تزجيها: ترسلها. البرق الخاطف (الشديد اللمعان) الذي يخطف (بفتح الطاء) البصر.

32) جواهر: لآلئ.

33) عليّ بن حمود المتوفّى 4٠٨ ه‍ (؟ ؟) . رعف: سال

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.