أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-2-2019
1996
التاريخ: 25-1-2018
844
التاريخ: 25-1-2018
947
التاريخ: 25-1-2018
795
|
حال الوزارة في أيامه:
لما بويع بالخلافة أقر وزير أبيه، وهو نصير الدين أحمد بن الناقد، على وزارته إلى أن توفي. فلما توفي استوزر مؤيد الدين محمد بن العلقمي.
وزارة مؤيد الدين بن أبي طالب محمد بن أحمد بن العلقمي:
هو أسدي، أصلهم من النيل، وقيل لجده العلقمي لأنه حفر النهر المسمى بالعلقمي، وهو الذي برز الأمر الشريف السلطاني بحفره، وسمي القازاني؛ اشتغل في صباه بالأدب ففاق فيه، وكتب خطاً مليحاً، وترسل ترسلاً فصيحاً، وضبط ضبطاً صحيحاً، وكان رجلاً فاضلاً كاملاً لبيباً كريماً وقوراً محباً للرياسة كثير التجمل، رئيساً متمسكاً بقوانين الرياسة خبيراً بأدوات السياسة لبيق الأعطاف بآلات الوزارة، وكان يحب أهل الأدب ويقرب أهل العلم، اقتنى كتباً كثيرة نفيسة.
حدثني ولده شرف الدين أبو القاسم علي، رحمه الله، قال: اشتملت خزانة والدي على عشرة آلاف مجلد من نفائس الكتب. وصنف الناس له الكتب، فمن صنف له الصاغاني اللغوي، صنف له العباب، وهو كتاب عظيم كبير في لغة العرب؛ وصنف له عز الدين عبد الحميد بن أبي الحديد كتاب شرح نهج البلاغة؛ وصنف له عز الدين عبد الحميد بن أبي الحديد كتاب شرح نهج البلاغة، يشتمل على عشرين مجلداً، فأثابهما وأحسن جائزتهما. وكان ممدحاً، مدحه الشعراء، وانتجعه الفضلاء. فممن مدحه كمال الدين بن البوقي بقصيدة من جملتها:
مؤيد الدين أبو طالبٍ *** محمد بن العلقمي الوزير
وهذا بيت حسن جمع فيه بين لقبه وكنيته واسمه واسم أبيه وصنعته، وكان مؤيد الدين الوزير عفيفاً عن أموال الديوان وأموال الرعية متنزهاً مترفعاً.
قيل: إن بدر الدين صاحب الموصل أهدى إليه هدية تشتمل على كتب وثياب ولطائف قيمتها عشرة آلاف دينار، فلما وصلت إلى الوزير حملها إلى خدمة الخليفة، وقال: إن صاحب الموصل قد أهدى لي هذا واستحييت منه أن أرده إليه وقد حملته وأنا أسال قبوله، فقبل. ثم إنه أهدى إلى بدر الدين عوض هديته شيئاً من لطائف بغداد قيمته اثنا عشر ألف دينار، والتمس منه ألا يهدي إليه شيئاً بعد ذلك.
وكان خواص الخليفة جميعهم يكرهونه ويحسدونه، وكان الخليفة يعتقد فيه ويحبه، وكثروا عليه عنده، فكف يده عن أكثر الأمور، ونسبه الناس إلى أنه خامر، وليس ذلك بصحيح. ومن أقوى الأدلة على عدم مخامرته سلامته في هذه الدولة، فإن السلطان هولاكو لما فتح بغداد وقتل الخليفة سلم البلد إلى الوزير، وأحسن إليه وحكمه. فلو كان قد خامر على الخليفة لما وقع الوثوق إليه.
حدثني كمال الدين أحمد بن الضحاك، وهو ابن أخت الوزير مؤيد الدين ابن العلقمي، قال: لما نزل السلطان هولاكو على بغداد أرسل يطلب أن يخرج الوزير إليه، قال: فبعث الخليفة فطلب الوزير فحضر عنده وأنا معه، فقال له الخليفة: قد أنفذ السلطان يطلبك وينبغي أن تخرج إليه. فخرج الوزير من ذلك وقال: يا مولانا إذا خرجت فمن يدبر البلد ومن يتولى المهام؟ فقال له الخليفة: لابد أن تخرج. قال: فقال السمع والطاعة. ثم مضى إلى داره وتهيأ للخروج ثم خرج. فلما حضر بين يدي السلطان وسمع كلامه وقع بموقع الاستحسان. وكان الذي تولى تربيته في الحضرة السلطانية الوزير السعيد نصير الدين محمد الطوسي، قدس الله روحه. فلما فتحت بغداد سلمت إليه وإلى علي بهادر الشحنة. فمكث الوزير شهوراً، ثم مرض ومات، رحمه الله، في جمادى الأولى سنة ست وخمسين وستمائة.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|