أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-1-2018
831
التاريخ: 19-1-2018
482
التاريخ: 12-2-2019
589
التاريخ: 19-1-2018
537
|
خلافة المسترشد
كان المسترشد رجلاً فاضلاً. لما بويع بالخلافة هرب أخوه الأمير أبو الحسن وأخفى نفسه، ومضى إلى الحلة مستجيراً بدبيس بن صدقة صاحب الحلة، وكان دبيس بن صدقة أحد أجواد الدنيا. كان صاحب الدار والجار، والحمى والذمار، وكانت أيامه أعياداً وكانت الحلة في زمانه محط الرحال، وملجأ بني الآمال، ومأوى الطريد، ومعتصم الخائف الشريد. فأكرمه دبيس إكراماً زائداً عن الحد، وأفرد له داراً وأكرمه إكراماً كثيراً، ومكث عنده مدة على أحسن حال. فلما علم أخوه المسترشد بالله أنه عند دبيس قلق لذلك وخاف من أمر يحدث من ناحيته، فبعث نقيب النقباء علي بن طراد الزينبي إلى الحلة بخاتمه وأمانه، وأمره أن يأخذ البيعة على دبيس ويطلب منه أن يسلم إليه الأمير أبا الحسن.
فقال دبيس: أما البيعة فالسمع والطاعة لأمر أمير المؤمنين، وبايع. وأما تسليم جاري فلا والله لا أسلمه إليكم وهو جاري ونزيلي ولو قتلت دونه إلا أن أختار. فأبى الأمير أبو الحسن التوجه صحبة النقيب إلى أخيه، فمضى النقيب وحده.
ثم بعد ذلك ظفر به المسترشد فسجنه في بعض دوره على حالة جميلة. وجرت بين الخليفة المسترشد وبين السلطان مسعود وحشة وتفاقم الأمر فيها، وأفضى الحال إلى الحرب، فتوجه الخليفة المسترشد وصحبته العسكر وأرباب الدولة، وتجهز مسعود للقائهم. فلما التقوا والتحم القتال انكسر عسكر الدولة، وتجهز مسعود للقائهم. فلما التقوا والتحم القتال انكسر عسكر المسترشد، واستظهر السلطان مسعود عليهم ونهب عسكره من العسكر الخليفي أموالاً عظيمةً. فيقال إن صناديق المال كانت على مائة وسبعين بغلاً وهي أربعة آلاف ألف دينار وكان الرجل على خمسمائة جمل وكان معه عشرة آلاف عمامة، وعشرة آلاف جبة، وعشرة آلاف قباء، كل ذلك من فاخر الثياب، كان قد أعدها للتشريفات إن ظفر، فيقال إن جملة ما يهب عشرة آلاف ألف دينار.
ونهى مسعود عن إراقة الدماء، وقبض على أصحاب الخليفة وحملهم إلى القلعة، وأما الخليفة فأفرد له خيمة ووكل به جماعة.
موت المسترشد:
وسار مسعود والخليفة معه إلى مراغة، فوصل كتاب السلطان سنجر إلى مسعود يأمره بالإحسان إلى الخليفة وإعادته إلى بغداد مكرماً معززاً، وأن يتلافى الحال معه، وأن يرد عليه أمواله وأن يجعل له من الحشم والبرك والأسباب أعظم وأجمل مما ذهب منه، ويعيده إلى بغداد على أتم حال. فامتثل مسعود جميع ذلك وصنع له من البرك والأسرة والخيم والحمول أشياء جميلة، ووقع العزم على العود إلى بغداد. واتفقت غفلة من مسعود والعسكر فهجم جماعة من الباطنية على المسترشد فضربوه بالسكاكين في مخيمه بقرية بينها وبين مرغة فرسخ واحد، وقتلوا معه جماعةً من أصحابه. وحين علم مسعود بذلك ركب منزعجاً مظهراً للجزع وأخذ القوم فقتلهم، ثم نقل المسترشد على رؤوس العلماء والأمراء إلى مراغة فدفن بها. وقبره الآن بها معروف تحت قبة حسنةٍ رأيتها عند وصولي إلى مراغة في سنة سبع وتسعين وستمائة.
واختلف الناس عند قتل المسترشد في سبب قتله؛ فقال قوم: إن مسعوداً لم يعلم بذلك ولا رضي به، وقال قوم: بل مسعود هو الذي واطأ الباطنية على قتله وأمرهم بذلك، لأنه خافه حيث قويت نفسه على جمع الجموع وجر الجيوش، ولم يمكنه قتله ظاهراً ففعل ما فعل من الإحسان إليه ظاهراً ثم قتله باطناً، ثم إنه أخرج جماعة من أهل الجرائم فقتلهم وأوهم الناس أنه قد قتل قتلته، ثم أطلقهم سراً. وذلك في سنة تسع وعشرين وخمسمائة.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|