المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 6251 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

مقومـــات القوة البشريـة - التركيب الديموغرافي - التركيب النوعي
27-11-2021
الاشارة Reference
16-9-2017
العلاقة بين التكلفة والأصل والمصروف والخسارة
22-6-2018
الإنتاج الحيواني - أبقار ثنائية الغرض
1-6-2021
تخزين القنبيط (القرنابيط)
2-5-2021
Gábor Szegő
20-8-2017


وصايا وحكم بليغة.  
  
1254   11:23 صباحاً   التاريخ: 2023-04-10
المؤلف : الحسن بن أبي الحسن محمد الديلميّ.
الكتاب أو المصدر : إرشاد القلوب
الجزء والصفحة : ج1، ص 151 ـ 159.
القسم : الاخلاق و الادعية / أخلاقيات عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-4-2019 2576
التاريخ: 2023-03-29 1773
التاريخ: 2023-04-05 1033
التاريخ: 25-2-2019 2045

وصيّة لقمان لابنه بعلوم وحكمة، قال:

 يا بني! لا يكن الديك أكيس منك وأكثر محافظة على الصلوات، ألا تراه عند كلّ صلاة يؤذّن لها، وبالأسحار يعلن بصوته وأنت نائم.

وقال: يا بني! من لا يملك لسانه يندم، ومن يكثر المراء يشتم، ومن يدخل مداخل السوء يُتّهم، ومن يُصاحب صاحب السوء لا يسلم، ومن يجالس العلماء يغنم، يا بني! لا تؤخّر التوبة فإنّ الموت يأتي بغتة، يا بني! اجعل غناك في قلبك، وإذا افتقرت فلا تحدّث الناس بفقرك فتهون عليهم، ولكن اسأل الله من فضله.

يا بني! كذب من يقول: الشرّ يقطع بالشرّ، ألا ترى انّ النار لا تُطفى بالنار ولكن بالماء، وكذلك الشرّ لا يُطفى الاّ بالخير، يا بني! لا تشمت بالمصائب، ولا تعيّر المبتلى، ولا تمنع المعروف فانّه ذخيرة لك في الدنيا والآخرة.

يا بني! ثلاثة تجب مداراتهم: المريض والسلطان والمرأة، وكن قنعاً تعش غنيّاً، وكن متّقياً تكن عزيزاً، يا بني! انّك من حين سقطت من بطن اُمّك استدبرت الدنيا واستقبلت الآخرة، وأنت كل يوم إلى ما استقبلت أقرب منك ممّا استدبرت، فتزوّد لدار أنت مستقبلها، وعليك بالتقوى فانّه أربح التجارات، وإذا أحدثت ذنباً فأتبعه بالاستغفار والندم والعزم على ترك العود لمثله.

واجعل الموت نصب عينيك، والوقوف بين يدي خالقك، وتمثّل شهادة جوارحك عليك بعملك، والملائكة الموكّلين بك تستحي (1) منهم ومن ربّك الذي هو مشاهدك، وعليك بالموعظة فاعمل بها، فإنّها عند العاقل أحلى من العسل الشهد، وهي في السفيه أشقّ من صعود الدرجة على الشيخ الكبير،

ولا تسمع الملاهي فإنّها تنسك الآخرة، ولكن احضر الجنائز، وزُر المقابر، وتذكّر الموت وما بعده من الأهوال فتأخذ حذرك.

يابني استعذ بالله من شرار النساء، وكن من خيارهنّ على حذر، يا بني لا تفرح بظلم أحد بل احزن على ظلم من ظلمته، يا بنيّ الظلم ظلمات ويوم القيامة حسرات، وإذا دعتك القدرة إلى ظلم من هو دونك فاذكر قدرة الله عليك.

يا بني تعلّم من العلماء ما جهلت، وعلّم الناس ممّا علمت تذكر بذلك في ا لملكوت، يا بني أغنى الناس من قنع بما في يديه، وأفقرهم من مد عينيه إلى ما في أيدي الناس، وعليك يا بني باليأس ممّا في أيدي الناس، والوثوق بوعد الله، واسع فيما فرض عليك، ودع السعي فيما ضمن لك، وتوكّل على الله في كل اُمورك يكفيك، وإذا صلّيت فصلّ صلاة مودّع تظنّ ألّا تبقى بعدها أبداً.

واياك وما يُعتذر منه فانّه لا يُعتذر من خير، وأحبب للناس ما تحب لنفسك، واكره لهم ما تكرهه لنفسك، ولا تقل ما لا تعلم، واجهد أن يكون اليوم خيراً لك من أمس، وغداً خيراً لك من اليوم، فانّه من استوى يوماه فهو مغبون، ومن كان يومه شرّاً من أمسه فهو ملعون، وارض بما قسّم الله لك فانّه سبحانه يقول: أعظم عبادي ذنباً من لم يرض بقضائي، ولم يشكر نعمائي، ولم يصبر على بلائي.

وأوصى رسول الله (صلى الله عليه وآله) معاذ بن جبل، فقال له: اُوصيك باتقاء الله، وصدق الحديث، وأداء الأمانة، وخفض الجناح، والوفاء بالعهد، وترك الخيانة، وحسن الجوار، وصلة الأرحام، ورحمة اليتيم، ولين الكلام، وبذل السلام. وحسن العمل، وقصر الأمل، وتوكيد الايمان، والتفقّه في الدين، وتدبّر القرآن، وذكر الآخرة، والجزع من الحساب، وكثرة ذكر الموت، ولا تسب مسلماً، ولا تطع آثماً، ولا تقطع رحماً، ولا ترض بقبيح تكن كفاعله، واذكر الله عند كل شجر ومدر وبالأسحار وعلى كل حال

يذكرك، فإنّ الله تعالى ذاكر من ذكره، وشاكر من شكره، وجدّد لكل ذنب توبة، السرّ بالسرّ والعلانية بالعلانية.

واعلم انّ أصدق الحديث كتاب الله (2)، وأوثق العرى التقوى، وأشرف الذكر ذكر الله تعالى، وأحسن القصص القرآن، وشرّ الاُمور محدثاتها، وأحسن الهدى هدى الأنبياء، وأشرف الموت الشهادة، وأعمى العمى الضلالة بعد الهدى، وخير العلم ما نفع، وشرّ العمى عمى القلب، واليد العليا خير من اليد السفلى، وما قلّ وكفى خير ممّا كثر وألهى.

وشرّ المعذرة عند الموت، وشرّ الندامة يوم القيامة، ومن أعظم الخطايا اللسان الكذوب، وخير الغنى غنى النفس، وخير الزاد التقوى، ورأس الحكمة مخافة الله تعالى في السر والعلانية، وخير ما اُلقي في القلب اليقين، وانّ جماع الإثم الكذب والارتياب، والنساء حبائل الشيطان، والشباب شعبة من الجنون، وشرّ الكسب كسب الربا، وشرّ المأثم أكل مال اليتيم.

السعيد من وُعظ بغيره، وليس لجسم نبت على الحرام إلاّ النار، ومن تغذّى بالحرام فالنار أولى به، ولا يستجاب له دعاء، والصلاة نور، والصدقة حرز، والصوم جُنّة حصينة، والسكينة مغنم وتركها مغرم، وعلى العاقل أن يكون له ساعة يناجي فيها ربّه، وساعة يتفكّر فيها في صنع الله، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يتخلّى فيها لحاجته من حلال.

وعلى العاقل ألّا يكون ضاعناً (3) إلاّ في ثلاث (4): تزوّد لمعاد، ومرمّة لمعاش، لذّة في غير محرّم، وعلى العاقل أن يكون بصيراً بزمانه، مقبلاً على شأنه، حافظاً للسانه.

وفي توراة موسى (عليه السلام): عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح، ولمن أيقن بالحساب كيف يذنب، ولمن أيقن بالقدر كيف يحزن، ولمن أيقن بالنار كيف يضحك، ولمن رأى تقلّب الدنيا بأهلها كيف يطمئنّ إليها، ولمن أيقن بالجزاء كيف لا يعمل، لا عقل كالدين، ولا ورع كالكف، ولا حسب كحسن الخلق.

وقال أبو ذر: أوصاني رسول الله (صلى الله عليه وآله) [بسبع خصال] (5): حب المساكين والدنو منهم، وهجران الأغنياء، وأن أصل رحمي، وألّا أتكلّم بغير الحق، ولا أخاف في الله لومة لائم، وأن أنظر إلى من هو دوني ولا أنظر إلى من هو فوقي، وأن أكثر من قول: "سبحان الله والحمد الله ولا اله إلاّ الله والله اكبر، ولا حول ولا قوّة الاّ بالله العليّ العظيم" فهنّ الباقيات الصالحات.

وقال بعضهم: من سلك الجدد أمن العثار، والصبر مطيّة السلامة، والجزع مطيّة الندامة، ومرارة الحلم أعذب من مرارة (6) الانتقام، وثمرة الحقد الندامة، ومن صبر على ما يكره أدرك ما يحب، والصبر على المصيبة مصيبة للشامت بها، والجزع عليها مصيبة ثانية لفوات الثواب وهي أعظم المصائب.

وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): خير الرزق ما يكفي، وخير الذكر ما يخفى، وانّي اُوصيكم بتقوى الله، وبحسن النظر لأنفسكم، وقلّة الغفلة عن معادكم، وابتياع ما يبقى بما يفنى.

واعلموا انّها أيّام معدودة، وأرزاق مقسومة، وآجال معلومة، والآخرة أبد لا أمد له، وأجل لا منتهى له، ونعيم لا زوال له، فاعرفوا ما تريدون وما يُراد بكم، واتركوا من الدنيا ما يشغلكم عن الآخرة، واحذروا حسرة المفرطين، وندامة المغترين، واستدركوا فيما بقي ما فات، وتأهّبوا للرحيل من دار البوار إلى دار القرار، واحذروا الموت أن يفجأكم على غرّة ويعجلكم عن التأهّب والاستعداد، انّ الله تعالى قال: {فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ} [يس: 50] فرب ذي عقل شغله هواه عمّا خُلق له حتّى صار كمن لا عقل له، ولا تعذروا أنفسكم في خطائها، ولا تجادلوا بالباطل فيما يوافق هواكم، واجعلوا همّكم نصر الحق من جهتكم أو من جهة من يجادلكم، فإنّ الله تعالى يقول: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ } [الصف: 14] فلا تكونوا انصاراً لهواكم والشيطان.

واعلموا انّه ما هدم الدين مثل امام ضلالة وضلّ وأضلّ، وجدالِ منافق بالباطل، والدنيا قطعت رقاب طالبيها والراغبين إليها، واعلموا انّ القبر روضة من رياض الجنّة، أو حفرة من حفر النار، فمهّدوه بالعمل الصالح، فمثل أحدكم يعمل الخير كمثل الرجل ينفذ كلامه يمهّد له، قال الله تعالى: {مَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ} [الروم: 44]

وإذا رأيتم الله يعطي العبد ما يحب وهو مقيم على المعصية، فاعلموا انّ ذلك استدراج له، قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ} [الأعراف: 182].

وسئل ابن عباس عن صفة الذين صدقوا الله المخافة، فقال: هم قوم قلوبهم من الخوف قرحة، وأعينهم باكية، ودموعهم على خدودهم جارية، يقولون: كيف نفرح والموت من ورائنا، والقبر موردنا، والقيامة موعدنا، وعلى الله عرضنا، وشهودنا جوارحنا، والصراط على جهنّم طريقنا، وعلى الله حسابنا.

فسبحان الله وتعالى، فانّا نعوذ به من ألسن واصفة، وأعمال مخالفة مع قلوب عارفة، فإنّ العمل ثمرة العلم، والخشية والخوف ثمرة العمل، والرجاء ثمرة اليقين، ومن اشتاق إلى الجنّة اجتهد في أسباب الوصول إليها، ومن حذر النار تباعد مما يدني إليها، ومن أحب لقاء الله استعد للقائه.

وروي انّ الله تعالى يقول في بعض كتبه: يا ابن آدم أنا حيٌّ لا أموت، أطعني فيما أمرتك أجعلك حيّاً لا تموت، يا ابن آدم أنا أقول للشيء كن فيكون، أطعني فيما أمرتك أجعلك تقول للشيء كن فيكون (7).

ولذلك قال الله تعالى في كتابه العزيز: {وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ} [فصلت: 31، 32] وقال النبي صلى الله عليه وآله: ثلاث مهلكات وثلاث منجيات، فأمّا المهلكات: فشحٌّ مطاع، وهوىً متّبع، وإعجاب المرء بنفسه، واما المنجيات: فخشية الله في السر والعلانية، والقصد في الغنى والفقر، والعدل في الرضا والغضب (8).

وقال الحسن (عليه السلام): لقد أصحبت (9) أقواماً كأنّهم كانوا ينظرون إلى الجنّة ونعيمها، والنار وجحيمها، يحسبهم الجاهل مرضى وما بهم من مرض، أو قد خولطوا وانّما خالطهم أمر عظيم، خوف الله ومهابته في قلوبهم. كانوا يقولون ليس لنا في الدنيا من حاجة، ليس لها خُلقنا ولا بالسعي لها اُمرنا، أنفقوا أموالهم، وبذلوا دماءهم، اشتروا بذلك رضى خالقهم، علموا انّ الله اشترى منهم أموالهم وأنفسهم بالجنّة فباعوه، ربحت تجارتهم، وعظمت سعادتهم، أفلحوا وأنجحوا، فاقتفوا آثارهم رحمكم الله، واقتدوا بهم فإنّ الله تعالى وصف لنبيّه صفة آبائه ابراهيم واسماعيل وذرّيتهما، وقال: {فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} [الأنعام: 90].

واعلموا عباد الله انّكم مأخوذون بالاقتداء بهم والإتباع لهم، فجدوا واجتهدوا واحذروا أن تكونوا أعواناً للظالم، فإنّ رسول الله صلى الله عليه وآله قال: من مشى (10) مع ظالم ليعينه على ظلمه فقد خرج من ربقة الإسلام، ومن حالت شفاعته دون حد من حدود الله فقد حادّ الله ورسوله، ومن أعان ظالماً ليبطل حقّاً لمسلم فقد برئ من ذمّة الإسلام ومن ذمّة الله ومن ذمّة رسوله.

ومن دعا لظالم بالبقاء فقد أحب أن يعصى الله، ومن ظُلم بحضرته مؤمن أو اغتيب وكان قادراً على نصره ولم ينصره فقد بآء بغضب من الله ورسوله، ومن نصره فقد استوجب الجنّة من الله تعالى.

وانّ الله أوحى إلى داود (عليه السلام): قل لفلان الجبار: انّي لم أبعثك لتجمع الدنيا على الدنيا، ولكن لترد عنّي دعوة المظلوم وتنصره، فانّي آليت على نفسي أن أنصره وأنتصر له ممّن ظُلم بحضرته ولم ينصره (11).

وقال النبي (صلى الله عليه وآله): من آذى مؤمناً ولو بشطر كلمة جاء يوم القيامة مكتوباً بين عينيه: آيساً من رحمة الله، وكان كمن هدم الكعبة والبيت المقدس، وقتل عشرة آلاف من الملائكة.

وقال رفاعة بن أعين: قال لي الصادق (عليه السلام): ألا اُخبرك بأشد الناس عذاباً يوم القيامة؟ قلت: بلى يا مولاي، قال: أشد الناس عذاباً يوم القيامة من أعان على مؤمن بشطر كلمة، ثم قال: ألا اُخبرك بأشد من ذلك؟ فقلت: بلى يا سيدي، فقال: من أعاب على شيء من قوله أو فعله.

ثم قال: اُدن منّي أزدك أحرفاً اُخر، ما آمن بالله ولا برسوله ولا بولايتنا أهل البيت من أتاه المؤمن في حاجة لم يضحك في وجهه، فان كان عنده قضاها له، وان لم تكن عنده تكلّفها له حتّى يقضيها له، فان لم يكن كذلك فلا ولاية بيننا وبينه. ولو علم الناس ما للمؤمن عند الله لخضعت له الرقاب، وانّ الله تعالى اشتق للمؤمن اسماً من أسمائه، فالله تعالى هو المؤمن سبحانه وسمّى عبده مؤمناً تشريفاً له وتكريماً، وانّه يوم القيامة يؤمن على الله تعالى فيجيز ايمانه (12).

وقال الله تعالى: ليأذن بحرب منّي من آذى مؤمناً وأخافه.

وكان عيسى (عليه السلام) يقول: يا معشر الحواريين تحبّبوا إلى الله ببغض أهل المعاصي، وتقرّبوا إلى الله بالبعد عنهم، والتمسوا رضاه في غضبهم، وإذا جلستم فجالسوا من يزيد في عملكم منطقه، ويذكركم الله رؤيته، ويرغبكم في الآخرة عمله (13).

وقال أمير المؤمنين (عليه السلام) لأبي ذر: ألزم قلبك الفكر، ولسانك الذكر، وجسدك العبادة، وعينيك البكاء من خشية الله، ولا تهتم برزق غد، وألزم المساجد فإنّ عمّارها هم أهل الله، وخاصّته قرّاء كتابه والعاملون به.

وقال (عليه السلام): المروءة ست، ثلاث في السفر وثلاث في الحضر: فالذي في الحضر تلاوة القرآن، وعمارة المساجد، واتخاذ الإخوان في الله، وامّا الذي في السفر: بذل الزاد، وحسن الخلق، والمعاشرة بالمعروف (14)

وكان الحسن (عليه السلام) يقول: يا ابن آدم من مثلك وقد خلّى ربك بينه وبينك، متى شئت أن تدخل عليه توضّأت وقمت بين يديه، ولم يجعل بينك وبينه حجّاباً ولا بوّاباً، تشكو إليه همومك وفاقتك، وتطلب منه حوائجك، وتستعينه على اُمورك، وكان يقول: أهل المسجد زوّار الله، وحق على المزور التحفة لزائره.

وروي انّ المتنخّم في المسجد يجد بها خزياً في وجهه يوم القيامة.

وكان الناس في المساجد ثلاثة أصناف: صنف في الصلاة، وصنف في تلاوة القرآن، وصنف في تعليم العلوم، فأصبحوا صنف في البيع والشراء، وصنف في غيبة الناس، وصنف في الخصومات وأقوال الباطل.

وقال عليه السلام: ليعلم الذي يتنخّم في القبلة انّه يُبعث وهي في وجهه.

وقال: يقول الله تعالى: المصلّى يناجيني، والمنفق يقرضني [في الغنى] (15)، والصائم يتقرّب اليّ.

وقال: انّ الرجلين يكونان في صلاة واحدة وبينهما مثل ما بين السماء والأرض من فضل الثواب.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  1. في "ب": لم لا تستحي منهم.
  2. في "ب": كلام الله.
  3. ضعن: سار. (القاموس)
  4. في "ج": أن يكون ساعياً في ثلاث.
  5. أثبتناه من "ب" و"ج".
  6. في "ج": حلاوة.
  7. عنه مستدرك الوسائل 11: 258 ح12928.
  8. الخصال: 84 ح11 باب3; عنه البحار 70: 6 ح2.
  9. في "الف" و"ج": أصبحت.
  10. في "ج": مضى.
  11. عنه البحار 14: 40 ح24.
  12. البحار 75: 176 ح12 باختلاف.
  13. مجموعة ورام 2: 235; عنه البحار 14: 230 ح65 باختصار.
  14.  الخصال: 324 ح11 باب 6; عنه البحار 76: 311 ح2.
  15. أثبتناه من "ج".

 




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.