أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-2-2019
3702
التاريخ: 27-12-2017
637
التاريخ: 28-1-2018
834
التاريخ: 27-12-2017
764
|
دخول البساسيري بغداد و خلع القائم ثم عوده:
كان طغرلبك سار إلى همذان لقتال أخيه و ترك وزيره عميد الملك الكندي ببغداد مع الخليفة و كان البساسيري و قريش بن بدران فارقا الموصل عند زحف السلطان طغرلبك إليهما فلما سار عن بغداد لقتال أخيه بهمذان خلفه البساسيري و قريش إلى بغداد فكثر الأرجاف بذلك و بعث عن دبيس بن مزيد حاجبه ببغداد ونزلوا بالجانب الشرقي و طلب من القائم الخروج معه إلى إحيائه و استدعى هزارشب من واسط للمدافعة واستمهل في ذلك فقال العرب : لا نشير فأشيروا بنظركم و جاء البساسيري ثامن ذي القعدة سنة خمسين في أربعمائة غلام على غاية من سوء الحال و معه أبو الحسن بن عبد الرحيم و جاء حسين بن بدران في مائة فارس و خيموا مفترقين عن البلد واجتمع العسكر والقوم إلى عميد العراق و أقاموا ازاء البساسيري و خطب البساسيري ببغداد للمستنصر العلوي صاحب مصر بجامع المنصور ثم بالرصافة وأمر بالأذان بحي على خير العمل و خيم بالزاهر وكان هوى البساسيري لمذاهب الشيعة و ترك أهل السنة للإنحراف عن الأتراك فرأى الكندي المطاولة لانتظار السلطان ورأى رئيس الرؤساء المناجزة و كان غير بصير بالحرب فخرج لقتالهم في غفلة من الكندي فانهزم و قتل من أصحابه خلق و نهب باب الأزج و هو باب الخلافة وهرب أهل الحريم الخلافي فاستدعى القائم العميد الكندي للمدافعة عن دار الخلافة فلم يرعهم إلا اقتحام العدو عليهم من الباب النوبي فركب الخليفة و لبس السواد والنهب قد وصل باب الفردوس و العميد الكندي قد استأمن إلى قريش فرجع و نادى بقريش من السور فاستأمن إليه على لسان رئيس الرؤساء و استأمن هو أيضا معه و خرجا إليه و سارا معه و نكر البساسيري على قريش نقضه لما تعاهدا عليه فقال : إنما تعاهدنا على الشركة فيما يستولي عليه و هذا رئيس الرؤساء لك و الخليفة لي.
و لما حضر رئيس الرؤساء عند البساسيري وبخه و سأله العفو فأبى منه و حمل قريش القائم إلى معسكره على هيئته و وضع خاتون بنت أخي السلطان طغرلبك في بلد بعض الثقات من خواصه و أمره بخدمتها و بعث القائم ابن عمه مهارش فسار به إلى بلده حديثة خان و انزله بها و أقام البساسيري ببغداد و صلى عيد النحر بالألوية المصرية و أحسن إلى الناس و أجرى أرزاق الفقهاء و لم يتعصب المذهب و أنزل أم القائم بدارها و سهل جرايتها و ولى محمود بن الأقزم على الكوفة و سعى الفرات و أخرج رئيس الرؤساء من محبسه آخر ذي الحجة فصلبه عند التجيبي لخمسين سنة من تردده في الوزارة و كان ابن ماكولا قد قبل شهادته سنة أربع عشرة و بعث البساسيري إلى المستنصر العلوي بالفتح و الخطبة له بالعراق و كان هنالك أبو الغرج ابن أخي أبي القائم المغربي فاستهان بفعله و خوفه عاقبته و أبطأت أجوبته مدة ثم جاءت بغير ما أمل و سار البساسيري من بغداد إلى واسط و البصرة فملكها و أراد قصر الأهواز فبعث صاحبها هزارشب بن شكر فأصلح أمره على مال يحمله و رجع البساسيري إلى واسط في شعبان سنة إحدى و خمسين و فارقه صدقة بن منصور بن الحسين الأسدي إلى هزارشب و قد كان ولى بغداد أباه على ما يذكر ثم جاء الخبر إلى البساسيري بظفر طغرلبك بأخيه و بعث إليه والي قريش في إعادة الخليفة إلى داره و يقيم طغرلبك و تكون الخطبة و السكة له فأبى البساسيري من ذلك فسار طغرلبك إلى العراق و انتهى إلى قصر شيرين و أجفل الناس بين يديه و رحل أهل الكرخ بأهليهم و أولادهم برا و بحرا و كثر عيث بني شيبان في الناس و ارتحل البساسيري بأهله و ولده ساوس ذي القعدة سنة إحدى و خمسين لحول كامل من دخوله و كثر الهرج في المدينة و النهب و الإحراق و رحل طغرلبك إلى بغداد بعد أن أرسل من طريقه الأستاذ أحمد بن محمد بن أيوب المعروف بابن فورك إلى قريش بن بدران بالشكر على فعله في القائم و في خاتون بنت أخيه زوجة القائم و أن أبا بكر بن فورك جاء بإحضارهما و القيام بخدمتهما و قد كان قريش بعث إلى مهارش بأن يدخل معهم إلى البرية بالخليفة ليصد ذلك طغرلبك عن العراق و يتحكم عليه بما يريد فأبى مهارش لنقض البساسيري عهوده و اعتذر بأنه قد عاهد الخليفة القائم بما لا يمكن نقضه و رحل بالخليفة إلى العراق و جعل طريقه على بدران بن مهلهل و جاء أبو فورك إلى بدر فحمله معه إلى الخليفة و أبلغه رسالة طغرلبك و هداياه و بعث طغرلبك للقائه وزيره الكندي و الأمراء و الحجاب بالخيام و السرادقات و المقربات بالمراكب الذهبية فلقوه في بلد بدر ثم خرج السلطان فلقيه بالنهروان و اعتذر عن تأخره بوفاة أخيه داود بخرسان و عصيان إبراهيم بهمذان و أنه قتله على عصيان و أقام حتى رتب أولاد داود في مملكته و قال إنه يسير إلى الشام في اتباع البساسيري و طال صاحب مصر فقلده القائم سيفه إذ لم يجد سواه و أبدى وجهه للأمراء فحيوه و انصرفوا و تقدم طغرلبك إلى بغداد فجلس في الباب النوبي مكان الحاجب و جاء القائم فأخذ طغرلبك بلجام بغلته إلى باب داره و ذلك لخمس بقين من ذي القعدة سنة إحدى و خمسين و سار السلطان إلى معسكره و أخذ في تدبير أموره.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
الأمين العام للعتبة العسكرية المقدسة يستقبل شيوخ ووجهاء عشيرة البو بدري في مدينة سامراء
|
|
|