المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

مواعيد زراعة الباذنجان
21-9-2020
الاستعانة بأهل الذمة و الشرك
25-11-2016
أنواع الأحجار في مصر القديمة (حجر الجيري الأبيض).
2023-07-10
فزع الوليد و مشاورته لمروان
25-3-2016
The Sonority Sequencing Generalization
21-3-2022
بعض الجرائد الرائدة والمعاصرة
5-6-2021


إنَّه هنا الحسين  
  
3722   02:47 مساءً   التاريخ: 22-11-2017
المؤلف : سليمان كتَّاني
الكتاب أو المصدر : الإمام الحسين في حِلَّة البرفير
الجزء والصفحة : ص79-81.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / قضايا عامة /

نحن ما ضيعَّنا الحسين حتَّى نُفتِّش عنه ، لقد عرفنا مُنذ الوَهلة الأُولى أنَّه دائما في المسجد ، حيث الرسالة التي هي صوت جَدِّه ، وضمير القضيَّة في وحدة الأُمَّة ، ولكنَّنا رحنا نُفتِّش عن الأزاميل التي نحتته وصاغت منه بطلاً ما نسجت مثله أنوال الملاحم .. . 
مُنذ الطفولة وأحضان منسولة مِن الحُلم ، والرمز ، وضمير القصد ، تدغدغ الحسين و تتدغدغ به ، كأنَّه حِضن الحُلم ، والرمز ، والقصد ، لدغدغة أُخرى تهجُّ في ضميرها ديمومة تتلقَّط بها إمامة ، ما كان الحسين الطفل إلاَّ ويشعر بها وهو يحتويها ، وما كان ينمو ويتنامى إلاَّ بها ، أكان في حِضن أُمِّه وهو يمتصُّ ثديها ويشعر أنَّها ـ بكامل ما فيها مِن دمٍ ولحمٍ وعطرٍ ـ نعيم لا يجفُّ لها عطفٌ ، ولاحُبٌّ ، ولا شوقٌ ، ولا جمال ، أم كان في حِضن أبيه الذي يشيع عليه مَهابة لا تتسربل بمثلها إلاَّ مداميك القلاع أو أبراج الحصون ، أمَّا جَدُّه المُتمنطق بآيات الجلال ، فإنَّه كان يمرح فوق منكبيه وهو يشعر كأنَّ النجوم تتساقط مِن أبراجها إلى عِبِّه ، وما أنْ ينزل عن المنكبين إلى الأرض حتَّى يركض كالولهان إلى حِضن أخيه الحسن ، ليُفرغ مِن عِبّه إلى عِبِّه الآخر ، كلَّ ما جناه مِن سلال جَدِّه المليئة بالعَطف ، والرغد ، والزُّهد المُجمَّع عن شاطئ الكوثر .
مِن يوم إلى يوم كان يعقد الزهر في روض الحسين ويُثمر ، ومِن عهدٍ إلى عهدٍ كانت تنجلي أمام عينيه ملامح الرؤى ، وما تتغلَّف بها الضمائر ، وكانت الأحداث تتفتَّح عن مكامنها ومقاصدها بين يديه ، وهو يجلوها بما هو مرهوب به مِن عقل ، هو ذخيرة ربِّه في أنقى عباده.
وإنْ كنَّا نؤمن بالعقل السليم طاقة تُحقِّق الفَهم والإدراك ، ولكنْ للجوِّ الحميم الذي ولِدَ فيه الحسين ـ مع كلِّ الذبذبات المُتجانسة التي رافقته بجميع تأوّداتها ، مُنذ الطفولة إلى كلِّ عهد آخر تزيَّن بالصَبْوة ، والشباب ، والرجولة ، تأثيرات بليغة الوطء وبارزة الأداء ، في عمليَّات التكييف ، والشحذ ، والتوجيه ـ كانت كلُّها بساطاً مُرتاحاً لهذه العقليَّة التي وصِفَت بأنَّها سليمة وباكرة النُّضج ، وأنَّه لمِن المُثير أنْ نلمح إلى شيء مِن هذه التأثيرات المبثوثة في الجوِّ الذي نشأ فيه الحسين ، وكيف كان لها فعل إيحائي ترهَّف به عقله ، وحِسَّه ، وتكوينه النفسي، وكيف انطبعت به نزعاته ، وميوله ، في النهج والتعبير .
مِن المشهور والمشهود له ، أنَّ لطفولة الحسين تعهُّداً مُهتمَّاً ومُتفرِّداً عن المثيل ، ولقد اشترك في مثل هذا التعهُّد المُمتاز : الجَدًّ ، والأبُ ، والأُمُّ في إخراج موحَّد لا يُشير إلاَّ إلى وحدة القصد الذي يجتمع عليه الثلاثة ، فكان واحداً في اللون ، وواحداً في النوع ، وواحداً في التوجيه ، وواحداً في لمِّ الأخوين إلى مُشتركٍ واحدٍ دون أيِّ فرقٍ أو تمييز ، كأنَّهما واحد في التنشئة والتربية ، وكان الواحد منهما هو المُكمِّل للآخر ، على بُنية في المزاج تبقى ـ أبداً ـ منقوصةً إنْ لم يَنجدل خيطها بالخيط الآخر ، ليكونا حُبكةً واحدة في فتيلة السراج ، لقد كان الحسن والحسين ـ فعلاً ـ شخصين بمِزاجين ، ولكنَّهما كانا في وحدة فِكريَّة روحيَّة رائعة الاندماج ، جمعتهما إلى القصد الواحد ، ليكونا أخراجاً واحداً لذلك القصد الأكبر ، الذي جال في بال النبي وهو يزفُّ إلى إنسان الجزيرة رسالة تجمعه مِن تيهه المُشرَّد إلى مُجتمعه المُوحَّد .
لقد تمَّ تأليف الأُمَّة وتوحيدها بعد بذل العرق والدم ، وتمَّ الانتصار على كلِّ ما كان يُعرقل سير القافلة الكبيرة على دروب الحياة ، وتمَّ القضاء على كلِّ تشويش كانت تتعنتر به القبليَّة ، وتشقُّ الأُمَّة وتُبعثرها إلى ألف ، وجاء التدبير الأوحد وألاحكم ، بإلقاء زمام التحكُّم والتعهُّد على رجل واحد مُرِّسَ بالإيمان ، والفكر ، والتوجيه ، والعَزم ، والإرادة . 
إنَّ هذا الرجل هو الذي يُمثِّل الخلافة المصقولة بالإمامة ، وهو الذي يمنع ـ وحده ـ رجوعاً إلى زعامات تقليديَّة يدعمها ـ مِن هنا وهناك ـ عدد لا يُحصى مِن القبائل ، وهو الذي يُمثِّل رسالة ما نجح غيرها في المُجتمع ، وهو الذي ينقدُّ ضلعاً أميناً مِن الرسالة ، وشَفرةً كريمةً مِن مَعدنها الأصيل ، وحارساً أميناً لعهودها المُرتبطة بالصدق والحَقِّ .
لقد تمَّ تعيين البيت الذي يحَضن الرسالة المُنبثقة مِن قلب الجوهر ، أمَّا النبيُّ العظيم ، وابنته التي كأنَّها جُبلت خصيصاً بطبيعتها الأنيقة ونفسها الكريمة ، وابن العَمِّ الذي ذابت كلُّ أجيال الجزيرة حتَّى أفردته فريداً في الصدق والعقل والعَزْم والبطولة ، هُمْ الآن الفاهمون القصد ، والمُجتمعون على تنفيذه ؛ لأنَّه هو وحده المستجيب لحقيقة الرسالة ، التي كانت ترجمة صادقة لمُجتمع تحقَّق والْتَمَّ ، وتمَّ أيضاً ملء البيت بالفتيلتين المؤلِّفتين سلك النور الذي سيستضيء به خَطُّ الرسالة والإمامة ، فلتكن لنا مُرافقة الحسين حتَّى تستقيم معه مُتابعة الدراسة ، فهو صاحبنا الآن في الرفقة الكريمة .
أقول : ثلاثة هُمْ الراسمون القصد ، وهُمْ وحدهم الفاهمون ، وهُمْ الذين يُخرجونه بالمَبنى وبالمعنى ، وبوضح النهج ، أمَّا الحسين الطفل ، فهل كان له أنْ يعرف أنَّه هو القصد المُضمر ؟ وأنَّه هو الذات المُستترة في البال وخَلف البال , وفي الحُلم ، وفي الأبعَد منه ، وفي البيت ، وفي الأرفع والأفسح مِن سقفه ؟ ولكنْ مَن يقول : إنَّ ليس للطفولة إدراك مُخبَّأ في الحِسِّ ، والشعور وطويَّة الذات ، وهو الذي يتغذَّى مِن كلِّ ما يحتكُّ به ، لينطلق مُعبِّراً عنه ؟
ونقول : إنَّ كلَّ ما احتكَّت به طفولة الحسين ، هو الذي كان ذُخراً في حِسِّه وشعوره وطوية نفسه ، وهو الذي ترسَّخ به عقله وقلبه وفكره ، وهو الذي تركَّز به واستقام رأيه ، واقتناعه ونهجه ، وهو الذي عبَّر عنه في كلِّ كلمة قالها ، وفي كلِّ عَزم مسح به إرادته وروحه وصلابته ، في الاقتحام والاحتمال ، لقد أصبح الجوُّ الذي رُبِّي وترعرع فيه الحسين ، كلُّ الحسين إنَّه في آنٍ واحد .. . 

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.