أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-3-2016
3520
التاريخ: 22-3-2016
3338
التاريخ: 6-4-2016
3639
التاريخ: 7-11-2017
3579
|
[قال باقر شريف القرشي : ] فزع الوليد ممّا عهد إليه يزيد مِن التنكيل بالمعارضين ؛ فقد كان على يقين من أنّ أخذ البيعة من هؤلاء النفر ليس بالأمر السّهل حتّى يقابلهم بالعنف أو يضرب أعناقهم كما أمره يزيد.
إنّ هؤلاء النفر لمْ يستطع معاوية مع ما يتمتّع به مِن القابليات الدبلوماسية أنْ يُخضعهم لبيعة يزيد فكيف يصنع الوليد أمراً عجز عنه معاوية؟
حار الوليد في أمره فرأى أنّه في حاجة إلى مشورة مروان عميد الأُسرة الاُمويّة فبعث خلفه فأقبل مروان وعليه قميص أبيض وملأة مورّدة فنعى إليه معاوية فجزع مروان وعرض عليه ما أمره يزيد مِنْ إرغام المعارضين على البيعة له وإذا أصرّوا على الامتناع فيضرب أعناقهم وطلب مِنْ مروان أنْ يمنحه النّصيحة ويخلص له في الرأي.
أشار مروان على الوليد فقال له : ابعث إليهم في هذه الساعة فتدعوهم إلى البيعة والدخول في طاعة يزيد فإنْ فعلوا قبلت ذلك منهم وإنْ أبَوا قدّمهم واضرب أعناقهم قبل أنْ يدروا بموت معاوية ؛ فإنّهم إنْ علموا ذلك وثب كلّ رجل منهم فأظهر الخلاف ودعا إلى نفسه فعند ذلك أخاف أنْ يأتيك مِنْ قِبَلِهم ما لا قِبَلَ لك به إلاّ عبد الله بن عمر فإنّه لا ينازع في هذا الأمر أحداً مع إنّي أعلم أنّ الحُسين بن علي لا يجيبك إلى بيعة يزيد ولا يرى له عليه طاعة ووالله لو كنت في وضعك لمْ اُراجع الحُسين بكلمة واحدة حتى أضرب رقبته كان في ذلك ما كان , وعظُمَ ذلك على الوليد وهو أحنك بني أُميّة وأملكهم لعقله ورشده فقال لمروان : يا ليت الوليد لمْ يولد ولمْ يك شيئاً مذكوراً ؛ فسخر منه مروان وراح يندّد به قائلاً : لا تجزع ممّا قلت لك! فإنّ آل أبي تراب هم الأعداء مِنْ قديم الدهر ولم يزالوا وهم الذين قتلوا الخليفة عثمان بن عفان ثمّ ساروا إلى أمير المؤمنين ـ يعني معاوية ـ فحاربوه ؛ ونهره الوليد فقال له : ويحك يا مروان عن كلامك هذا! وأحسِن القول في ابن فاطمة فإنّه بقيّة النّبوة , واتّفق رأيهم على استدعاء القوم وعرض الأمر عليهم ؛ للوقوف على مدى تجاوبهم مع السلطة في هذا الأمر ؛ لقد حرّض مروان الوليد على التنكيل بالمعارضين واستهدف بالذات الإمام الحُسين فألحّ بالفتك به إنْ امتنع من البيعة وفيما أحسب أنّه إنّما دعاه لذلك ما يلي :
1 ـ أنّ مروان كان يحقد على الوليد وكانت بينهما عداوة متأصّلة وهو على يقين أنّ الوليد يحبّ العافية ولا ينفّذ ما عهد إليه في شأن الإمام الحُسين فاستغلّ الموقف وراح يشدّد عليه في اتّخاذ الإجراءات الصارمة ضدّ الإمام ؛ ليسبتين لطاغية الشام موقفه فيسلب ثقته عنه ويقصيه عن ولاية يثرب وفعلاً قد تحقّق ذلك فإنّ يزيد حينما علم بموقف الوليد مع الحُسين (عليه السّلام) غضب عليه وأقصاه عن منصبه.
2 ـ أنّ مروان كان ناقماً على معاوية حينما عهد بالخلافة لولده ولمْ يرشحّه لها ؛ لأنّه شيخ الاُمويِّين وأكبرهم سناً فأراد أنْ يورّط يزيد في قتل الإمام ؛ ليكون به زوال ملكه.
3 ـ كان مروان من الحاقدين على الحُسين ؛ لأنّه سبط رسول الله (صلّى الله عليه وآله) الذي حصد رؤوس بني أُميّة ونفى أباه الحكم عن يثرب وقد لعنه ولعن مَنْ تناسل منه وقد بلغ الحقد بمروان للأُسرة النّبوية أنّه منع مِنْ دفن جنازة الحسن (عليه السّلام) مع جدّه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) , ويقول المؤرّخون : إنّه كان يبغض أبا هريرة ؛ لأنّه يروي ما سمعه مِنْ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في فضل سبطيه وريحانتيه وقد دخل على أبي هريرة عائداً له فقال له : يا أبا هريرة ما وجدت عليك في شيء منذ اصطحبنا إلاّ في حبّك الحسن والحُسين ؛ فأجابه أبو هريرة : أشهد لقد خرجنا مع رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فسمع الحسن والحُسين يبكيان فقال : ما شأن ابني؟ فقالت فاطمة : العطش ؛ يا مروان كيف لا أحبّ هذين وقد رأيت مِنْ رسول الله ما رأيت؟! لقد دفع مروان الوليد إلى الفتك بالحُسين لعله يستجيب له فيروي بذلك نفسه المترعة بالحقد والكراهية لعترة النّبي (صلّى الله عليه وآله).
4 ـ كان مروان على يقين أنّه سيلي الخلافة فقد أخبره الإمام أمير المؤمنين وصي النّبي (صلّى الله عليه وآله) وباب مدينة علمه حينما تشفّع الحسنان به بعد واقعة الجمل فقال : إنّ له إمرة كلعقة الكلب أنفه وقد اعتقد بذلك مروان وقد حرّض الوليد على الفتك بالحُسين ؛ ليكون ذلك سبباً لزوال مُلْكِ بني سفيان ورجوع الخلافة إليه , هذه بعض الأسباب التي حفّزت مروان إلى الإشارة على الوليد بقتل الإمام الحُسين وإنّه لمْ يكن بذلك مشفوعاً بالولاء والإخلاص إلى يزيد.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|