المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

تحضير المركب Na2PdCl4
2024-04-07
الفوز الكبير في أصول التفسير- أبو عبد العزيز احمد الهندي
9-5-2017
ابن شهيد
22-7-2016
المتطلبات البيئية للشعير
25-7-2016
بحوث في أصول التفسير ومناهجه- فهد بن عبد الرحمن الرومي
8-5-2017
fusional (adj.)
2023-09-10


التربية السليمة ما هي الا عملية مغامرة محسوبة  
  
2323   10:52 صباحاً   التاريخ: 21-11-2017
المؤلف : ريتشارد تمبلر
الكتاب أو المصدر : قواعد التربية
الجزء والصفحة : ص62-63
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / مفاهيم ونظم تربوية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-2-2017 4342
التاريخ: 26-12-2020 2897
التاريخ: 26-7-2016 4549
التاريخ: 26-7-2016 8826

حينما كنت في سن المراهقة، كان أخي الأصغر ـ في حوالي الثامنة من عمره ـ يحاول تسلق شجرة عالية من حديقتنا، وبعد ما وصل لارتفاع يساوي تقريباً ارتفاع المنزل، انكسر الفرع الذي كان واقفا عليه، وعلى الفور مد أخي يديه وامسك بالفرع الذي يعلوه بكلتا يديه وبقي كذلك معلقا في الهواء على ارتفاع حوالي 25 قدمًا (حتى لو حسبتها بالمتر ستجد ان الارتفاع كبير)، وبالطبع، ملأ الدنيا صراخا وعويلا وهو في هذا الوضع.

خرجت أمي على أثر صرخاته للحديقة لترى ما كان يحدث، ولابد انها شعرت بالفزع حينما رأته في هذا الوضع الخطير، لكنها لم تظهر أياً من مشاعرها، وكان كل ما فعلته هو ان تحدثت اليه بكل هدوء قائلة: (لا باس يا صغيري، هناك بروز صغير على مبعدة ثلاثة بوصات من قدمك اليسرى، حسنا ارتكز عليها، والان حرك يدك اليمنى للفرع الادنى....)، وهكذا سار الامر حتى نزل اخي سالما الى الارض.

قد يخطر ببالك ان والدتي قامت بمنعه من تسلق الاشجار بعد ذلك، على الاقل لبضعة اعوام، لكن هذا لم يحدث! لقد عرفت ان هذا الصغير تعلم درسا، وهو ما حدث بالفعل.

ما المغزى إذن؟ حسنا، لابد من السماح للأطفال بتعلم دروسهم بأنفسهم، وان يرتكبوا اخطاءهم، ويتعلموا بأشق الطرق؛ فاذا لم يخاطروا، فلن يتعلموا؛ فمن لا يرتبكون الاخطاء لا يحققون أي انجازات، وهذا يعني انه على المرء دوما ان يقدم على المجازفات. وكوالد حصيف، عليك السماح لأطفالك بتسلق الاشجار، اتركهم يختاروا مواد في دراستهم الثانوية اكثر مما تظن انهم سيتحملونها، ولا تمانع فيما اذا طلبوا منك الاذن بالذهاب الى رحلة خلوية.

بالطبع عليك انت ان تحدد درجة المخاطر، وستكون هناك اوقات تكون فيها المخاطر شديدة، وتكون مجبرا على قول كلمة (لا)، بيد انه لا يمكنك ان تبني قراراتك دوما على اسواء السيناريوهات المحتملة؛ فان فعلت فسوف تقول (لا) لكل شيء؛ لأنه غير مضمون العاقبة تماما؛ وهكذا لن يتعلم اطفالك شيئاً، ولن يكونوا قادرين على اتخاذ قراراتهم بأنفسهم عند مغادرتهم منزلك، وهنا ستدرك انك لم تقم بمهمتك بصورة سليمة.

لا يمكنك ان تبني قراراتك دوما على أسوأ السيناريوهات المحتملة.

لذا تقبل فكرة الاقدام على المخاطر، وبالطبع حين تقدم على المخاطر فقد يحدث ان تسوء الامور، وقد ينتهي الحال بولدك وقد كسر رسغه او حصل على درجات سيئة في الاختبار. ولكن مهلا، هذه ليست نهاية العالم، وثق بان اطفالك سيتعلمون من تلك المواقف كما تتعلم انت منها. البديل الوحيد لذلك هو عدم الاقدام على أي مخاطر على الاطلاق؛ وهو ما سوف يؤذيهم بصورة اكبر على المدى البعيد.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.