المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


سلمان الفارسي  
  
3049   11:49 صباحاً   التاريخ: 12-11-2017
المؤلف : السيد محسن الامين.
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة.
الجزء والصفحة : ج 7 -ص279
القسم : الرجال و الحديث والتراجم / أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-8-2017 1112
التاريخ: 2023-09-30 613
التاريخ: 11-10-2017 1103
التاريخ: 2023-09-27 640

سلمان الفارسي ويقال سلمان بن عبد الله.
توفي بالمدائن سنة 35 أو 36 أو 37 أو 33 وفي تهذيب التهذيب وهو أشبه لما روي أنه دخل ابن مسعود على سلمان عند الموت وقد مات ابن مسعود قبل سنة 34 باتفاق اه‍ وفي رجال بحر العلوم توفي سنة 34 من الهجرة على الأصح وتوفي بالمدائن ودفن بها وقبره معروف يزار إلى اليوم.
وفي الاستيعاب قال الشعبي توفي سلمان في علية لأبي قرة الكندي بالمدائن.

اسمه ونسبه الأصليان:

في تهذيب التهذيب قال أبو عبد الله بن مندة اسمه مابة ابن بوذخشان ابن مورسلان بن بهنوذان بن فيروز بن سهرك من ولد أب الملك وفي أسد  الغابة كان ذلك اسمه قبل الاسلام وفي الإصابة قيل إن اسمه كان ما به بكسر الموحدة ابن بود قاله ابن مندة بسنده وساق له نسبا وقيل اسمه بهبود اه‍ وعن اكمال الدين كان اسم سلمان روزبه بن خشنوذان.

ألقابه :

يقال سلمان الخير وسلمان المحمدي وسلمان ابن الاسلام وفي تهذيب التهذيب قال ابن حبان هو سلمان الخير ومن زعم انهما اثنان فقد وهم وروى الكشي بسنده عن الحسن بن صهيب عن أبي جعفر ع قال ذكر عنده سلمان الفارسي فقال أبو جعفر مهلا لا تقولوا سلمان الفارسي ولكن قولوا سلمان المحمدي ذلك رجل منا أهل البيت. سلمان من المعمرين قيل عاش 250 سنة وقيل 350 وفي تهذيب التهذيب عن العباس ابن زيد: أهل العلم يقولون عاش سلمان 350 سنة فاما 250 فلا يشكون فيه وكان أدرك وصي عيسى بن مريم ع فيما قيل اه‍ وفي رجال بحر العلوم توفي وعمره 350 سنة وقيل 250.

سبب اسلامه :

في الاستيعاب: ذكر سليمان القمي عن أبي عثمان النهدي عن سلمان الفارسي انه تداوله في الرق بضعة عشر ربا من رب إلى رب حتى أفضى إلى النبي ص ومن الله عليه بالاسلام وقد روي من وجوه ان النبي ص اشتراه على العتق وبسنده ان سلمان الفارسي اتى إلى رسول الله ص بصدقة فقال هذه صدقة عليك وعلى أصحابك فقال يا سلمان انا أهل البيت لا تحل لنا الصدقة فرفعها ثم جاءه من الغد بمثلها فقال هذه هدية كلوا واكل وفي شرح النهج الحديدي ج 4 ص 225 فاما حديث اسلام سلمان فقد ذكره كثير من المحدثين ورووه عنه ثم أورده كما يأتي عن أسد الغابة مع بعض الزيادات ونحن ننقله من أسد الغابة فان كانت زيادة ألحقناها.
في أسد الغابة: كان سلمان ببلاد فارس مجوسيا سادن النار وكان سبب اسلامه ثم روى بأسانيده المتعددة عن ابن عباس قال حدثني سلمان قال كنت رجلا من أهل فارس من أصبهان من جي ابن رجل من دهاقينها وكان أبي دهقان ارضه وكنت أحب الخلق إليه أو عباد الله إليه فأجلسني في البيت كالجواري فاجتهدت في الفارسية في المجوسية فكنت في النار التي توقد فلا تخبو وكان أبي صاحب ضيعة وكان له بناء يعالجه في داره فقال لي يوما يا بني قد شغلني ما ترى فانطلق إلى الضيعة ولا تحتبس فتشغلني عن كل ضيعة بهمي بك فخرجت لذلك فمررت بكنيسة النصارى وهم يصلون فملت إليهم وأعجبني أمرهم وقلت والله هذا خير من ديننا فأقمت عندهم حتى غابت الشمس لا انا اتيت الضيعة ولا رجعت إليه فاستبطأني وبعث رسلا في طلبي وقد قلت للنصارى حين أعجبني أمرهم أين أصل هذا الدين قالوا بالشام فرجعت إلى والدي فقال يا بني قد بعثت إليك رسلا فقلت قد مررت بقوم يصلون في كنيسة فأعجبني ما رأيت من أمرهم وعلمت ان دينهم خير من ديننا فقال يا بني دينك ودين آبائك خير من دينهم فقلت كلا والله فخافني وقيدني فبعثت إلى النصارى وأعلمتهم ما وافقني من أمرهم وسألتهم اعلامي من يريد الشام ففعلوا وألقيت الحديد من رجلي وخرجت معهم حتى اتيت الشام فسألتهم عن عالمهم فقالوا الأسقف فاتيته فأخبرته وقلت أكون معك أخدمك وأصلي معك قال أقم فمكثت مع رجل سوء في دينه كان يأمرهم بالصدقة فإذا أعطوه شيئا أمسكه لنفسه حتى جمع سبع قلاب مملوءة ذهبا وورقا فتوفي فأخبرتهم بخبره فزبروني فدللتهم على ماله فصلبوه ولم يغيبوه ورجموه واجلسوا مكانه رجلا فاضلا في دينه زهدا ورغبة في الآخرة وصلاحا فالقى الله حبه في قلبي حتى حضرته الوفاة فقلت أوصني فذكر رجلا بالموصل وكنا على امر واحد حتى هلك فاتيت الموصل فلقيت الرجل فأخبرته بخبري وان فلانا امرني باتيانك فقال أقم فوجدته على سبيله وأمره حتى حضرته الوفاة فقلت له أوصني فقال ما علم رجلا بقي على الطريقة المستقيمة الا رجلا بنصيبين فلحقت بصاحب نصيبين قالوا وتلك الصومعة التي تعبد فيها سلمان قبل الاسلام باقية إلى اليوم ثم احتضر صاحب نصيبين فقلت له أوصني فقال ما عرف أحدا على ما نحن عليه الا رجلا بعمورية من ارض الروم فاتيته بعمورية فأخبرته بخبري فأمرني بالمقام وثاب لي شئ واتخذت غنيمة وبقرات وحضرته الوفاة فقلت إلى من توصي بي فقال قد ترك الناس دينهم ولا اعلم أحدا اليوم على مثل ما كنا عليه ولكن قد أظلك نبي يبعث بدين إبراهيم الحنيفية مهاجره بأرض بين حرتين ذات نخل وبه آيات وعلامات لا تخفى قلت فما علامته قال بين منكبيه خاتم النبوة يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة فان استطعت فتخلص إليه فتوفي فمر بي ركب من العرب من كلب فقلت أصحبكم وأعطيكم بقراتي وغنمي هذه وتحملوني إلى بلادكم فحملوني إلى وادي القرى فلما بلغناها ظلموني فباعوني من رجل من اليهود فكنت أعمل له في نخله وزرعه ورأيت النخل فعلمت انه البلد الذي وصف لي فأقمت عند الذي اشتراني وقدم عليه رجل من بني قريظة وفي رواية شرح النهج قدم عليه ابن عم له فاشتراني منه وقدم بي المدينة فعرفتها بصفتها فأقمت معه أعمل في نخله وبعث الله نبيه بمكة ولا اعلم بشئ من امره ص وغفلت عن ذلك حتى قدم المدينة فنزل في بني عمرو بن عوف فاني لفي رأس نخلة إذا اقبل ابن عم لصاحبي فقال اي فلان قاتل الله بني قيلة مررت بهم آنفا وهم مجتمعون على رجل بقبا قدم عليهم من مكة يزعم أنه نبي فوالله ما هو الا ان سمعتها فأخذني القر والانتقاض ورجفت بي النخلة حتى كدت ان أسقط ونزلت سريعا فقلت ما هذا الخبر فلكمني صاحبي لكمة وقال وما أنت وذاك اقبل على شأنك فأقبلت على عملي حتى أمسيت فجمعت شيئا كان عندي من التمر فاتيته به وهو بقباء عند أصحابه فقلت اجتمع عندي ما أردت ان أتصدق به فبلغني انك رجل صالح ومعك رجال من أصحابك غرباء ذوو حاجة فرأيتكم أحق به فوضعته بين يديه فكف يده وقال لأصحابه كلوا فأكلوا فقلت هذه واحدة ورجعت وتحول إلى المدينة فجمعت شيئا فاتيته به فقلت أحببت كرامتك واني رأيتك لا تأكل الصدقة فأهديت لك هدية وليست بصدقة فمد يده فاكل وأكل أصحابه فقلت هاتان اثنتان ورجعت فاتيته وقد تبع جنازة إلى بقيع الغرقد وحوله أصحابه فسلمت وتحولت انظر إلى الخاتم في ظهره فعلم ما أردت فالقى رداءه فرأيت الخاتم  فقلبته وبكيت فأجلسني بين يديه فحدثته بشأني كله كما حدثتك يا ابن عباس فأعجبه ذلك وأحب ان يسمع أصحابه.

رواية الحاكم سبب اسلامه:

وروى الحاكم في المستدرك خبر سبب اسلامه بما يخالف ما مر ويناقضه فروى بسنده عن زيد بن صوحان ان رجلين من أهل الكوفة كانا صديقين لزيد أتياه ليكلم لهما سلمان أن يحدثهما كيف كان اسلامه فلقوا سلمان وهو بالمدائن أميرا عليها فوجدوه على كرسي وبين يديه خوص وهو يسفه فسلمنا وقعدنا فقال له زيد يا أبا عبد الله ان هذين لي صديقان ولهما أخ وقد أحبا ان يسمعا كيف كان بدؤ اسلامك فقال كنت يتيما من رام هرمز وكان ابن دهقان رامهرمز يختلف إلى معلم يعلمه فلزمته لأكون في كنفه وكان لي أخ أكبر مني وكان مستغنيا بنفسه وكنت غلاما قصيرا وكان إذا قام من مجلسه تفرق من يحفظهم فإذا تفرقوا اخرج فيضع ثوبه ثم يصعد الجبل وكان يفعل ذلك غير مرة متنكرا فقلت له انك تفعل كذا وكذا فلم لا تذهب بي معك فقال أنت غلام وأخاف ان يظهر منك شئ قلت لا تخف قال فان في هذا الجبل قوما في برطيلهم لهم عبادة ولهم صلاح يذكرون الله تعالى ويذكرون الآخرة ويزعموننا عبدة النيران وعبدة الأوثان وأنا على دينهم قلت فاذهب بي معك إليهم قال لا أقدر على ذلك حتى استأمرهم أخاف ان يظهر منك شئ فيعلم أبي فيقتل القوم فيكون هلاكهم على يدي قلت لن يظهر مني شئ فاستأمرهم فأتاهم فقال غلام عندي يتيم فأحب ان يأتيكم ويسمع كلامكم قالوا ان كنت تثق به قال أرجو ان يجئ منه الا ما أحب قالوا فجئ به فقال لي قد استأذنت في أن تجئ معي فإذا كانت الساعة التي رأيتني اخرج فيها فائتني ولا يعلم بك أحد فان أبي ان علم بهم قتلهم فلما كانت الساعة التي يخرج فيها تبعته فصعدنا الجبل فانتهينا إليهم فإذا هم في برطيلهم وهم ستة أو سبعة وكان الروح قد خرج منهم من العبادة يصومون النهار ويقومون الليل ويأكلون عند السحر ما وجدوا فقعدنا إليهم فاتى الدهقان على خبرهم فتكلموا فحمدوا الله وأثنوا عليه وذكروا من مضى من الرسل والأنبياء حتى خلصوا إلى ذكر عيسى بن مريم عليهما السلام فقالوا بعث الله تعالى عيسى ع رسولا وسخر له ما كان يفعل من أحياء الموتى وخلق الطير وابراء الأكمة والأبرص والأعمى فكفر به قوم وتبعه قوم وانما كان عبد الله ورسوله ابتلى به خلقه وقالوا قبل ذلك يا غلام ان لك لربا وان لك معادا وان بين يديك جنة ونارا إليهما تصيرون وان هؤلاء القوم الذين يعبدون النيران أهل كفر وضلالة لا يرضى الله ما يصنعون وليسوا على دين فلما حضرت الساعة التي ينصرف فيها الغلام انصرف وانصرفت معه ثم غدونا إليهم فقالوا مثل ذلك وأحسن فقالوا لي يا سلمان انك غلام وانك لا تستطيع ان تصنع كما نصنع فصل ونم وكل واشرب فاطلع الملك على صنيع ابنه فركب في الخيل حتى اتاهم في برطلهم فقال يا هؤلاء قد جاورتموني فأحسنت جواركم ولم تروا مني سوءا فعمدتم إلى ابني فأفسدتموه علي قد أجلتكم ثلاثا فان قدرت عليكم بعد ثلاث أحرقت عليكم برطيلكم هذا فالحقوا ببلادكم فاني أكره ان يكون مني إليكم سوء قالوا نعم ما تعمدنا مساءتك ولا أردنا الا الخير فكف ابنه عن إتيانهم فقلت له اتق الله فإنك تعرف ان هذا الدين دين الله وان أباك ونحن على غير دين انما هم عبدة النار لا يعبدون الله فلا تبع آخرتك بدين غيرك قال يا سلمان هو كما تقول وانما أتخلف عن القوم بقيا عليهم ان تبعت القوم طلبني أبي في الجبل وقد خرج في اتياني إياهم وقد اعرف ان الحق في أيديهم فأتيتهم في اليوم الذي أرادوا ان يرتحلوا فيه فقالوا يا سلمان قد كنا نحذر مكان ما رأيت فاتق الله وأعلم ان الدين ما أوصيناك به وان هؤلاء عبدة النيران لا يعرفون الله تعالى ولا يذكرونه فلا يخدعنك أحد عن دينك قلت ما أنا بمفارقكم قالوا أنت لا تقدر ان تكون معنا نحن نصوم النهار ونقوم الليل ونأكل عند السحر ما أصبنا وأنت لا تستطيع ذلك فقلت لا أفارقكم قالوا أنت أعلم وقد أعلمناك حالنا فإذا أتيت لعله أبيت فخذ مقدار حمل يكون معك شئ تأكله فإنك لا تستطيع ما نستطيع نحن ففعلت ولقينا أخي فعرضت عليه ثم اتيتهم يمشون وأمشي معهم فرزق الله السلامة حتى قدمنا الموصل فاتينا بيعة بالموصل فلما دخلوا احتفوا بهم وقالوا أين كنتم قالوا كنا في بلاد لا يذكرون الله تعالى فيها عبدة النيران وكنا نعبد الله فطردونا فقالوا ما هذا الغلام فطفقوا يثنون علي وقالوا صحبنا من تلك البلاد فلم نر منه الا خيرا قال سلمان فوالله انهم لكذلك إذ طلع عليهم رجل من كهف جبل فجاء حتى سلم وجلس فحفوا به وعظموه أصحابي الذين كنت معهم وأحدقوا به فقال أين كنتم فأخبروه فقال ما هذا الغلام معكم فأثنوا علي خيرا وأخبروه باتباعي إياهم ولم أر مثل اعظامهم إياه فحمد الله وأثنى عليه ثم ذكر من أرسل من رسله وأنبيائه وما لقوا وما صنع بهم وذكر مولد عيسى بن مريم ع وانه ولد من غير ذكر فبعثه الله عز وجل رسولا وأحيا على يديه الموتى وانه يخلق من الطين كهيأة الطير فينفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله وأنزل عليه الإنجيل وعلمه التوراة وبعثه رسولا إلى بني إسرائيل فكفر به قوم وامن به قوم وذكر بعض ما لقي عيسى بن مريم وانه كان عبد الله أنعم الله عليه فشكر ذلك له ورضي الله عنه حتى قبضه الله عز وجل وهو يعظمهم ويقول اتقوا الله والزموا ما جاء به عيسى عليه الصلاة والسلام ولا تخالفوا فيخالف بكم ثم قال من أراد أن يأخذ من هذا شيئا فليأخذ فجعل الرجل يقوم فيأخذ الجرة من الماء والطعام فقام أصحابي الذين جئت معهم فسلموا عليه وعظموه وقال لهم الزموا هذا الدين وإياكم ان تفرقوا واستوصوا بهذا خيرا وقال لي يا غلام هذا دين الله الذي تسمعني أقوله وما سواه الكفر قلت ما أنا بمفارقك قال إنك لا تستطيع ان تكون معي اني لا اخرج من كهفي هذا الا كل يوم أحد ولا تقدر على الكينونة معي وأقبل علي أصحابه فقالوا يا غلام انك لا تستطيع ان تكون معه قلت ما أنا بمفارقك قال له أصحابه يا فلان ان هذا غلام ويخاف عليه قال لي أنت اعلم قلت فاني لا أفارقك فبكى أصحابي الأولون الذين كنت معهم عند فراقهم إياي فقال يا غلام خذ من هذا الطعام ما ترى انه يكفيك إلى الأحد الآخر   وخذ من الماء ما تكتفي به ففعلت فما رأيته نائما ولا طاعما راكعا وساجدا إلى الأحد الآخر فلما أصبحنا قال لي خذ جرتك هذه وانطلق فخرجت معه اتبعه حتى انتهينا إلى الصخرة وإذا هم قد خرجوا من تلك الجبال ينتظرون خروجه فقعدوا وعاد في حديثه نحو المرة الأولى ثم ذكرني فقالوا له كيف وجدت هذا الغلام فاثنى علي وقال خيرا فحمدوا الله تعالى وإذا خبز كثير وماء كثير فأخذوا وجعل الرجل يأخذ ما يكتفي به وفعلت فتفرقوا في تلك الجبال ورجع إلى كهفه ورجعت معه فلبثنا ما شاء الله يخرج في كل يوم أحد ويخرجون معه ويحفون به ويوصيهم بما كان يوصيهم به فخرج في أحد فلما اجتمعوا حمد الله تعالى ووعظهم وقال مثلما كان يقول لهم ثم قال آخر ذلك يا هؤلاء انه قد كبر سني ودق عظمي وقرب أجلي وانه لا عهد لي بهذا البيت بيت المقدس منذ كذا وكذا ولا بد من اتيانه فاستوصوا بهذا الغلام خيرا فاني رأيته لا باس به فجزع القوم فما رأيت مثل جزعهم وقالوا يا فلان أنت كبير فأنت وحدك ولا نأمن ان يصيبك شئ يساعدك أحوج ما كنا إليك قال لا تراجعوني لا بد من اتيانه ولكن استوصوا بهذا الغلام خيرا وافعلوا وافعلوا قلت ما أنا بمفارقك قال يا سلمان قد رأيت حالي وما كنت عليه وليس هذا كذلك انا أمشي أصوم النهار وأقوم الليل ولا أستطيع أن أحمل معي زادا ولا غيره وأنت لا تقدر على هذا قلت ما أنا بمفارقك قال أنت أعلم قالوا يا فلان فانا نخاف على هذا الغلام قال فهو أعلم قد أعلمته الحال وقد رأى ما كان قبل هذا قلت لا أفارقك فبكوا وودعوه وقال لهم اتقوا الله وكونوا على ما وصيتكم به فان أعش فعلي أرجع إليكم وان مت فان الله حي لا يموت فسلم عليهم وخرج وخرجت معه وقال لي احمل معك من هذا الخبز شيئا تأكله وخرج وخرجت معه يمشي واتبعته يذكر الله تعالى ولا يلتفت ولا يقف على شئ حتى إذا أمسينا قال يا سلمان صل أنت ونم وكل واشرب ثم قام يصلي حتى انتهينا إلى بيت المقدس وكان لا يرفع طرفه إلى السماء حتى انتهينا إلى باب المسجد وإذا على الباب مقعد فقال يا عبد الله ترى حالي فتصدق علي بشئ فلم يلتفت إليه ودخلنا المسجد فجعل يتتبع أمكنة من المسجد فصلى فيها فقال يا سلمان اني لم أنم منذ كذا وكذا فان فعلت ان توقظني إذا بلغ الظل مكان كذا وكذا نمت فاني أحب أن أنام في هذا المسجد والا لم أنم فاني افعل فنام فقلت في نفسي هذا لم ينم منذ كذا وكذا لأدعنه ينام حتى يشتفي من النوم فلم يمض الا يسيرا حتى استيقظ فزعا بذكر الله تعالى فقال لي يا سلمان مضى الفئ من هذا المكان ولم أذكر أين ما كنت جعلت على نفسك قلت أخبرتني انك لم تنم منذ كذا وكذا فأحببت ان تشتفي من النوم فحمد الله تعالى وكان فيما يمشي يعظني ويخبرني أن لي ربا وان بين يدي جنة ونارا وحسابا ويعلمني ويذكرني نحو ما يذكر القوم يوم الأحد حتى قال فيما يقول يا سلمان ان الله عز وجل سوف يبعث رسولا اسمه احمد يخرج بتهمة وكان رجلا عجميا لا يحسن القول فيقول في تهامة تهمة علامته انه يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة بين كتفيه خاتم وهذا زمانه الذي يخرج فيه قد تقارب أما انا فاني شيخ كبير ولا أحسبني أدركه فان أدركته أنت فصدقه واتبعه قلت وان أمرني بترك دينك وما أنت عليه قال اتركه فان الحق فيما أمر به ورضى الرحمن فيما قال وقام فخرج وتبعته فمر بالمقعد فقال المقعد يا عبد الله دخلت فسألتك فلم تعطني وخرجت فسألتك فلم تعطني فقام ينظر هل يرى أحدا فلم يره فدنا منه فقال له ناولني يدك فناوله فقال بسم الله فقام كأنه نشط من عقال صحيحا لا عيب فيه فقال لي المقعد احمل علي ثيابي حتى انطلق فأسير إلى أهلي فحملت عليه ثيابه وانطلق فخلا عني بعده فانطلق ذاهبا فكان لا يلوي على أحد ولا يقوم عليه فانطلق لا يلوي علي فخرجت في أثره أطلبه فكلما سالت عنه قالوا أمامك حتى لقيني ركب من كلب فسألتهم فلما سمعوا لغتي أناخ رجل منهم لي بعيره فحملني خلفه حتى أتوا بلادهم فباعوني فاشترتني امرأة من الأنصار وفي تهذيب التهذيب ذكر العسكري اسم المرأة التي اشترته حليسة فجعلتني في حائط لها وقدم رسول الله ص فأخبرت به ثم ذكر خبر الصدقة والهدية والخاتم ثم قال فقلت أشهد ان لا إله إلا الله وانك رسول الله ثم ذكر انه ص أمر أبا بكر فاشتراه واعتقه وهو ينافي ما يأتي عن الاثبات من أنه كاتب عن نفسه فإذا كان أعتقه فلا محل للمكاتبة ثم قال فسلمت عليه وقعدت بين يديه فقلت يا رسول الله ما تقول في دين النصارى قال لا خير فيهم ولا في دينهم فدخلني امر عظيم فقلت في نفسي هذا الذي كنت معه ورأيت ما رأيته ثم رأيته اخذ بيد المقعد فأقامه الله على يديه فقال لا خير في هؤلاء ولا في دينهم فانصرفت وفي نفسي ما شاء الله فأنزل الله عز وجل على النبي ص ذلك بان منهم قسيسين ورهبانا وانهم لا يستكبرون إلى آخر الآية فقال رسول الله ص علي بسلمان فاتيت الرسول وانا خائف فجئت حتى قعدت بين يديه فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ذلك بان منهم قسيسين إلى آخر الآية يا سلمان ان أولئك الذين كنت معهم وصاحبك لم يكونوا نصارى انما كانوا مسلمين فقلت يا رسول الله والذي بعثك بالحق لهو الذي أمرني باتباعك فقلت له وان امرني بترك دينك وما أنت عليه قال فاتركه فان الحق وما يجب فيما يأمرك به قال الحاكم هذا حديث صحيح عال ولم يخرجاه البخاري ومسلم. قال المؤلف في هذا الحديث مواقع للنظر زيادة على ما مر أولا ان ما وقع في نفس سلمان لم يبده لأحد فمن أين علم به ص وان كان علم به فكان يجب ذكره والا كان الكلام ناقصا وآية ذلك بان منهم نازلة في غيرهم كما ستعرف ثانيا جواب ما وقع في نفس سلمان ظاهر واضح لا يحتاج إلى انتظار نزول آية ذلك بان منهم التي لا تصلح جوابا فكان يمكن الجواب بان الذين كان معهم كانوا على النصرانية الصحيحة والذين لا خير فيهم ولا في دينهم هم الذين غيروا وبدلوا ثالثا الذين نزل فيهم ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا انا نصارى ذلك فان منهم قسيسين الآية هم النجاشي ملك الحبشة وأصحابه عن ابن عباس وسعيد بن جبير وعطاء والسدي والذين جاءوا مع جعفر مسلمين عن مجاهد ففي مجمع البيان وافى جعفر وأصحابه رسول الله في سبعين رجلا اثنان وستون من الحبشة وثمانية من أهل الشام فيهم بحيرا الراهب فقرأ عليهم رسول الله ص صورة يس إلى آخرها فبكوا حين سمعوا القرآن وامنوا فأنزل الله فيهم هذه الآيات وقال مقاتل والكلبي كانوا أربعين رجلا اثنان وثلاثون من الحبشة وثمانية من أهل الشام وقال عطاء كانوا ثمانين رجلا أربعون من أهل نجران من بني الحارث بن كعب واثنان وثلاثون من الحبشة وثمانية روميون من أهل الشام رابعا قوله لم يكونوا نصارى انما كانوا مسلمين فيه ان الظاهر أنهم كانوا نصارى على النصرانية الحقة التي ليس فيها تغيير ثم نسخت بالاسلام والاسلام لم يكن قد جاء بعد فكيف يقول انما كانوا مسلمين. والحاصل هذا الحديث فيه أشياء كثيرة توجب الريبة في صحته.  

رواية أخرى للحاكم في سبب اسلام سلمان فيها مخالفة لما مر في المستدرك للحاكم وقد روي اسلام سلمان عن أبي الطفيل عامر بن واثلة عن سلمان من وجه صحيح بغير هذه السياقة فلم أجد من اخراجه بدا لما في الروايتين من الخلاف في المتن والزيادة والنقصان ثم روى بسنده عن أبي الطفيل حدثني سلمان الفارسي قال كنت رجلا من أهل جي وكان أهل قريتي يعبدون الخيل البلق فكنت اعرف انهم ليسوا على شئ فقيل لي ان الدين الذي تطلب انما هو بالمغرب فخرجت حتى اتيت الموصل وذكر نحوا مما مر إلى أن قال فاجرى علي مثل ما كان يجري عليه وهو الخل والزيت والحبوب فلم أزل معه حتى نزل به الموت فجلست عند رأسه أبكيه فقال ما يبكيك فقلت أبكي اني خرجت من بلادي اطلب الخير فرزقني الله صحبتك فعلمتني وأحسنت صحبتي فنزل بك الموت فلا أدري أين اذهب فقال لي أخ بالجزيرة مكان كذا وكذا وهو على الحق فائته فاقرأه مني السلام وأخبره اني أوصيت إليه وأوصيتك بصحبته فلما ان قبض الرجل خرجت فاتيت الرجل الذي وصفه لي فضمني إليه وذكر نحوا مما مر فلما نزل به الموت وذكر نحوا مما تقدم إلى أن قال فلا أدري أين أتوجه فقال تأتي أخا لي على درب الروم وذكر نحوا مما مر فلما قبض اتيته وذكر نحوا مما تقدم إلى أن قال ولا أدري أين أتوجه فقال لأدين وما بقي أحدا علمه على دين عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام في الأرض ولكن هذا أو ان يخرج فيه نبي أو قد خرج بتهامة فإذا بلغك انه خرج فإنه النبي الذي بشر به عيسى صلوات الله وسلامه عليهما فكان لا يمر بي أحد الا سألته عنه فمر بي ناس من أهل مكة فسألتهم فقالوا نعم ظهر فينا رجل يزعم أنه نبي فقلت هل لكم ان أكون عبدا لبعضكم على أن تحملوني عقبه وتطعموني من الكسر فإذا بلغتم إلى بلادكم فان شاء ان يبيع باع وان شاء ان يستعبد استعبد فقال رجل منهم انا فصرت عبدا له حتى اتى مكة فجعلني في بستان له مع حبشان كانوا فيه فسالت امرأة من أهل بلادي فإذا أهل بيتها قد أسلموا قالت لي ان النبي ص يجلس في الحجر هو وأصحابه إذا صاح عصفور بمكة حتى إذا أضاء لهم الفجر تفرقوا فانطلقت إلى البستان فكنت اختلف فقال لي الحبشان ما لك قلت أشتكي بطني وانما صنعت ذلك لئلا يفقدوني إذا ذهبت إلى النبي ص ثم ذكر حديث خاتم النبوة والصدقة الهدية كما مر فأسلمت.

مكاتبته من الرق :

في أسد الغابة بسنده قال لي رسول الله ص كاتب يا سلمان عن نفسك فلم أزل بصاحبي حتى كاتبته على أن أغرس له ثلاثمائة ودية وعلى أربعين أوقية من ذهب فقال النبي ص للأنصار عينوا أخاكم بالنخل فأعانوني بالخمس والعشر حتى اجتمع لي فقال لي نقر لها ولا تضع منها شيئا حتى أضعه بيدي ففعلت فأعانني أصحابي حتى فرغت فاتيته فكنت آتيه بالنخلة فيضعها ويسوي عليها ترابا فانصرف والذي بعثه بالحق فما ماتت منها واحدة وبقي الذهب فبينما هو قاعد إذ اتاه رجل من أصحابه بمثل البيضة من ذهب أصابه من بعض المعادن المغازي فقال ادع سلمان المسكين الفارسي المكاتب فقال أد هذه فقلت يا رسول الله وأين تقع هذه مما علي وروى أبو الطفيل عن سلمان قال أعانني رسول الله ص ببيضة من ذهب فلو وزنت بأحد لكانت أثقل منه وفي الاستيعاب اشتراه رسول الله ص من اليهود بكذا وكذا درهما وعلى ان يغرس لهم كذا وكذا من النخيل يعمل فيها سلمان حتى تدرك فغرس رسول الله ص النخل كله الا نخلة واحدة غرسها عمر فأطعم النخل كله الا تلك النخلة فقال رسول الله ص من غرسها فقالوا عمر فقلعها رسول الله ص وغرسها بيده فأطعمت من عامها. وروى الحاكم في المستدرك ج 3 ص 604 في حديث بسنده عن سلمان قال لي رسول الله ص اذهب فاشتر نفسك فقلت لصاحبي بعني نفسي قال نعم على أن تنبت لي مائة نخلة فما غادرت منها نخلة الا نبتت فأخبرت رسول الله ص ان النخل قد نبتت فأعطاني قطعة من ذهب فوضعتها في كفة الميزان ووضع في الجانب الآخر إنواة فوالله ما استغلت قطعة الذهب من الأرض وجئت إلى رسول الله ص فأخبرته فاعتقني: وفي ج ص 218 بسنده عن سلمان كاتبت أهلي على أن أغرس خمسمائة فسيلة فإذا علقت فانا حر فاتيت النبي ص فذكرت ذلك له فقال أغرس واشرط لهم فإذا أردت ان تغرس فائذني فجاء فجعل يغرس الا واحدة غرستها بيدي فعلقت جميعا الا تلك الواحدة. هذا حديث صحيح من حديث عاصم بن سليمان الأحول على شرط الشيخين ولم يخرجاه وروى الكشي بسنده عن أبي عبد الله ع الميثب هو الذي كاتب عليه سلمان فأفاءه الله على رسوله فهو في صدقتها يعني صدقة فاطمة ع. وفي القاموس في باب وثب الميثب بكسر الميم الأرض السهلة ومال بالمدينة إحدى صدقاته ص هكذا في كتب اللغة وهو غلط صريح والصواب ميث كميل من الأرض الميثاء اه‍.

أقوال العلماء فيه أقوال أصحابنا :

قال الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص سلمان الفارسي وفي أصحاب علي ع سلمان الفارسي مولى رسول الله ص يكنى أبا عبد الله أول الأركان الأربعة. وفي الخلاصة سلمان الفارسي مولى رسول الله ص يكنى أبا عبد الله أول الأركان الأربعة حاله عظيم جدا مشكور لم يغير وفي أصحاب الحسن أبو عبد الله سلمان ابن الاسلام مولى رسول الله ص وفي الفهرست سلمان روى خبر الجاثليق الرومي الذي بعثه ملك الروم بعد النبي ص أخبرنا به ابن أبي جيد عن ابن الوليد عن الصفار عن الحميري عمن حدثه عن إبراهيم بن الحكم الأسدي عن أبيه عن شريك بن عبد الله عن عبد الأعلى الثعلبي عن أبي وقاص وعن سلمان الفارسي وعن كمال الدين أو عن الشهيد الثاني في حاشية كمال الدين فليراجع رجال أبي علي فان النسخة التي نقلنا عنها منه مغلوطة ان سلمان ما سجد قط لمطلع الشمس وانما كان يسجد لله عز وجل وكانت القبلة التي امر بالصلاة إليها شرقية وكان أبواه يظنان انه انما يسجد لمطلع الشمس كهيأتهم وكان سلمان وصي وصي عيسى في أداء ما حمل اه‍. وفي المستدرك للحاكم بسنده سلمان الفارسي يكنى أبا عبد الله كان ولاؤه لرسول الله ص وفي رجال ابن داود سلمان الفارسي مولى رسول الله ص من أصحاب الرسول وعلي ع أبو عبد الله أول الأركان الأربعة اجل من أن يوضح حاله. وقال الكشي في رجاله حكي عن الفضل بن شاذان انه قال ما نشأ في الاسلام رجل من كافة الناس كان أفقه من سلمان الفارسي. وقال ابن شهرآشوب في معالم العلماء ان سلمان أول من صنف في الاسلام بعد جمع أمير    المؤمنين ع كتاب الله عز وجل. وفي رجال بحر العلوم الطباطبائي:
سلمان المحمدي ابن الاسلام أبو عبد الله أول الأركان الأربعة مولى رسول الله ص وحواريه الذي قال فيه سلمان منا أهل البيت أصله من أصبهان من قرية يقال لها جي هاجر في طلب العلم والدين وهو صبي وآمن بالنبي ص قبل ان يبعث وعرفه بالصفة والنعت لما هاجر إلى المدينة وشهد معه الخندق إلى ما بعده من المشاهد شغله الرق عما قبل ذلك ولما قبض ص لزم أمير المؤمنين ولم يبايع حتى أكره على البيعة ووجئت عنقه تولى حكومة المدائن في زمان عمر بأمر علي وبها توفي اه‍ وألف الفاضل المتتبع الشيخ ميرزا حسين النوري المعاصر كتابا سماه نفس الرحمن في أحوال سلمان عندنا منه نسخة لم تحضرنا حال التأليف.

أقوال غيرنا فيه :

في الاستيعاب سلمان الفارسي أبو عبد الله كان خيرا فاضلا حبرا عالما زاهدا متقشفا يقال انه مولى رسول الله ص ويعرف بسلمان الخير كان أصله من فارس من رامهرمز من قرية يقال لها جي ويقال بل أصله من أصبهان لخبر قد ذكرته في التمهيد وهناك ذكرت حديث اسلامه بتمامه وكان إذا قيل له ابن من أنت قال انا سلمان ابن الاسلام من بني آدم. وروى أبو إسحاق السبيعي عن أبي قرة الكندي عن سلمان الفارسي قال كنت من أبناء أساورة فارس في حديث طويل ذكره وكان سلمان يطلب دين الله تعالى ويتبع من يرجو ذلك عنده فدان بالنصرانية وغيرها وقرأ الكتب وصبر في ذلك على مشقات نالته وذلك كله مذكور في خبر اسلامه. وفي أسد الغابة سلمان الفارسي أبو عبد الله ويعرف بسلمان مولى رسول الله ص كان من خيار الصحابة وزهادهم وفضلائهم وسئل عن نسبه فقال انا سلمان ابن الاسلام أصله من فارس من رامهرمز وقيل إنه من جي وهي مدينة أصفهان وفي الإصابة سلمان أبو عبد الله الفارسي ويقال له سلمان ابن الاسلام وسلمان الخير أصله من رام هرمز وقيل من أصبهان وكان قد سمع بان النبي ص يبعث فخرج في طلب ذلك فأسر وبيع بالمدينة فاشتغل بالرق حتى كان أول مشاهده الخندق وشهد بقية المشاهد وفتوح العراق وولي المدائن وكان عالما زاهدا وكان إذا خرج عطاؤه تصدق به وينسج الخوص ويأكل من كسب يده اه‍. وفي شرح النهج الحديدي ج 4 ص 225 كان سلمان من شيعة علي ع وخاصته وتزعم الامامية انه أحد الأربعة الذين حلقوا رؤوسهم واتوه متقلدي سيوفهم في خبر يطول وليس هذا موضع ذكره وأصحابنا لا يخالفونهم في أن سلمان كان من الشيعة وانما يخالفونهم في أمر أزيد من ذلك. وفي رجال الكشي قال كعب الأحبار سلمان حشي علما وحكمة.

مشاهده مع رسول الله ص:

في الاستيعاب أول مشاهده الخندق وهو الذي أشار بحفره فقال أبو سفيان وأصحابه إذ رأوه هذه مكيدة ما كانت العرب تكيدها وقد قيل إنه شهد بدرا واحدا الا انه كان عبدا يومئذ والأكثر ان أول مشاهده الخندق ولم يفته بعد ذلك مشهد مع رسول الله ص وفي أسد الغابة بسنده قال سلمان فاتني معه بدر واحد بالرق وأول مشاهده مع رسول الله ص الخندق ولم يتخلف عن مشهد بعد الخندق.

عمن روى ومن روى عنه:

في الاستيعاب روى عنه من الصحابة ابن عمر وابن عباس وانس وأبو الطفيل وزاد في أسد الغابة عنه عقبه بن عامر وأبو سعيد الخدري وكعب بن عجرة من الصحابة ومن التابعين ومن بعدهم أبو عثمان النهدي. وشرحبيل بن السمط وغيرهم وزاد في تهذيب التهذيب روى عن النبي ص وعنه أم الدرداء الصغرى وزاذان أبو عمرو سعيد بن وهب الهمداني وطارق بن شهاب وعبد الله بن وديعة وعبد الرحمن بن يزيد النخعي وشهر بن حوشب وفي سماعه منه نظر وجماعة اه‍.

أخباره وأحواله :

في الاستيعاب له اخبار حسان وفضائل جمة ذكر معمر عن رجل من أصحابه دخل قوم على سلمان وهو أمير على المدائن وهو يعمل الخوص فقيل له تعمل هذا وأنت أمير يجري عليك رزق فقال اني أحب ان اكل من عمل يدي وذكر انه تعلم عمل الخوص بالمدينة من الأنصار عند بعض مواليه وذكر هشام بن حسان عن الحسن كان عطاء سلمان خمسة آلاف وكان إذا خرج عطاؤه تصدق به ويأكل من عمل يده وكانت له عباءة يفترش بعضها ويلبس بعضها وعن مالك كان سلمان يعمل الخوص بيده فيعيش منه ولا يقبل من أحد شيئا ولم يكن له بيت وانما كان يستظل بالجدر والشجر وان رجلا قال له ألا نبني لك بيتا فيه تسكن فقال ما لي فيه حاجة فما زال به الرجل حتى قال له اني اعرف البيت الذي يوافقك قال فصفه لي قال ابني لك بيتا إذا أنت قمت فيه أصاب رأسك سقفه وإذا أنت مددت فيه رجليك أصابهما الجدار قال نعم فبنى له بيتا كذلك. وفي أسد الغابة قال حذيفة لسلمان ألا نبني لك بيتا قال لم لتجعلني ملكا وتجعل لي دارا مثل بيتك الذي بالمدائن قال لا ولكن نبني لك بيتا من قصب ونسقفه بالبردي إذا قمت كاد ان يصيب رأسك وإذا نمت كاد ان يصيب طرفيك قال فكأنك كنت في نفسي وكان عطاؤه خمسة آلاف فإذا خرج عطاؤه فرقه واكل من كسب يده وكان يسف الخوص وهو الذي أشار على رسول الله ص بحفر الخندق لما جاءت الأحزاب فلما امر رسول الله ص بحفره احتج المهاجرون والأنصار في سلمان وكان رجلا قويا فقال المهاجرون سلمان منا وقال الأنصار سلمان منا فقال رسول الله ص سلمان منا أهل البيت اه‍ وفي ذلك يقول أبو فراس الحمداني:
كانت مودة سلمان لهم رحما * ولم يكن بين نوح وابنه رحم

ولما رأى المشركون الخندق قالوا هذه مكيدة ما كانت العرب تعرفها فقيل لهم هذا من الفارسي الذي معه. وروى الكشي بسنده عن أبي عبد الله ع تزوج سلمان امرأة من كندة فدخل عليها فإذا لها خادمة وعلى بابها عباءة فقال سلمان ان في بيتكم هذا لمريضا أو قد تحولت الكعبة فيه فقيل ان المرأة أرادت ان تستر على نفسها فيه قال فما هذه الجارية قالوا كان لها شئ فأرادت ان تخدم قال إني سمعت رسول الله ص يقول أيما رجل كانت عنده جارية فلم يأتها أو لم يزوجها من يأتيها ثم فجرت كان عليه وزر مثلها ومن اقرض قرضا فكأنما تصدق بشطره فان اقرضه الثانية كان رأس المال. وأداء الحق إلى أن يأتيه به في بيته أو في رحله فيقول ها خذه خبره يوم السقيفة روى الكشي بسنده عن أبي جعفر ع قال جاء المهاجرون  والأنصار وغيرهم بعد الإجبار على البيعة إلى علي ع فقالوا له أنت والله أمير المؤمنين وأنت والله أحق الناس وأولاهم بالنبي ص هلم يدك نبايعك فوالله لنموتن قدامك فقال علي ع ان كنتم صادقين فاغدوا غدا علي محلقين فحلق أمير المؤمنين ع وحلق سلمان وحلق مقداد وحلق أبو ذر ولم يحلق غيرهم ثم انصرفوا فجاءوا مرة أخرى بعد ذلك فقالوا له كما قالوا أولا وحلفوا فقال لهم كما قال أولا فما حلق الا هؤلاء الثلاثة قلت فما كان فيهم عمار قال لا قلت فصار من أهل الرجوع فقال إن عمارا قاتل مع علي ع بعد وكان سلمان أحد الاثني عشر الذين احتجوا على الخليفة الأول. وقد ذكر أهل الأخبار انه لما كان يوم السقيفة قال سلمان بالفارسية كرديد ونكريد وندانيد جكرديد قال ابن أبي الحديد في شرح النهج ج 4 ص 225 ما يذكره المحدثون من قوله للمسلمين يوم السقيفة كرديد ونكرديد محمول عند أصحابنا على أن المراد صنعتم شيئا وما صنعتم اي استخلفتم خليفة ونعم ما فعلتم الا انكم عدلتم عن أهل البيت فلو كان الخليفة منهم كان أولى والامامية تقول معناه أسلمتم وما أسلمتم واللفظة المذكورة في الفارسية لا تعطي هذا المعنى وانما تدل على الفعل والعمل لا غير. ويدل على صحة على المدائن فلو كان ما تنسبه الامامية إليه حقا لم يعمل اه‍ أقول كرديد معناه في الفارسية فعلتم ونكرديد معناه وما فعلتم ولكن ما هو الذي فعلوه وما فعلوه مقتضى كون سلمان من الشيعة المخلصين وكون هذا الخطاب لمن يراهم أخروا عليا عن مقامه ودفعوه عن حقه ان يكون المراد أسلمتم وما أسلمتم أسلمتم باظهار الشهادتين والعمل بما هو من شرط الاسلام. وما أسلمتم بترك ما أمرتم به في حق علي ع يوم الغدير وغيره وزاد ذلك وضوحا قوله وندانيد جكرديد اي وما علمتم ما فعلتم الذي هو ظاهر في التوبيخ لهم عرفا على ما فعلوا كمن يفعل ما لا يستحسن فنقول له ما علمت ماذا صنعت وابن أبي الحديد لم ينقل هذه الجملة الأخيرة أصلا وما نقله عن أصحابه من أن المراد استخلفتم خليفة ونعم ما فعلتم لا دلالة للفظ عليه بوجه من الوجوه وما هو الدال على قوله ونعم ما فعلتم وكذلك الباقي لا دلالة للفظ عليه لا تصريحا ولا تلويحا وأما ما استدل به على صحة قول أصحابه من عمل سلمان لعمر على المدائن فلا دلالة فيه بوجه فمن هو الذي يمنع من عمله له إذا قام بالعدل والحق وأي دليل يدل على ذلك صحت إمامته أم لا. وروى الكشي بسند فيه جهالة عن أبي حمزة سمعت أبا جعفر ع يقول لما مروا بأمير المؤمنين ع ضرب أبو ذر بيده على الأخرى ثم قال ليت السيوف قد عادت بأيدينا ثانية وقال مقداد لو شاء لدعا عليه ربه عز وجل وقال سلمان مولانا أعلم بما هو فيه.

المؤاخاة بينه وبين أبي الدرداء واخباره معه :

في الاستيعاب كان رسول الله ص قد آخى بينه وبين أبي الدرداء فكان إذا نزل الشام نزل على أبي الدرداء وروى أبو جحيفة ان سلمان جاء يزور أبا الدرداء فرأى أم الدرداء متبذلة فقال ما شأنك فقالت إن أخاك ليس له حاجة في شئ من الدنيا فلما جاء أبو الدرداء رحب بسلمان وقرب له طعاما فقال يا سلمان أطعم قال إني صائم قال أقسمت عليك الا ما طعمت اني لست بأكل حتى تطعم وبات سلمان عند أبي الدرداء فلما كان الليل قام أبو الدرداء فحبسه سلمان وقال إن لربك عليك حقا وان لأهلك عليك حقا وان لجسدك عليك حقا فاعط لكل ذي حق حقه فلما كان وجه الصبح قال قم الآن فقاما فصليا أي النافلة ثم خرجا إلى الصلاة فلما صلى رسول الله ص قام إليه أبو الدرداء وأخبره بما قال سلمان فقال رسول الله ص مثل ما قال سلمان اه‍ وفي أسد الغابة كان رسول الله ص قد آخى بين سلمان وأبي الدرداء وسكن أبو الدرداء الشام وسكن سلمان العراق فكتب إليه أبو الدرداء إلى سلمان سلام عليك أما بعد فان الله رزقني بعدك مالا وولدا ونزلت الأرض المقدسة فكتب إليه سلمان سلام عليك أما بعد فإنك كتبت إلي ان الله رزقك مالا وولدا فاعلم أن الخير ليس بكثرة المال والولد ولكن الخير أن يكثر حلمك وأن ينفعك علمك وكتبت إلي انك نزلت الأرض المقدسة وان الأرض لا تعمل لاحد اعمل كأنك ترى واعدد نفسك من الموتى. وروى الكشي بسنده عن خزيمة بن ربيعة يرفعه خطب سلمان إلى عمر فرده ثم ندم فعاد إليه فقال انما أردت أن أعلم ذهبت حمية الجاهلية عن قلبك أم هي كما هي وبسنده عن أبي عبد الله ع مر سلمان على الحدادين بالكوفة وإذا شاب قد صرع والناس قد اجتمعوا حوله فقالوا يا أبا عبد الله هذا الشاب قد صرع فلو جئت فقرأت في أذنه فجاء سلمان فلما دنا منه رفع الشاب رأسه فنظر إليه فقال يا أبا عبد الله ليس في شئ مما يقول هؤلاء لكني مررت بهؤلاء الحدادين وهم يضربون بالمرازب فذكرت قول الله تعالى ولهم مقامع من حديد فدخلت من الشاب في سلمان محبة فاتخذه أخا فلم يزل معه حتى مرض الشاب فجاء سلمان فجلس عند رأسه وهو في الموت فقال يا ملك الموت ارفق بأخي فقال يا أبا عبد الله اني بكل مؤمن رفيق وبسنده دخل سلمان على رجل من إخوانه فوجده في السياق فقال يا ملك الموت ارفق بصاحبنا فقال الآخر يا أبا عبد الله يقول لا وعزة هذا البناء ليس لنا شئ.
وقال الكشي: أبو عبد الله جعفر بن محمد شيخ من جرجان عامي حدثنا محمد بن حميد الرازي حدثنا علي بن مجاهد عن عمرو بن أبي قيس عن عبد الاعلى عن أبيه عن المسيب بن نجبة الفزاري قال لما اتانا سلمان الفارسي قادما تلقيناه فيمن تلقاه فسار حتى انتهى إلى كربلا فقال ما تسمون هذه قالوا كربلا فقال هذه مصارع إخواني هذا موضع رحالهم وهذا مناخ ركابهم وهذا مهراق دمائهم يقتل بها ابن خير الأولين ويقتل بها خير الآخرين ثم سار حتى انتهى إلى حروراء فقال ما تسمون هذه الأرض قالوا حروراء فقال حروراء خرج بها شر الأولين ويخرج بها شر الآخرين ثم سار حتى انتهى إلى بانقيا وبها جسر الكوفة الأول فقال ما تسمون هذه قالوا بانقيا ثم سار حتى انتهى إلى الكوفة قال هذه الكوفة قالوا نعم قال قبة الاسلام. واعلم أنه قد ورد في بعض الأحاديث التي رواها الكشي بأسانيده عن جعفر عن أبيه ع ذكرت التقية يوما عند علي ع فقال لو علم أبو ذر ما في قلب سلمان لقتله وقد آخى رسول الله ص بينهما فما ظنك بسائر الخلق: عن جابر عن أبي جعفر: دخل أبو ذر على سلمان وهو يطبخ قدرا له فانكبت القدر على وجهها على الأرض مرتين فلم يسقط من مرقها ولا من ودكها شئ فعجب من ذلك أبو ذر عجبا شديدا وخرج وهو مذعور فبينما هو متنكر إذ لقي أمير المؤمنين ع على الباب فسأله ما الذي أخرجك وما الذي أذعرك فأخبره فقال يا أبا ذر ان سلمان لو حدثك بما يعلم لقلت رحم الله قاتل سلمان يا أبا ذر ان سلمان باب الله في الأرض من عرفه كان مؤمنا ومن أنكره كان كافرا وان سلمان منا أهل البيت. عن   أبي بصير سمعت أبا عبد الله ع يقول قال رسول الله ص يا سلمان لو عرض علمك على مقداد لكفر يا مقداد لو عرض علمك على سلمان لكفر وهذه الأخبار محمولة على تفاوت العلم والمعرفة ودرجات الايمان بحيث لو أطلع أحدهما على معتقد الآخر لعده تقصيرا وتفريطا موجبا للكفر والقتل والترحم على القاتل أو لعده غلوا وإفراطا موجبا لذلك أو لكفر لأنه يرى من فوقه في المرتبة يعتقد ذلك أو يرى من هو من أهل الصلاح يعتقده وكل ذلك من باب المبالغة لا الحقيقة وفي المنهج والمحكي عن الفوائد النجفية إلى هذا أشار زين العابدين ع بقوله : اني لأكتم من علمي جواهره * كي لا يراه أخو جهل فيفتتنا وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا يا رب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي أنت ممن يعبد الوثنا ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا ويحكى عن الشريف المرتضى في الغرر والدرر انه أجاب عن الحديث المتضمن لأن أبا ذر لو اطلع على قلب سلمان لقتله بان هذا الخبر إذا كان من اخبار الآحاد التي لا توجب علما ولا تثلج صدرا وكان له ظاهر ينافي المعلوم المقطوع به أولنا ظاهره على ما يطابق الحق ويوافقه ان كان ذلك مستسهلا والا فالواجب اطراحه وابطاله وإذا كان من المعلوم الذي لا يختل سلامة سريرة كل واحد من سلمان وأبي ذر ونقاء صدر كل واحد منهما لصاحبه وانهما ما كانا من المدغلين في الدين ولا المنافقين فلا يجوز مع هذا المعلوم ان يعتقد ان الرسول ص يشهد بان كل واحد منهما لو اطلع على ما في قلب صاحبه لقتله على سبيل الاستحلال لدمه ومن الأجود ما قيل في تأويله ان الهاء في قوله لقتله راجع إلى المطلع لا إلى المطلع عليه كأنه أراد انه إذا اطلع على ما في قلبه وعلم موافقة باطنه لظاهره وشدة اخلاصه له اشتد ظنه به ومحبته له وتمسكه بمودته ونصرته فقتله ذاك الظن والود بمعنى انه كاد يقتله كما يقولون فلان يهوى غيره وتشتد محبته له حتى أنه قد قتله حبه أو أتلف نفسه أو ما جرى مجرى هذه من الألفاظ ويكون فائدة هذا الخبر حسن الثناء على الرجلين وان باطنهما كظاهرهما في النقاء والصفاء كعلانيتهما اه‍ ولا يخفى ما في هذا الذي وصف بأنه أجود من التكلف والتعسف وان الأولى حمل هذه الأحاديث على ما ذكرناه وفي منهج المقال ما ذكره من التأويل يأباه قول علي ع لأبي ذر لو حدثك بما يعلم لقلت رحم الله قاتل سلمان وكذا قول النبي ص لسلمان لو عرض علمك على مقداد لكفر ولمقداد لو عرض علمك على سلمان لكفر وكذا استشهاد علي بمؤاخاة النبي بينهما وقوله فما ظنك بسائر الخلق.
كتاب علي أمير المؤمنين ع إلى سلمان قبل خلافته في نهج البلاغة ومن كتاب له ع إلى سلمان الفارسي رحمه الله قبل أيام خلافته: أما بعد فإنما مثل الدنيا مثل الحية لين مسها قاتل سمها فاعرض عما يعجبك فيها لقلة ما يصحبك منها وضع عنك همومها لما يقنت به من فراقها وتصرف حالاتها وكن آنس ما تكون بها احذر ما تكون منها فان صاحبها كلما اطمأن فيها إلى سرور أشخصته عنه إلى محذور أو إلى إيناس ازالته عنه إلى ايحاش والسلام.

الروايات الواردة فيه :

في الاستيعاب روي عن النبي ص من وجوه انه قال لو كان الدين عند الثريا لناله سلمان وفي رواية أخرى لناله رجال من فارس وروينا عن عائشة قالت كان لسلمان مجلس من رسول الله ص ينفرد به الليل حتى كاد يغلبنا على رسول الله ص وروي من حديث ابن بريدة عن أبيه عن النبي ص انه قال امرني ربي بحب أربعة وأخبرني انه سبحانه يحبهم علي وأبو ذر والمقداد وسلمان وفي أسد الغابة بأسانيده إلى انس قال رسول الله ص ان الجنة تشتاق إلى ثلاثة علي وعمار وسلمان ورواه الحاكم في المستدرك بسنده مثله وقال صحيح الاسناد ولم يخرجاه وفي الاستيعاب بسنده مرفوعا قال رسول الله ص ان الله يحب من أصحابي أربعة فذكره فيهم وفي الإصابة بسنده عن بريدة ان النبي ص قال إن الله يحب من أصحابي أربعة فذكره فيهم ومر في رواية الكشي ما يدل عليه روى قتادة عن خيثمة عن أبي هريرة كان سلمان صاحب الكتابين قال قتادة يعني الإنجيل والفرقان وبسنده عن أبي البختري عن علي ع انه سئل عن سلمان فقال علم العلم الأول والآخر بحر لا ينزف وهو منا أهل البيت هذه رواية أبي البختري عن علي وفي رواية زاذان أبي عمرو عن علي سلمان الفارسي مثل لقمان الحكيم ثم ذكر مثل خبر أبي البختري وروى مسلم بسنده ان أبا سفيان أتى على سلمان وصهيب وبلال في نفر فقالوا ما أخذت سيوف الله من عنق عدو الله يعنون أبا سفيان مأخذها فقال أبو بكر أتقولون هذا لشيخ قريش وسيدهم وأتى النبي ص فأخبره فقال لعلك أغضبتهم ان كنت أغضبتهم فقد أغضبت ربك جل وعلا فأتاهم فقال أغضبتكم قالوا لا يغفر الله لك. دل على رضا النبي ص بما قالوه لأبي سفيان وعلى خطا من اعترض عليهم في ذلك وانه فعل ما يوجب طلب المغفرة له وفي البخاري قال النبي ص لأبي الدرداء سلمان أفقه منك وفي المستدرك للحاكم قال رسول الله ص سلمان منا أهل البيت وبسنده ان رسول الله ص خط الخندق عام حرب الأحزاب حتى بلغ المذاحج فقطع لكل عشرة أربعين ذراعا فاحتج المهاجرون سلمان منا وقالت الأنصار سلمان منا فقال رسول الله ص سلمان منا أهل البيت المذاحج جمع مذحج كمجلس وكان المراد بها الآكام وروى الكشي بسنده عن سدير عن أبي جعفر ع كان الناس أهل رجوع بعد النبي ص الا ثلاثة المقداد بن الأسود وأبو ذر الغفاري وسلمان الفارسي ثم عرف الناس بعد يسير وقال هؤلاء الذين دارت عليهم الرحى وأبوا ان يبايعوا حتى جاءوا بأمير المؤمنين ع مكرها فبايع وذلك قول الله عز وجل وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم الآية وبسنده عن زرارة عن أبي جعفر ع عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب ع ضاقت الأرض بسبعة بهم يرزقون وبهم ينصرون وبهم يمطرون منهم سلمان الفارسي والمقداد وأبو ذر وعمار وحذيفة رحمة الله عليهم وكان علي ع يقول وانا امامهم وهم الذين صلوا على فاطمة ع وبسنده عن الحارث بن المغيرة النصري سمعت عبد الملك بن أعين يسأل أبا عبد الله ع فلم يزل يسأله حتى قال له فهلك الناس إذا فقال أي والله يا ابن أعين هلك الناس أجمعون قلت من في المشرق ومن في المغرب فقال إنها فتحت على الضلال أي والله هلكوا الا ثلاثة ثم لحق أبو سلمان وعمار وشتيرة وأبو عمرة فصاروا سبعة وبسنده عن أبي بصير قلت لأبي عبد الله ع رجع الناس الا   وبسنده عن حمران قلت لأبي جعفر ع ما أقلنا لو اجتمعنا على شاة ما أفنيناها فقال ألا أخبرك بأعجب من ذلك المهاجرون والأنصار ذهبوا الا وأشار بيده ثلاثة وبسنده عن أبي الحسن موسى بن جعفر ع في حديث إذا كان يوم القيامة نادى مناد أين حواري محمد بن عبد الله رسول الله الذين لم ينقضوا العهد ومضوا عليه فيقوم سلمان والمقداد وأبو ذر الحديث وبسنده عن أبي عبد الله ع قال رسول الله ص ان الله أمرني بحب أربعة علي بن أبي طالب والمقداد بن الأسود وأبو ذر الغفاري وسلمان الفارسي ويأتي في روايات غيرنا ما يدل عليه وبسنده عن أبي بكر الحضرمي قال أبو جعفر ع رجع الناس الا ثلاثة نفر سلمان وأبو ذر والمقداد قلت فعمار قال كان جاض جيضة ثم رجع ثم قال إن أردت الذي لم يشك ولم يدخله شئ فالمقداد فاما سلمان فإنه عرض في قلبه عارض ان عند أمير المؤمنين ع اسم الله الأعظم لو تكلم به لأخذتهم الأرض وهو هكذا فلبب ووجئت عنقه حتى تركت كالسلعة فمر به أمير المؤمنين ع بالسكون ولم تكن تأخذه في الله لومة لائم فأبى الا ان يتكلم فلمر به رجل فامر به ثم أناب الناس بعد فكان أول من أناب أبو ساسان الأنصاري وأبو عمرة وشتيرة وكانوا سبعة فلم يكن يعرف حق أمير المؤمنين ع الا هؤلاء السبعة وبسنده عن أبي عبد الله ع أدرك سلمان العلم الأول والعلم الآخر وهو بحر لا ينزح وهو منا أهل البيت بلغ من علمه انه مر برجل في رهطه فقال له يا عبد الله تب إلى الله عز وجل من الذي عملت به في بطن بيتك البارحة ثم مضى فقال له القوم لقد رماك سلمان بأمر ما اطلع عليه الا الله وانا وبسنده عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر ع قال لي تروي ما تروي الناس ان عليا ع قال في سلمان أدرك علم الأول وعلم الآخر قلت نعم قال فهل تدري ما عني قلت يعني علم بني إسرائيل وعلم النبي ص قال ليس هكذا يعني ولكن علم النبي ص وعلم علي ع وأمر النبي ص وأمر علي ع وبسنده عن سدير عن أبي جعفر ع جلس عدة من أصحاب رسول الله ص ينتسبون وفيهم سلمان الفارسي وان عمر سأله عن نسبه وأصله فقال انا سلمان بن عبد الله كنت ضالا فهداني الله بمحمد وكنت عائلا فأغناني الله بمحمد وكنت مملوكا فاعتقني الله بمحمد فهذا حسبي ونسبي ثم خرج رسول الله ص فحدثه سلمان وشكا إليه ما لقي من القوم وما قال لهم فقال النبي ص يا معشر قريش ان حسب الرجل دينه ومروءته خلقه وأصله عقله قال الله تعالى انا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم يا سلمان ليس لأحد من هؤلاء عليك فضل الا بتقوى الله وان كان التقوى لك عليهم فأنت أفضل منهم وبسنده عن سلمان قال لي رسول الله ص إذا حضرتك أو اخذك الموت حضر أقوام يجدون الريح ولا يأكلون الطعام ثم اخرج صرة من مسك فقال هبة أعطانيها رسول الله ص ثم بلها ونضحها حوله قال لامرأته قومي أجيفي الباب فقامت فأجافت الباب فرجعت وقد قبض رضي الله عنه.
كان سلمان محدثا ومن المتوسمين وعلم الاسم الأعظم روى الكشي بسنده عن زرارة عن أبي جعفر ع كان علي ع محدثا وكان سلمان محدثا وبسنده عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع كان والله علي محدثا وكان سلمان محدثا قلت اشرح لي قال يبعث الله إليه ملكا ينقر في أذنه يقول كيت وكيت وبسنده عن الحسن بن منصور قلت للصادق ع أكان سلمان محدثا قال نعم قلت من يحدثه قال ملك كريم قلت فإذا كان سلمان كذا فصاحبه اي شئ هو قال اقبل على شأنك ثلاثة أبو ذر وسلمان والمقداد فقال فأين أبو ساسان وأبو عمرة الأنصاري.
وبسنده عن الصادق ع أنه قال في الحديث الذي روي فيه ان سلمان كان محدثا قال إنه كان محدثا عن إمامه لا عن ربه لأنه لا يحدث عن الله عز وجل الا الحجة أقول ظاهر الأحاديث السابقة خلافه فان صح الحديثان فلا بد من الحمل على بعض المحامل وبسنده عن عبد الرحمن بن أعين سمعت أبا جعفر ع يقول كان سلمان من المتوسمين وبسنده عن أبي بصير سمعت أبا عبد الله ع يقول سلمان علم الاسم الأعظم.
لا تقولوا الفارسي ولكن المحمدي روى الكشي بسنده عن الحسن بن صهيب عن أبي جعفر ع ذكر عنده سلمان الفارسي فقال أبو جعفر ع صه لا تقولوا سلمان الفارسي ولكن قولوا سلمان المحمدي ذلك منا أهل البيت. وقال الكشي نصر بن الصباح وهو غال حدثني إسحاق بن محمد البصري وهو منهم حدثنا أحمد بن هلال بن علي بن أسباط عن العلاء عن محمد بن حكيم ذكر عند أبي جعفر ع سلمان فقال ذلك سلمان المحمدي ان سلمان منا أهل البيت انه كان يقول للناس هربتم من القرآن إلى الأحاديث وجدتم كتابا دقيقا حوسبتم فيه على النقير والقطمير والفتيل وحبة خردل فضاق عليكم ذلك وهربتم إلى الأحاديث التي اتسعت عليكم.
ما رواه من الحديث في المستدرك للحاكم بسنده عن سلمان دخلت على رسول الله ص وهو متكئ على وسادة فألقاها إلي ثم قال لي يا سلمان ما من مسلم يدخل على أخيه المسلم فيلقي له وسادة اكراما له الا غفر الله له. وروى الحاكم بسنده عن سلمان سمعت رسول الله ص يقول الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر وسمعت رسول الله ص يقول أطول الناس شبعا في الدنيا أكثرهم جوعا يوم القيامة وبسنده عن سلمان قلت يا رسول الله قرأت في التوراة بركة الطعام الوضوء قبله وبعده. وفي مناقب ابن شهرآشوب روي عن سلمان انه قال قال رسول الله ص خير هذه الأمة علي بن أبي طالب.

 




علم من علوم الحديث يختص بنص الحديث أو الرواية ، ويقابله علم الرجال و يبحث فيه عن سند الحديث ومتنه ، وكيفية تحمله ، وآداب نقله ومن البحوث الأساسية التي يعالجها علم الدراية : مسائل الجرح والتعديل ، والقدح والمدح ؛ إذ يتناول هذا الباب تعريف ألفاظ التعديل وألفاظ القدح ، ويطرح بحوثاً فنيّة مهمّة في بيان تعارض الجارح والمعدِّل ، ومن المباحث الأُخرى التي يهتمّ بها هذا العلم : البحث حول أنحاء تحمّل الحديث وبيان طرقه السبعة التي هي : السماع ، والقراءة ، والإجازة ، والمناولة ، والكتابة ، والإعلام ، والوجادة . كما يبحث علم الدراية أيضاً في آداب كتابة الحديث وآداب نقله .، هذه عمدة المباحث التي تطرح غالباً في كتب الدراية ، لكن لا يخفى أنّ كلاّ من هذه الكتب يتضمّن - بحسب إيجازه وتفصيله - تنبيهات وفوائد أُخرى ؛ كالبحث حول الجوامع الحديثية عند المسلمين ، وما شابه ذلك، ونظراً إلى أهمّية علم الدراية ودوره في تمحيص الحديث والتمييز بين مقبوله ومردوده ، وتوقّف علم الفقه والاجتهاد عليه ، اضطلع الكثير من علماء الشيعة بمهمّة تدوين كتب ورسائل عديدة حول هذا العلم ، وخلّفوا وراءهم نتاجات قيّمة في هذا المضمار .





مصطلح حديثي يطلق على احد أقسام الحديث (الذي يرويه جماعة كثيرة يستحيل عادة اتفاقهم على الكذب) ، ينقسم الخبر المتواتر إلى قسمين : لفظي ومعنوي:
1 - المتواتر اللفظي : هو الذي يرويه جميع الرواة ، وفي كل طبقاتهم بنفس صيغته اللفظية الصادرة من قائله ، ومثاله : الحديث الشريف عن النبي ( ص ) : ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) .
قال الشهيد الثاني في ( الدراية 15 ) : ( نعم ، حديث ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) يمكن ادعاء تواتره ، فقد نقله الجم الغفير ، قيل : أربعون ، وقيل : نيف وستون صحابيا ، ولم يزل العدد في ازدياد ) .



الاختلاط في اللغة : ضمّ الشيء إلى الشيء ، وقد يمكن التمييز بعد ذلك كما في الحيوانات أو لا يمكن كما في بعض المائعات فيكون مزجا ، وخالط القوم مخالطة : أي داخلهم و يراد به كمصطلح حديثي : التساهل في رواية الحديث ، فلا يحفظ الراوي الحديث مضبوطا ، ولا ينقله مثلما سمعه ، كما أنه ( لا يبالي عمن يروي ، وممن يأخذ ، ويجمع بين الغث والسمين والعاطل والثمين ويعتبر هذا الاصطلاح من الفاظ التضعيف والتجريح فاذا ورد كلام من اهل الرجال بحق شخص واطلقوا عليه مختلط او يختلط اثناء تقييمه فانه يراد به ضعف الراوي وجرحه وعدم الاعتماد على ما ينقله من روايات اذ وقع في اسناد الروايات، قال المازندراني: (وأما قولهم : مختلط ، ومخلط ، فقال بعض أجلاء العصر : إنّه أيضا ظاهر في القدح لظهوره في فساد العقيدة ، وفيه نظر بل الظاهر أنّ المراد بأمثال هذين اللفظين من لا يبالي عمّن يروي وممن يأخذ ، يجمع بين الغثّ والسمين ، والعاطل والثمين)




قسم الشؤون الفكرية يباشر باستعداداته لإقامة الدورة القرآنية لطلبة العلوم الدينية الأفارقة
بمشاركة قرّاء من البصرة... المَجمَع العلميّ يُقيم محفلَ عرش التّلاوة في صحن مرقد أبي الفضل العبّاس (عليه السّلام)
قسم الشؤون الفكريّة يُقيم جلسةً حواريّة لممثلي المواكب في ذي قار
قسم الشؤون الفكرية يعد حزمة من الدورات الدينية والثقافية المتنوعة