أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-9-2017
2005
التاريخ: 24-9-2017
2733
التاريخ: 12-2-2019
5238
التاريخ: 23-5-2018
1848
|
تظهر من القصة التالية صورة عن طبيعة حكم المتوكل، وما بلغ من إرهابه ضد العلويين ومن ثورة هؤلاء ضده.
قال البختري: كنت بمنبج بحضرة المتوكل، إذ دخل عليه رجل من أولاد محمد بن الحنيفة حلو العينين، حسن الثياب، قد قرف عنده بشيء فوقف بين يديه والمتوكل مقبل على الفتح يحدثه.
فلما طال وقوف الفتى بين يديه وهو لا ينظر إليه قال له:
" يا أمير المؤمنين إن كنت أحضرتني لتأديبي فقد أسأت الأدب، وإن كنت أحضرتني ليعرف من بحضرتك من اوباش الناس استهانتك بأهلي فقد عرفوا ".
فقال له المتوكل: والله يا حنفي لولا ما يثنيني عليك من أوصال الرحم ويعطفني عليك من مواقع الحلم لانتزعت لسانك، ولفرقت بين رأسك وجسدك، ولو كان بمكانك محمد أبوك، قال: ثم التفت إلى الفتح فقال: أما ترى ما نلقاه من آل أبي طالب؟ إما حسني يجذب إلى نفسه تاج عز نقله الله إلينا قبله، أو حسيني يسعى في نقض ما أنزل الله إلينا قبله، أو حنفي يدل بجهله أسيافنا على سفك دمه.
فقال له الفتى: " وأي حلم تركته لك الخمور وإدمانها؟ أم العيدان وفتيانها ومتى عطفك الرحم على أهلي وقد ابتززتهم فدكاً إرثهم من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فورثها أبو حرملة! وأمّا ذكرك محمداً أبي فقد طفقت تضع عن عز رفعه الله ورسوله، وتطاول شرفاً تقصر عنه ولا تطوله، فأنت كما قال الشاعر:
فغض الطرف إنك من نمير *** فلا كعباً بلغت ولا كلابا
ثم ها أنت تشكو لي علجك هذا ما تلقاه من الحسني والحسيني والحنفي فلبئس المولى ولبئس العشير.
ثم مد رجليه ثم قال : هاتان رجلاي لقيدك ، وهذه عنقي لسيفك ، فبؤ بإثمي وتحمَّل ظلمي فليس هذا أول مكروه أوقعته أنت وسلفك بهم ، يقول الله تعالى { ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ الله عِبَادَهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُل لآ أَسْاَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً إِنَّ الله غَفُورٌ شَكُورٌ } (الشّورى/23) (1) فوالله ما أجبت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن مسألته ولقد عطفت بالمودة على غير قرابته فعما قليل ترد الحوض ، فيذودك أبي ويمنعك جدي صلوات الله عليهما .
قال: فبكى المتوكل ثم قام فدخل إلى قصر جواريه، فلما كان من الغد أحضره وأحسن جائزته وخلى سبيله.
وكانت قبضة المتوكل الحديدية وإرهابه الشديد سبباً لسخط الناس عليه، والذي تنامى حتى بلغ الجيش الذي ثار عليه بقيادة بغا الصغير وباغر، وقتل المتوكل ووزيره الفتح بن خاقان وخلفه ابنه المنتصر في شوال عام 247 الذي أخذ يخالف أباه في كل شيء، وبالذات فيما يتعلق بالبيت العلوي وحتى أنشد يزيد المعلبي يقول:
ولقد برزت الطالبية بعدما *** ذموا زماماً بعدها وزمانا
ورددت ألفة هاشم فرأيتهم *** بعد العداوة بينهم إخوانا (2)
______________
(1) بحار الأنوار: (ج 50، ص 213 - 214).
(2) تاريخ الإسلام السياسي: (ج 3، ص 7) .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|