المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

قابلية الذوبان
18-3-2018
تعيين أماكن تلقيح وتزاوج الحشرات
14-11-2021
نظريات نشأة الدول- النظريات الحديثة عن الدول
20-12-2021
ما هي طبقة الأوزون
27-3-2017
أسعد بن علي بن أحمد الزوزني
21-06-2015
سبب النزول‏ عند الشيخ محمد علي التسخيري
24-04-2015


الزهراء تتبرع بستر بابها وحليها الى فقراء المهاجرين  
  
3262   04:05 مساءً   التاريخ: 16-12-2014
المؤلف : السيد عبد الله شبر
الكتاب أو المصدر : جلاء العيون
الجزء والصفحة : ج1,ص122.
القسم : سيرة الرسول وآله / السيدة فاطمة الزهراء / مناقبها /

روي في (مكارم الاخلاق) بأسناد معتبر عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال : كان رسول الله (صلى الله عليه واله) اذا اراد السفر سلم على من أراد التسليم عليه من اهله، ثم يكون آخر من يسلم عليه فاطمة (عليه السلام) ، فيكون وجهه الى سفره من بيتها، واذا رجع بدأ بها، فسافر مرة وقد اصاب علي (عليه السلام) شيئا من الغنيمة فدفعه الى فاطمة (عليه السلام) ، فخرج فاخذت سوارين من فضة وعلقت على بابها سترا، فلما قدم رسول الله (صلى الله عليه واله) دخل المسجد، فتوجه نحو فاطمة (عليها السلام) كما كان يصنع، فقامت فرحة الى أبيها صبابة وشوقا اليه، فنظر فاذا في يدها سواران من فضة، واذا على بابها ستر، فقعد رسول الله حيث ينظر اليها، فبكت فاطمة (عليها السلام) وحزنت وقالت : ما صنع هذا بي قبلها، فدعت ابنيها فنزعت الستر من بابها، وخلعت السوارين من يدها، ثم دفعت السوارين الى أحدهما والستر الى الاخر، ثم قالت لهما : انطلقا الى أبي فأقراه السلام، وقولا له : ما أحدثنا بعدك غير هذا، فشانك به، فجاءا فأبلغا ذلك عن أمهما، فقبلهما رسول الله (صلى الله عليه واله) والتزمهما، وأقعد كل واحد منهما على فخذه، ثم أمر بذينك السوارين فكسرا، فجعلهما قطعا، ثم دعا أهل الصفة قوم من المهاجرين لم يكن لهم منازل ولا أموال فقسمه بينهم قطعا ثم جعل يدعو الرجل منهم العاري الذي لا يستر بشيء وكان ذلك الستر طويلا ليس له عرض، فجعل يؤزر الرجل، فاذا التقى عليه قطعة حتى قسمه بينهم أزرا، ثم أمر النساء لا يرفعن رؤوسهن من الركوع والسجود حتى يرفع الرجال رؤوسهم؛ وذلك أنهم كانوا من صغر أزارهم اذا ركعوا وسجدوا بدت عورتهم من خلفهم ثم جرت به السنه ان لا يرفع النساء رؤوسهن من الركوع والسجود حتى يرفع الرجال، ثم قال رسول الله (صلى الله عليه واله) :رحم الله فاطمة، ليكسونها الله بهذا الستر من كسوة الجنة، وليحلينها بهذين السوارين من حلية الجنة.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.