المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

داود بن النّعمان
8-9-2016
The elements of an orbit
14-8-2020
حصاد الفول السوداني
14-11-2019
الحكم الاموي
24-5-2017
أهمّية علم الأخلاق.
26/12/2022
الإعلانات والتوزيع والإدارة
14-6-2021


حجيّة السيدة الزهراء عليها السلام على الأنبياء والمرسلين  
  
1706   02:10 صباحاً   التاريخ: 6/12/2022
المؤلف : الشيخ محمد السند
الكتاب أو المصدر : مقامات فاطمة الزهراء "ع" في الكتاب و السنة
الجزء والصفحة : ص40-44
القسم : سيرة الرسول وآله / السيدة فاطمة الزهراء / مناقبها /

ويدلّ عليه من الكتاب بوجهين :

الأول : كونها مطهّرة تمسُ الحقيقة العلوية الملكوتية للقرآن الكريم في اللوح المحفوظ كما تقدمت الإشارة إلى السور القرآنية الدالة على ذلك ، وكما سيأتي في مقامات أخرى لاحقة والذي يُحيط بعلم الكتاب المهيمن على بقية الكتب السماوية السابقة يفضل على أصحاب تلك الكتب ، حيث وصفت توراة موسى بأن فيه تبيان من كل شيء لا تبيان لكل شيء ، فضلاً عن بقية الكتب .

الثاني : قوله تعالى ( وعلّم آدم الأسماء كلّها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علّمتنا انّك أنت العليم الحكيم ، قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلّما أنبئهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم أني أعلم غيب السماوات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين )[1]

وقوله تعالى : ( قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لِما خلقت بيدي أَستكبرت أم كنت من العالِين )[2].

فظاهر هاتين الآيتين والتي استعرضت كذلك في سور أخرى ، من أنّ هذه الأسماء كانت موجودة حيّة شاعرة عاقلة ، لأن الضمير واسم الإشارة المستخدم في الآيات المزبورة عائدة إلى العاقل الحي الشاعر ، ومقتضى حصول آدم على شرف الخلافة الإلهية واسجاد الملائكة كلهم أجمعون خاضعين طائعين له كان بسبب تشريفه بالعلم بتلك الموجودات الحيّة الشاعرة ، مما يفضي بشرافة مقام تلك الموجودات الحيّة الشاعرة العاقلة على مقام آدم فضلاً عن جميع الملائكة ، ومما يقضي أن خلفاء اللّه من الأنبياء وجميع المرسلين أوصيائهم الذين يندرجون تعاقباً في قوله تعالى ( وإذ قال ربّك للملائكة انّي جاعل في الأرض خليفة ) انّما يشرفون ويؤهلون بمقام الخلافة الإلهية في الأرض ، انّما هو بتوسط تشريفهم بالعلم بتلك الوجودات الحيّة الشاعرة العاقلة ، والتي أشار إليها تعالى في سورة ص بالعالين لأنّه تعالى حصر ما سوى آدم في قوله ( أستكبرت أم كنت من

العالين ) كونه دون آدم فيكون عدم سجود إبليس استكباراً ، أو هو من العالين الذين لا يخضعون لآدم ولا لطاعته بل يفوقونه ، وليس أولئك إلا الموجودات الحيّة الشاعرة العاقلة الذين ببركتهم شرّف آدم بذلك المقام ، فكيف يكونون دونه خاضعين وطائعين له ؟

ومقتضى وصف اللّه تعالى لعلم آدم بتلك الموجودات بأنه غيب السماوات والأرض ولأجل ذلك لم تحط الملائكة علماً بتلك الموجودات لأنها بالنسبة إلى السماوات والأرض غيب أي ليست مشهودة فيها ، ومقتضى كل ذلك كون تلك الموجودات الشاعرة الحيّة العاقلة هي من الأنوار المخلوقة قبل السماوات والأرض قبل الملائكة وقبل آدم ، وهو قوله ( صلى الله عليه وآله ) : " أول ما خلق اللّه نور نبيك يا جابر " وان تلك الأنوار الحيّة الشاعرة العاقلة ليست هي نور آدم ولا نور الأنبياء والمرسلين ، وإلا لكان آدم عالماً بذاته ولما احتاج أن يعلم بموجودات غير ذاته ، وكذلك لما احتاج بقية الأنبياء والمرسلين في استخلافهم عن اللّه في الأرض إلى تعلّم تلك الأسماء مع أن الآيات قاضية بأن مقام الخلافة الإلهية عن اللّه انّما يستأهلها افراد البشر من الأنبياء والمرسلين والذي كان آدم هو المصداق الأول انّما يستأهلونها بالعلم بتلك الموجودات كسنّة إلهيّة دائمة كلية في مقام جعل الخليفة في الأرض .

وهذا المفاد لهذه الآيات متطابق للروايات الواردة عنهم ( عليهم السلام ) في ذيل هذه الآيات ، وقد تضمنت تلك الروايات التنبيه على دلالة وظهور الآيات على مثل ذلك وانّها في الأنوار الخمسة ( عليهم السلام ) كما في روايات اشتقاق النور كما تقدم وسيأتي مفصلاً كذلك .

أمّا من السنّة :

فالأول : فهي روايات بدء الخلقة الآنيّة حيث دلّت على أنّ أول ما خلق نور سيد الرسل ( صلى الله عليه وآله ) ثم نور علي ( عليه السلام ) ثم نور فاطمة ( عليها السلام ) ثم الحسنين ( عليهما السلام ) ثم نور التسعة من ذرّيّة الحسين ( عليهم السلام ) مما يدلّ على تقدم خلقتهم النورية على سائر الأنبياء والرسل وبالتالي حجّية تلك الأنوار عليهم صلوات اللّه عليهم .

الثاني : أخذ ولايتها وطاعتها على الأنبياء ، وهو مستفاد من الوجه الثاني المتقدم في الكتاب ، وقد تقدم في رواية دلائل الإمامة حول مصحف فاطمة ( عليها السلام ) عن أبي بصير وقوله ( عليه السلام ) : " ولقد كانت ( عليها السلام ) مفروضة الطاعة على جميع من خلق اللّه من الجن والإنس والطير والوحش والأنبياء والملائكة "[3] ، وفي رواية بصائر الدرجات عال اسنادها عن حذيفة بن أسعد قال : " قال رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) : ما تكاملت النبوّة لنبيّ في الأرض حتّى عرضت عليه ولايتي

وولاية أهل بيتي ( عليهم السلام ) فمثلوا له فأقرّوا بطاعتهم وولايتهم "[4].

الثالث : ما روي من قولهم ( عليهم السلام ) " لولا أنّ أمير المؤمنين تزوجها لما كانت لها كفو إلى يوم القيامة على وجه الأرض آدم فمن دونه "[5].

وقد أشار إلى ذلك المجلسي ( رحمه الله ) بقوله : انّه يستدلّ به على كون علي وفاطمة ( عليهما السلام ) أشرف من سائر أولي العزم سوى نبيّنا ( صلى الله عليه وآله ) إلى غير ذلك من الوجوه الروائية التي لا مجال لهذا المختصر من ذكرها .

 

[1] البقرة 31 - 34 .

[2] طه : 75 .

[3] دلائل الإمامة : 27 .

[4] وقد أورد المجلسي باباً ذكر فيه ستّين رواية ذكر فيها تفضيلهم ( عليهم السلام ) على الأنبياء راجع البحار 26 : ص 267 .

[5] البحار 43 : 10 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.