أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-3-2018
2641
التاريخ: 17-9-2017
1402
التاريخ: 26-8-2017
937
التاريخ: 26-8-2017
648
|
وزارة ذي الرياستين الفضل بن سهل:
سمي ذا الرياستين لجمعه بين السيف والقلم. قالوا: كان الفضل بن سهل من أولاد ملوك الفرس المجوس، وكان قهرماناً ليحيى بن خالد، وكان أبوه سهل مجوسياً فأسلم في أيام الرشيد. قالوا: لما رأى الفضل بن سهل نجابة المأمون في صباه ونظر في طالعه، وكان خبيراً بعلم النجوم، فدلته النجوم على أن يصير خليفة، فلزم ناحيته وخدمه ودبر أموره حتى أفضت الخلافة إليه فاستوزره.
كان الفضل سخياً كريماً يجاري البرامكة في جوده، شديد العقوبة سهل الانعطاف، حليماً بليغاً عالماً بآداب الملوك بصيراً بالحيل جيد الحدس محصلاً للأموال، وكان يقال له الوزير الأمير.
كان مسلم بن الوليد الشاعر نديماً للفضل بن سهل قبل وزارته، وكان قد أنشد قوله:
وقـــائل: ليست لـــــه همــة *** كلاً ولكن ليس لي مال
لا جــدة ينهض عزمــي بها *** والنــاس سؤال وبخال
فاصبر على الدهر إلى دولة *** يرفع فيها حالك الحال
فلما علت حال الفضل وتولى الوزارة قصده مسلم بن الوليد، فلما رآه سر به وقال له: هذه الدولة التي يرفع فيها حالك الحال، وأمر له بثلاثين ألف درهم وولاه بريد جرجان، فاستفاد من ثم مالاً طائلاً.
قالوا: كانت همة ذي الرياستين عالية جداً من قبل أن يعظم أمره. قال له مؤدب المأمون يوماً في أيام الرشيد: إن المأمون لجميل الرأي فيك، وإني لا أستبعد أن يحصل من جهته ألف ألف درهم. فاغتاظ الفضل من ذلك وقال له: ألك علي حقد؟ ألي إليك إساءة؟ فقال له المؤدب: لا؟ والله ما قلت هذا إلا محبة لك. فقال: أتقول لي إنك تحصل معه ألف ألف درهم؟ والله ما صحبته لأكتسب منه مالاً قل أو جل، ولكن صحبته ليمضي حكم خاتمي هذا في الشرق والغرب. قال: فوالله ما طالت المدة حتى بلغ ما أمل.
وقتل الفضل بن سهل على الصورة التي تقدم شرحها، وذلك في سنة اثنتين ومائتين، وفيه يقول الشاعر:
لفضل بن سهلٍ يد *** يقصر عنها المثل
فبـــاطنها للنـــدى *** وظــاهرهــا للقبل
وبسطتهــــا للغنى *** وسطوتها للأجل
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
قصة أصحاب السبت
|
|
|